الفصل العاشر

4 0 0
                                    

(الفصل العاشر )

بدأت في الترتيب لنظام حياة جديد أحاول فيه الاعتياد على الحياة بدون الأولاد كنت أختبر نفسي كيف سيكون الوضع بدونهم كما أنني أحاول البدء من جديد لا أعرف من أين بالضبط سأبدأ ولكن كلي آمال كبيرة أنني سأنجح ولكني كنت قلقة بشأن سارة كيف سأنفصل عنها وأنا أشعر أن روحي تعلقت بروحها صراعات لا تنته بداخلي مابين ما أريده لنفسي وما بين واقع مغاير تماما ولكن بعد تفكير طويل قررت  أن أطلب من أكرم أخذ الأولاد معه في بيتهم وقلت له هذا سيكون أفضل لي ولهم سأستطيع الحكم بشكل صحيح على ما يجري حولي وسأهتدي إلي القرار الصائب حين أشعر أنني لست تحت أي ضغط بالطبع  قرار إبعادي للأولاد لم يمر مرور الكرام بل لاقى غضبا شديدا من والدي ووالدتي رأوا أنني أقوم بكل أنانية بالتخلي عنهم في مرحلة فارقة ومهمة بعمرهم لكن أمام إصراري رضخ الجميع ظنا منهم أنني سأغير رأيي بعد رحيلهم لأنني لن احتمله جلس أكرم معهم وأخبرهم أنني أعاني ضغوطا كثيرة منذ مدة طويلة والأفضل لي أن أبتعد قليلا لأريح أعصابي فعرض عليهم الرحيل من بيت جدهم والعودة إلى بيتهم طبعا كان الأمر صعبا على أن تفهمه سارة ظلت تخبر والدها أنها لن تستطيع أن تتركني لكنه أخبرها أنه صار واجبا  عليهم أن يساعدوني حتى أستطيع تخطي محنتي ،وحدها لين من رمقتني نظرة حقد دفين  ثم  أخبرت اخوتها بعد ذلك  أنني أتخلى عنهم وأنني ما عدت أرغب في العيش معهم مرت بعد ذلك أياما يشوبها القلق  ثم سرعان ما  جهزوا أنفسهم للمغادرة لم أستطع رؤية هذا المنظر اعتدت على وجودهم طيلة عشر سنوات لربما كان الأمر سيكون أكثر سهولة لو رحلوا دون أن أرى أحدا منهم حينها ، كنت أحاول الظهور بمظهر الثبات إلا إنه لم  يؤلم قلبي سوى ما قالته سارة فقد جاءتني باكية وجلست على طرف فراشي وقالت بمنتهى الأسى هل هُنَّا عليك إلى هذا الحد؟ لا أعرف  لي أما غيركِ ،لا تجعليني أتجرع مرارة اليتم مرتين .

لا أعرف كيف قسا قلبي حينها وكيف لم أحاول إيقاف تلك المهزلة التي تسببت بها كيف اقنعني عقلي أن أتخلى عنهم بتلك السهولة وأنا التي أوقفت كل شيء من أجلهم كيف لم أستطع إتمام الجميل في أولئك اليتامى ولم يكونوا أى يتامى كانوا أبناء اختي قطعة من قلبي كيف سمحت حينها لتلك القطعة أن تفارقني دون الشعور بالذنب أو بالندم لم أكترث لبكاء الصغيرة ومسحت على رأسها وقلت سامحيني حبيبتي أنا متعبة جدا ولا أستطيع الحديث الآن خرجت الطفلة تجر أذيال الخيبة فقد خذلتها بعد أن كانت تحمل آمالا كبيرة أنني سأغير رأيي من أجلها وأمسكت بيد والدها ورحلت معهم  من البيت الذي خيم الحزن على أرجائه برحيل الصغار وصار كئيبا من حينها ابتعد والدي ووالدتي عني بعد أن كنت قريبة جدا لقلب أمي ،صغيرتها المدللة لم تعد هكذا بعد أن مضت في طريقها تحاول أن تطأ بقدميها أي شيء لتعثر على سعادة توهم نفسها أنه آتية لا عجب أن الضباب يغلف حياتي  فلكل منا حظ في اسمه ولدت في صباح يوم كان  الضباب فيه خفيفا واضطر والدي للخروج بأمي باكرا يشق الضباب لكي يصل للمشفى فأسماني والدي بهذا الاسم وكأنه قد كتب على أن أعيش اتخبط في حياتي كمن يحاول شق طريقه وسط الضباب

"لا تفتحه إنك إن تفتحه تلجه"
لم أكن أفهم قبل تلك اللحظة معنى خطوات الشيطان وهذا التسلسل الغريب فيه مجرد إضافة عادية إلى جروب أصدقاء الجامعة  لم أر أبدا فيها أي مشكلة قامت بها "وعد " وكنت سعيدة جدا حينها خاصة إنني كنت في حالة مزاجية صعبة وشعور بالوحدة بعد رحيل الأولاد أخبرتني أنها عثرت على صديقة قديمة من أصدقاء الجامعة وعرفت منها أن معظم دفعتنا على تواصل حتى الآن وبالفعل تتواصل معهم وعد منذ مدة طويلة ثم سألتني لو احب أن تضيفني معهم وبالطبع وافقت فورا وتحمست جدا للفكرة لم أتصور حينها  أني أفتح بابا للشيطان لن يسد أبدا .
بدأ الأمر بعد أن رأى الجميع رقم الهاتف الجديد الذي تمت  إضافته إلى الجروب الخاص بهم وبدؤوا في التساؤل عن هوية صاحب الرقم الذي تمت اضافته  هنا تدخلت وعد فورا وأرادت إشعال حماسهم وطلبت منهم تخمين شخصية صاحب الرقم بالطبع لم يخطر على بال أحد أن أكون أنا هذا الشخص وما إن بدؤوا في طرح أسماء أصدقاء لهم حتى بادرتهم هى بالمفاجأة وافصحت عن هويتي وقالت إنها "سديم " قام الجميع بالترحيب بي ولكن شخص واحد فقط قام بتصرف غير متوقع بالمرة فقد غادر المجموعة فور علمه بأنني أنا "سديم "......(يتبع)
رواية
سديم
منى_وهبه

سديم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن