الفصل الحادي عشر
تعجبت كثيرا لهذا الفعل سألت نفسي ترى من قام بمغادرة المجموعة ؟
لم يطل وقت تعجبي حتى قامت صديقة قديمة بالتساؤل ما الذي حدث لكي يغادر فادي المجموعة كنت أراقب ما يكتبه أصدقائي القدامى وقلبي لا يكف عن النبض بشكل متسارع وأتساءل بيني وبين نفسي أكان يحبني مثلما أحبه حتى هذه اللحظة،أم صار يكرهني فلم يستطع تحمل وجودي معه في نفس المجموعة
هاتفتني وعد وهى متحمسة بشدة تخبرني أنها تفاجأت بردة فعل فادي فلم تكن تتوقع أن يصدر منه هذا
شعرت بالحرج كثيرا وقلت لها لما لم تخبريني بأنه موجود بهذه المجموعة ؟قالت كنت متأكدة أنك سترفضين لو أخبرتك كما أنني كنت أظنه أذكى من ذلك فقد أظهر للجميع أنه مازال غاضبا مما حدث في الماضي وهذا يدل على أنه مازال يحبك
تحدثنا كثيرا أنا ووعد وعاد طيف الماضي يداعب مخيلتي وبدأت انسج بعض الأحلام القديمة وسرعان ما هدمها الواقع الذي بدأت وعد في اقناعي ماذا لو تدخلت تدخلا بسيطا محاولة تغييره والعودة به إلى مساره الصحيح كيف كنت بلهاء إلى هذا الحد ؟؟
لا أعرف كيف فعلت هذا الشيء كيف قمت بمراسلته كما نصحتني لأخبره انني آسفة على ما حدث في الماضي وأنني أضطررت إلى فعل ذلك الشيء من أجل أولاد أختي ارتعشت يدي كثيرا قبل أن أضغط على زر الارسال ولكني في النهاية قمت بفعلها ظل قلبي يخفق بشدة وأنا أراقب رسالتي لأرى إن كان قد استلمها أم لا كتبت بها أنا اتأسف حقا منك أعلم أنك مازلت غاضبا مني ولكنني كنت مضطرة لم أقصد أبدا أن أسبب لك أى حزن
مرت ثوان قليلة ثم شعرت بالخوف فقمت بحذفها فوجدت رسالة بعدها منه يخبرني لماذا قمت بحذفها لقد قرأتها هل تظنين أن الاعتذار وحده بعد كل هذه السنوات سيمحو أثر ما قمت بفعله في قلبي تركتيني ولم تهتمي كيف سأعيش من دونك كنت كطائر جريح وجعه كله يكمن في أن صاحبه هو من جرحه وضربه في مقتل أكلمات الاعتذار كافية يا سديم ؟
ترددت كثيرا قبل أن أرد كل ما كان يجول بخاطري حين راسلته أنني سأبعث برسالة أوضح فيها موقفي ولن نحتاج للكلام بعد ذلك ولكنني كنت أكذب على نفسي أنا من فتحت الباب وأنا من سيتحمل وحدي فاتورة إغلاقهما إن غلبتني نفسي وقمت بالرد عليه حتى توالت الرسائل بيننا لوقت طويل تحدثنا فيه عن حالنا وعن ما وصلنا إليه لكني لم أخبره بشكل علاقتي بأكرم كل ما أخبرته به أنني متعبة جدا وأحاول الانفصال
مرت الأيام وحديثي مع فادي صار شيئا ضروريا لا يخل يومي منه كنت أشعر أنه شيء عادي أن نطمئن فقط على بعضنا البعض ما المآساة في ذلك؟
حتى زارتني أسيل جاءت من محافظتها التي تسكن بها مهرولة حين علمت من والدتها أنني أسعى للانفصال عن أكرم حيث تحدثت أمي مع أمها خشيت عليا من نفسي فاجأتني وهى تقف على أعتاب بيتي تخبرني أنني حتى لو لم أرد مقابلتها أو الحديث معها فإن واجب الصداقة والأخوة بيننا يحتم عليها ذلك قالت لي: أنت تلعبي بالنار يا سديم أضعت كل شيء وكل ما قمت به في لمح البصر وتحاولين الآن تخريب حياتك كفي عن السير وراء وعد هى لا تحبك ولا تريد لك الخير منذ عرفتها وأنا لا أحبها وأعلم جيدا منذ اللحظة الأولى لرؤيتها أنها تغار منك
