الغربان كائنات إجتماعية وهي طيور شديدة الذكاء ، يمكن للغراب تعلم لغة البشر ، في بعض الأماكن يمكنك سماع نعيق بلغة البشر .
أنا غراب في مجتمع غريب ، كبرت بدون إرشاد الراعي الوحيد الذي حصلت عليه هو خالقي ، لا أحد يهتم ، عشت بداية حياتي في قفص ، لا قوقعة ، لكني عبقري غراب تعلمت لغات و معلومات كثيرة من مشاهدة التلفاز و تصفح مواقع الشبكة العنكبوتية ، حياتي لم تكن ممتعة
دخلت للمدرسة بعمر صغيرة ، جنين غير مكتمل النمو أجهض و ألقي به في عالم غير منصف ، البشر كائنات سيئة ، أصح القول أنها كائنات شاذة ، لكل مجتمع قواعد يلتزم بها ، لكني وصلت لإستنتاج أن القواعد مجرد أعذار لا أحد يعاقب ما دام له أب ، خال ، عم ، أو صديق .
في المدرسة كنت كفرخ غراب صغير لم أدرس بجد بل أحببت اللعب مع الذين ظننت أصحاب ، لا أحد يبقى و لا أحد يرأف بك .. لا أحد . أول شجار لي دخلت له بثقة كبيرة ثم تحصلت على ضربات متعددة فأتى الناس لتفكيك الصراع ، فأصبحت أصرخ و أبكي كالضحية ، ضحية للحب ضربت بسبب أني كن معجب بفتاة ، أذكر أني حملت صخرة أكبر من رأسي و بدأت أجري وراء الولد الذي تشاجرت معه كالمجنون ، هناك عرفت معنى الغضب لأول مرة .حصل معي أكثر من هذا في سنواتي الخمس بالمدرسة الإبتدائية ، لكن لن أذكر أكثر من ذلك .ما أنقذني كان رغبتي في النجاة ، أردت الهروب بكل قواي ، أردت أن أطير نحو النجوم اللؤلؤية ، لكن جناحي محروق متفحم منتوف ، كنت شبه محطم ، مجزرة ، أفكاري كانت طاهرة جميلة كورق الشجر بعد هطول المطر ، سقطت الورقة مع مجيئ الخريف ، أصبح لي لون أسود و رمادي منهك و محترق ، من التربة صرت أنمو ، شتلة ثم شجيرة ثم شجرة ، أصبحت راسخاً و طويلا لكني مشوه ، أشبه شجرة التين التي تنمو على منحدرات الجبال ، فاقد للأمل ، أنثر ثماري عسى أن يتحسن الحال .
لكن الوضع أصبح أسوء مع الأيام ، أتى حريق كبير أخذ الأخضر و الأخضر ، لم يبقى شيىء ، صرت حطام ، رماد ، ثم أتى كائن أبيض ، يشبه الطيف ، أكل حبة تين محترقة من أحد جذوعي ، فأمتصني و صرت غرابً ، غراب حقيقي بكل صفاته تبنتني مجموعة من الطيور المتشردة مثلي تعلمت منها كل شيىء، كانت تلك المرة الأولى التي أحصل فيها على عائلة ...
![](https://img.wattpad.com/cover/260398301-288-k46517.jpg)