الفصل14

12.1K 401 9
                                    

مهما أظهرنا صلابتنا، ومهما تفاخرنا بجُمود مشاعرنا أمام أشياءٍ لم نظُن بنا القوة لتجاوزها، ففي وقتٍ مُعين نحتاجُ كتفًا هادئًا نبكي عليه هشاشتنا ونخبره أن الحياة قاسية، وأن نقاط الضعف لا تُمحى بتلك البساطة.
♤♡♤♡♤♡♤♡♤
أقترب أوس من اذن نور وهمس بكلمة جعلتها تقف متخشبة من الصدمة .
أوس :تتجوزيني؟
وقف ينظر إليها عدة لحظات ثم أعاد سؤاله مرة اخرة ولكن الإجابة كانت مثل المرة الأولة وهي الصمت.
أقترب منها مرة اخرى ولكنها أبعدته عنها بفزع. 
نور :انت بتعمل ايه.
اوس :ما انت ما اتخرستيش اهو وبتتكلمي. 
واكمل وهو ينظر لعينيها بترقب:ها قولتي ايه.
أبتعدت عنه حياة عدة خطوات.
حياة بقوة :مش موافقة ولو كنت اخر راجل على الأرض مش عايزاك.
أوس :لو كنت اخر راجل  اكيد مش هيخلوني ليك ثم أكمل بإستهزاء :فكري دي فرصة. 
حياة : دا انت بتهزر بقى.
دفعته عنها بقوة وفتحت باب الغرفة وخرجت بغضب.
تركته واقفا يتوعد لها على رفضه وكسرها لكبريائه كرجل.
♡◇♡◇♡◇♡◇
نور بصراخ :انا هربت منك قولي انت عملت فيا ايه قولي. 
اقترب منها مالك بغضب ساحق ليمسك بها من ذراعها ويضغط بقوة جعلتها تصرخ متألمة.
مالك بصوت كفاحيح الأفاعي : لا كدا مش حلو على شانك ياحلوة والعبة دي تلعبيها على حد ثاني والكلام دا لو سمعته منك مرة ثانية مش هيحصل كويس.
وصرخ بقوة :مااشي.
فزعت نور منه وتراجعت للخلف بخوف ولكنه لم يسمح لها بالهرب فقد أمسكها ليعيدها إلى مكانها.
مالك وهو يقترب منها بشكل مخيف وبصوت هادئ يحمل في طياته الكثير  :ولا أقلك أيه رائيك نخليكي تخافي بجد ونقلب التمثيلية لإنتي عملاها لحقيقة.
أستوعبت نور معنى كلامه لتحاول الفرار منه وقد تغلب عليها الخوف والرعب من كلامته.
دفعته بأقصى قوتها ولكنه لم يتزحزح لأنه ببساطة أقوى منها بأضعاف حاولت الصراخ ولكنه كتم صرخاتها بيده وأما يده الاخرى أخذت تتجول بحرية على جسدها.
فقدت نور الوعي من شدة الرعب أما مالك فقد عاد إليه وعيه عندما لاحظ أسترخائها بين يديه. 
مالك بخوف :نور نور اصحي نور.
واخذ يربت على وجهها يحاول إفاقتها ولكنه لم يستطع نهض بسرعة ليأخذ القليل من الماء ويرشه على وجهها بدأت نور تستعيد وعيها ببطء و فور أن أستوعبت أن من يقف أمامها هو مالك بدأت بالتراجع للخلف بخوف وفزع لتحاول النهوض ولكنها كانت تفشل في كل مرة بسبب ارتاجف قدميها بعنف. 
كان مالك يقف يشاهد حالتها تلك بقلب يتقطع عليها.
مالك بصوت حنون وهو يقترب منها :انا مش هعملك  حاجة  اهدي ماتخافيش.
وقفت نور لتمسكت  بمزهرية ورمتها بعنف على الأرض لتتحول إلى قطع.
تراجع مالك بسرعة ليتفادها.
مالك : نور انت بتعملي ايه. 
انحنت نور لتمسك بقطعة من ذلك الزجاج و وجهته نحوه.
نور :لو قربت مني هقتلك.
اقترب منها مالك بثقة :عاوزة تقتليني طب تعالي انا اهو يالا تعالي.
لتصرخ نور :ابعد اوعى تقرب.
اكمل مالك أقترابه منها من دون ان يعير كلامها اي اهتمام. 
أما نور فقد أمسكت قطعت الزجاج لتضعها على معصمها.
نور وهي تبكي بعنف :ما تقربش وإلا هقتل نفسي.
أحس مالك وكأن روحه تسحب منه ولكنه حاول إظهار الثبات ولكن عيناه كانتا تفضحان الخوف والرعب الذان يشعر بهما :هتقتلي نفسك على ايه ما انت لبدأتي المسرحية دي.
نور ببكاء يقطع نياط القلب :أخرج ارجوك اخرج وسبني.
باغتها مالك بحركة مفاجئة وسحب منها الزجاجة ولكنه ومن دون قصد جرحها جرح بسيط في يدها.