غضبت منها وقلت لها كفِّي يا أسيل عن هذا الكلام أنت وحدك من تغارين من وعد لأنها احتلت مكانك في قلبي لهذا طوال الوقت تخيفيني منها وهى دوما لطيفة معك هذا الهراء يمكث في عقلك أنت أنا لست صغيرة لتتحكم بي وعد وأظنك قد فهمت من عدم حديثي معك الفترة الماضية أنني لم أعد ارغب بصداقتك
قامت من مكانها وقالت مخطئة يا سديم لم تحتل مكاني لأغار منها مكاني محفوظ في قلبك منذ عرفنا بعضنا البعض وحتى إن كنت تنكرين هذا فأنا أشعر به جيدا أنت قطعة من روحي يؤذيني ما يؤذيك أنا مرآتك يا سديم أنا أُبكيك وأبكي عليك أما هى تضحكك وتضحك عليك فكري كثيرا قبل أن تحرقي كل ما زرعتيه يا صديقتي أنا لا أقف ضدك ولا أريد لك الحزن ولكنك تتخلين عن الأولاد في أكثر وقت هم في حاجة لك فيه كذلك ما الذي يؤكد لك أن حياتك بعد أكرم ستكون أفضل هل ضمنت وجود أحدهم ؟ وإن كنت فعلت هذا فمصيبتك ستكون أسوأ أنت لست هكذا يا صديقتي أعرفك أكثر من نفسك هناك دوما فرصة لإصلاح كل شيء ثم رحلت وتركتني ."احترس من عدوك مرة ومن صديقك ألف مرة " تلك الجملة حين كانت تمر أمامي كنت أستنكرها بشدة داخلي وأخبر نفسي هل من الطبيعي أن أكون في علاقة صداقة يحيطها الشك والخوف دوما من الغدر ولم سأكون قد اخترت شخصا ما صديقا لي وأنا أحتاط منه وأؤمن نفسي جيدا لماذا كل هذا التعقيد حتى فهمت الدرس جيدا في علاقتي مع وعد كانت خير مثال لتلك الحكمة التي لم أفهمها إلا متأخرا .
تعرفت على وعد في الصف الأول الثانوي كانت حينها تربطني علاقة جيدة مع أسيل منذ نعومة أظافري ولكن فرقتنا الظروف فقد رحل والدها من الحي الذي كنا نسكنه وانتقل إلى محافظة أخرى بسبب ظروف عمله إلا أنه أبقى على شقته ولم يبعها أو يؤجرها بل كان ينزل فيها في إجازة الصيف حيث كنت أنتظر قدوم أسيل بفارغ الصبر لأقص عليها كل ما حدث خلال الفصل الدراسي وتقص هى على أيضا كيف مر عامها ولكن ذلك الفراغ الذي خلفته بداخلي لم يملؤه سوى وعد جلست إلى جانبها في الفصل الذي لم أكن أعرف به أي فتاة من مدرستي الثانوية وبدأت صداقتي معها سنوات المراهقة والشباب تكونت معها، كانت بالنسبة لي فتاة جيدة جدا ربما لم يكن هذا رأي أسيل بها لأنها كانت دوما تحذرني من علاقتي بوعد كنت آخذ الأمر على محمل الغيرة منها ،أسيل تغار من وعد لأنها صارت كظلي تلازمني دوما لا نفترق أما هى فلا نتقابل إلا شهور قليلة في الإجازة التي صارت تتقلص كلما كبرنا في مراحلنا التعليمية بسبب الدروس الخصوصية التي تبدأ باكرا قبل الدراسة لذا كانت كفة وعد دوما هى الراجحة من حيث الوجود الدائم معى وكانت وعد بمثابة العالم الموازي لي بعيدا عن كل مثاليات والدي التي كنت أراها دوما غير صالحة في هذا الزمان وعد كانت البوابة لحياة أخرى كنت أريد أن أنجرف لها بكل ما أوتيت من قوة لكن ابي كان يمسك بالزمام جيدا لا تستطيع إحدانا أن تفلت منه مهما تمنت وللحق كانت سارة متأقلمة جدا مع تلك الحياة أنا فقط من كانت تريد التمرد ......(يتبع)
رواية
سديم
منى_وهبه
أنت تقرأ
سديم
Romantizmجاءتني باكية وجلست على طرف فراشي وقالت بمنتهى الأسى هل هُنَّا عليك إلى هذا الحد؟ لا أعرف لي أما غيركِ ،لا تجعليني أتجرع مرارة اليتم مرتين .