الفصل الخامس عشر
كنت أحاول فهم ما الذي جمع وعد بفادي كان الأمر يصعب تصديقه وكأنه دربا من الخيال
قالت يارا لا أعرف من أين أبدأ بالضبط وكيف أقص لك عن وعد وفادي فالحقيقة لا أعرف متى بدأوا في التحدث مع بعضهما البعض ولكن كل ما أعرفه ومن خلال محادثتهما أنهما خططا لكل شيء من البداية والهدف تدمير حياتك لن يتزوجك فادي كما وعدك كان سيرد لك ما فعلتيه معه فقط يتم طلاقك من زوجك أكرم ثم يتركك بعدها لكن بعدما أخبرتيه بأنك متزوجة من أكرم على الورق اقترحت عليه وعد أن يقوم بارسال بعض صور المحادثات بينكما من حساب مزيف وإخباره أنك أفشيت موضوعا خاصا كهذا حتى يسد أي باب للرجوع إليه لكن فادي رفض أن يتورط في مثل هذا الأمر وقال سأكتفي فقط بطلاقها وتركها لن أدخل نفسي في مشاكل ربما تصل إلى بيتي وتدمره حينها علمت أن وعد تسعى إلى تحطيمك بهذا الشكل ومن ثم تحطيم أيتام ليس لهم سواك فقررت أن أحذرك رغم أنك لا تستحقين
قلت أفهم جيدا أن فادي مجروح مما حدث في الماضي وربما يريد الانتقام ولكن وعد لماذا تفعل بي هذا إنها أكثر من أخت لي فضلتها على الجميع لماذا تريد إيذائي
قالت إجابة سؤالك عندك أنت وحدك وعند وعد لا أعلم لماذا قد تود في أن تقوم بإيذائكانخرطت في البكاء ولم أستطع المقاومة أبدا ولم أهتم بشكلي أمام الناس يا ويلي ماذا فعلت بنفسي وكيف وصلت إلى هذا الحد من الغباء ؟
قلت لها لا يكفي تحذيرك لي هل بإمكانك مساعدتي في التخلص من كل ما يحتفظ به فادي ضدي
ابتسمت وقالت لست غبية إلى هذا الحد يا سديم سيجن جنون فادي لو قمت بتدمير ما يحتفظ به وربما ينقلب الأمر علي
هززت رأسي متعجبة من حديثها وقلت إذا كيف ستساعديني ؟
قالت لن أضع نفسي في حالة دفاع بل سأقوم بخطوة الهجوم وسأواجه فادي بما يفعله وأنني كشفت أمره وأهدده بالانفصال عنه إن لم يقم بحظرك ووقف الحديث معك فورا وإعلامك أنه لن يفرط بي أنا وأولادهوضعت يدي على فمي من الصدمة وقلت تعرضين بيتك للخراب حتى تنقذيني!
قالت فادي وبرغم كل سيئاته لكنه ليس غبيا يا سديم لن يجرؤ على تدمير بيته من أجل أي شخص وخاصة أنه ليس في حالة شوق وحب معك هو ينتقم فقط وأكبر دليل على ذلك أنه رفض اقتراح صديقتك بإرسال المحادثات إلى زوجك ، إذا كان هدفه الانتقام فقط فأنا من مصلحتي أن لا يحدث هذا الانتقام حتى أوجع قلبه قليلا بعد كل ما فعله معي، لم يكن ذنبي أبدا أنك تركتيه وتزوجت غيره فيحيل حياتي أنا إلى جحيم
ضحكت ضحكة وجع وقلت أتدرين كنت أتلصص عليكما طوال تلك السنوات الماضية وأرى صوركم ومنشورات الحب التي تقومون بنشرها دوما وأتحسر على السعادة التى حرمت منها لم أكن أعلم أنك تتجرعين الألم هكذا
قالت لأنك تحكمين بالظاهر لك فقط يا سديم لا تعرفي ما الذي يختفي في الخلف ، قديما كنا نلتقط الصور من أجل الذكرى أما اليوم صرنا نصنع الذكرى من أجل الصور لنظهر للعالم كم نحن سعداء ربما داخلنا يقطر ألما من شدة الحزن لكن نبتسم وكأن شيئا لم يكن أتذكر أنه في إحدى أعياد مولده حاولت إذابة الجليد بيننا وحضرت له مفاجأة بتحضير عيد ميلاده في البيت وقمت بدعوة أسرته وأسرتي وقمت بشراء كل شيء يخص عيد ميلاده وحين عدت إلى منزلي وقعت وأنا أحمل علب الكيك والحلويات وأفسدت كل شيء كما أنني جرحت قدمي جرحا غائرا لا أستطيع أن أقص لك كمية السباب والشتائم والتوبيخ منه وظل يخبرني أنني غبية لا أستطيع أن أفعل شيئا جيدا وأتمه على نحو جيد لم يهتم حتى بمعرفة كيف كان حالي وحال قدمي وهل تأذيت أم لا لكنه اهتم فقط بتصوير ما حدث وقلب الموضوع بشكل ساخر ونشره على حسابه الخاص والإشارة لي وكتب كم هو يحبني حتى بعدما أفسدت كل شيء مع ارفاق بعض الصور التي تظهرنا كم نحن سعداء كل شيء كاذب وخادع حتى المشاعر صرنا نزيفها ببعض القوالب الجاهزة بحالة المشاعر ليس كل شيء تراه عيناك حقيقة مطلقة وراء كل صورة الف حكاية مختبئة يا سديم.
أنت تقرأ
سديم
Dragosteجاءتني باكية وجلست على طرف فراشي وقالت بمنتهى الأسى هل هُنَّا عليك إلى هذا الحد؟ لا أعرف لي أما غيركِ ،لا تجعليني أتجرع مرارة اليتم مرتين .