رمى تلك القطعة من الزجاج واحتضن نور بقوة أما نو فأخذت ترجتف وتحاول إبعاده عنها.
همس مالك في أذنها بصوت ضعيف مهزوز مغاير لشخصية مالك الصعبة: اوعي تفكري تعملي كدا ابدا انا مش هسمحلك انك تبعدي عني وحتى لو كان الموت هو السبب.
اخذت نور تبكي على كتفه بعنف ليزيد مالك من احتضانها .
نور بصوت ضعيف ولكن كلماتها كانت كالخنجر الذي طعن قلب مالك:انا بكرهك.
نظر لها مالك وصدمت أن عيناه تدمعان.
وقفت تنظر إليه وهو بادلها النظرات.
منها ما كانت اعتذار ومنها ما كان حب ومنها ما كان حزن ثم غادر الغرفة ليتركها وحيدة غير قادرة على جمع شتات قلبها.
♤♡♤♡♤♡♤♡♡
خرج مالك بسرعة ليصدم بحياة التي وقفت تشاهده بإستغراب فهو حتى لم يلتفت ليعتذر لها.
أكملت طريقها إلى الغرفة لتصدم من المشهد الذي شاهدته فقد كانت نور تجلس في إحدى زواية الغرفة تبكي ويدها مليئة بالدماء ومن حولها زجاج متهشم إلى قطع.
ركضت حياة في إتجاه اختها :نور مالك في ايه وإيه الكركبة دي.
لم ترد عليها بل احتضنتها وبكت وكانها تحمل صخور ثقيلة فوق قلبها.
تركتها حياة تبكي حتى هدأت قليلا وهمت بسؤالها عن سبب إنهيارها.
حياة:نور حببتي بالك فيك ايه إيه لحصل.
لتكمل بغضب وتوعد :ليكون الك*ب مالك أذاك في حاجة.
نور وهي تبكي :انا في مصيبة كبيرة.
حياة بفزع :يالهوي مصيبة ايه.
بدأت نور تحكي ما حدث لها لأختها التي أختلطت مشاعرها منها ما كان خوف ومنها ما كان غضب ومنها ما كان حزن.
نور وهي تمسح دموعها :ودا لحصل.
حياة :وهو بينكر ازاي وانت ازاي صحيتي لقيتي نفسك في قوضته.
نور :مش عارفة والله ما عارفة انا حاسة إني تايهة ومش فاهمة حاجة.
حياة :اهدي وانا هتصرف بس اوعي يوصل الموضوع دا لماما لإن لو حصل هتقتلك ومش هتصدقك. 
نور ببكاء وحزن شديد :انا زهقت من نفسي يارب اموت وأخلص.
حياة :بعد الشر عنك ماتخافيش انا معاك ومش هسمح إن يحصلك حاجة.
♤♡♤♡♤
خلف جدران تلك الغرفة كان مالك يستمع لمحادثة نور وحياة وبدأ الشك يتلاشى من قلبه ولكنه لازال يريد أن يعرف كيف حدث كل هذا.
فذهب مسرعا إلى غرفته ليتأكد من الغرفة وماذا يوجد فيها.
بحث كثيرا ليجد في الأخر كاميرات مراقبة معلقة في زواية الغرفة.
مالك بغصب ساحق :ياولاد *** والمصحف ما انا سايبكم بس أعرف مين عمل كدا وأمسكوا بإيدي.
♤♡♤♡♤♡♤♡
في منزل أوس دخل بغضب شديد وعينان مشتعلتان بسبب رفض حياة له.
كانت شهد جالسة على اريكة المنزل و اول ما رأته أقتربت منه لتحتضنه.
أبعدها أوس عنه بعنف.
شهد بحزن :أعملك أكل. 
أوس :ماليش نفس.
حاولت الإقتراب منه مرة أخرى ولكنه أمسكها من شعرها بعنف وقرب و جهها منه.
أوس :لو قربتي مني ثاني من غير أذني مش هيحصل خير. 
بكت شهد بحرقة :أوس سيب شعري بيوجعني.
أما هو فقد رماها على الأرض ونهض متجها إلى الغرفة وأحضر قميص نوم ورماه عليها وكأنها إحدى بائعات الهوى.
أوس :ألبسي دا وتعالي.
نهضت شهد لترتدي ما أعطاه لها بقلب مجروح وحزين.
فهي قد تعودت على الإهانة منه وإعتادت على معاملته الجافة معها.
ولكن ماذا كانت تتوقع منه فهي تزوجته بالسر وأيضا أرغمته على الزواج بها لك تتداري فضيحتها فبعد إقامتها علاقة غير شرعية معه وهو غير واعي اضطر إلى الزواج منها لك يستر عليها وكان شرطه الأساسي أن يكون الزواج فالسر إلا إذا فضحت علاقتهم فسيكون لديه إثبات على زواجه منها حتى لا تتدمر حياتها. (ولكن هل هذه حقيقة ما حدث ؟)
♤♡♤♡♤♡♤♡♤♡
ساعة كمان وهينز البارت15
قراءة ممتعة ❤

بنات وردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن