الفصل الثالث عشر
غريبة هى أحوال قلوبنا كيف تتغير بين يوم وليلة أم أن الممنوع دائما مرغوب طوال عشر سنوات وانا أشعر بالحسرة على فادي وأكره أكرم والآن بعدما صار ما تمنيته شعرت بالخوف وددت أنني لو لم أعش كل هذا
رن هاتفي ووجدت أن أكرم هو من يتصل فقمت بالرد عليه فوجدتها سارة تسألني ألم تفتقدينا يا أمي كل هذا الوقت ؟
انسابت الدموع من عيني شعرت بمدى ضآلتي أمام نفسي فأنا لو كنت أقدر تلك الكلمة لم أكن لأفعل بأولاد سارة ما أفعله الآن مسحت دموعي بيدي وقلت بلى ،أفتقدتك جدا يا حبيبتي ولكني متعبة أحتاج لبعض الراحة ثم سنجتمع ثانية فوجدت صوت أكرم يبادرني قائلا ونحن أيضا متعبون للغاية من دونك وافتقدنا وجودك بشدة بيننالا أعرف كيف لامست كلمات أكرم شغاف قلبي ولأول مرة شعرت أني أفتقد دفء منزله لكنني كنت أكره فكرة إني كنت مضطرة لخوض دور لا يناسبني صمت حينها ولم أرد للحظات قليلة ثم قلت له لعل الله ييسر الأمر قريبا وأطلعك على قراري كنت في حيرة شديدة إزاء الوضع الذي وجدت نفسي بداخله لا أستطيع أن آخذ قرارا بشكل نهائي عيبي الوحيد طوال العمر كان التردد وبرغم أني آمنت دوما بأن المتردد يخسر دائما إلا أنني لم أستطع أن أقلع عن هذا العيب كنت كمن يلعب بالنار وهو بمنتهى الحماقة يظن أنها لن تطاله
طالت مدة تفكيري وزاد حديثي مع فادي ولم أستطع حسم الأمر حتى طلب مني فادي أن أطلب الطلاق من أكرم وسيقوم هو بعدها بالزواج مني دارت بي الدنيا حينها وشعرت بانقباض قلبي كنت بكل الأحوال سأطلبه لكني كنت أحن وبشدة للبيت وللحياة التي كرهتها ولمدة عشر سنوات حتى برغم أن عقلي يفكر كثيرا في شكل حياتي التي تخيلت أنني أستطيع تحقيقها إلا أن هناك شيئا يدفعني لأن أعود للأولاد
ولكن يؤلمني أن أفعلها بفادي مرة أخرى وأتخلى عنهكان أبي غاضبا للغاية مني وكذلك أمي برغم أنها طوال العمر في صفي لكنها لم تعد كذلك بعد أن فرطت في أولاد سارة ففكرت ماذا لو أني أرحتهم قليلا وبدأت في التفكير بشكل آخر سأعقد بداخلي مقارنة بين فادي وأكرم أحاول أن أنظر إلى أكرم بشكل مختلف عن قبل وأرى من منهما يستحق أن أكون معه تصرفت بمنتهى الأنانية كنت أفكر في نفسي فقط لم اكن أعرف أنني أسير ناحية الهاوية أسيل ترى أنني يجب أن أفيق من جنوني وأعود إلى أكرم والأولاد ووعد ترى أنني من حقي أن أختار الطريق الذي سأعيشه بمحض إرادتي ماذا لو استمعت لنصيحة الاثنتين لكي أستطيع حسم هذا الجدل الذي يدور بداخلي
هاتفت أكرم وأخبرته أنني أود مقابلته في الخارج بعيدا عن الأولاد كان يشعر بالخوف وهو يعلم أن قراري اقترب كثيرا ولكنه تفاجأ حين قابلني فقد جلست معه وأخبرته أنني لم أستطع طوال عشر سنوات إلا رؤيته كزوج لسارة فهل يستطيع أن يجعلني أرى أكرم مختلفا عن هذا الذي عرفته هل أستطيع التعرف على أكرم من جديد بطريقة مختلفة فتح فاه من هول الصدمة بعد أن استمع لتلك الكلمات لا أنكر أنني أعجبني ردة فعله حينها كاد أن يرقص فرحا لهذا الخبر وطلب أن أنتقل ثانية إلى البيت وهو سيلبي كل ما طلبته منه لكني أخبرته أنني مازلت بحاجة المزيد من الوقت في بيت أبي وأريد أن أدخل بيته هذه المرة وأنا مقتنعة به بشكل أكيد وفي نفس ذات الوقت لم أقطع علاقتي بفادي بل كنت أخطط معه كيف ستكون شكل حياتنا لو أقدمنا على اتخاذ قرار بالزواج وخاصة أنه أخبرني أنه وبرغم عدم حبه ليارا إلا أنه لن يستطيع التفريط بها وخاصة أنها أم أولاده لكنه سيترك لها حرية القرار بعد أن يخبرها وقد أجل كل هذه الأمور حتى يرى ورقة طلاقي من أكرم
أنت تقرأ
سديم
Roman d'amourجاءتني باكية وجلست على طرف فراشي وقالت بمنتهى الأسى هل هُنَّا عليك إلى هذا الحد؟ لا أعرف لي أما غيركِ ،لا تجعليني أتجرع مرارة اليتم مرتين .