لم أكتب لأحد ما بشكل مباشر، مفهومي للحب و المشاعر كان مبهماً. ربما بظني أن الناس سترى ما بداخلي يوما ما قد خرجت عن نطاق المعقول. ما الذي يجعلني أنجذب نحو بشر أخر ؟ أنا لم أهتم بالمال فأنا ادري أنه يأتي بالشقاء، و لم أفكر بالمقام لأن المقام لا يستوي مع الرخاء. و لا فكرت في أن شخصا ما قد يكون سبب في سعادتي. حتى تكلمت معك. اتدرين ما المختلف هنا ؟ هو أنني بالفعل لا أريد حب عادياً، لا أريد حباً شرقيا مليئ بالشعر المكتحل و الموسيقى الكلاسيكيه. لا أريد حباً غربيا مليئ بالكذب و الحفلات الماجنة.
لربما أريد شخصا أجلس معه على أريكة. نشاهد الأخبار معاً بينما أحتسي كوبي من القهوة الداكنة. شخص لا أقول له صباح الخير يا حلوتي و إنما شخص أقوم بغلق الباب ببطئ ورائي كي لا أيقضه.
مللت يا هيفاء من الحب المبتذل أريد أن ألعنك على غيابك و أريد أن ألاقيك بالإبتسام حين عودتك. أريد ما لم يحصل من قبل، ما لم يكن من قبل؛ أريد بركة من الحب تمتلئ من الأمطار الموسمية و لا اريد نهر إن جف لا يبقى فيه سوى الصخور و الذكريات المخملية.
قولي لي يا عينيا، لأن العيون كلها و البصر كله بلا فائدة كأنه حلية إن لم اراك أنت في كل مرة و أنت حية.
أريد أن افهمك رغم أنك على الكلام صائمة لا تحدثين إنسيا. أنت مريم العذراء و أنا المسيح الذي يتكلم في المهد صبياً
كوني أنت حيفاء و أنا سأكون من الصابرين. على المحنة و العشرية السوداء المضنية.
أريد أن أراك في الغد خضراء من سندس مكسية.
و اتمنى لك الفلاح في الدنيا و في الحياة الأبدية.
تعالي نحوي و قصي علي من قصصك الغنية.
اريد أن أعلم ما الذي جعل منك ألماسية.
و اتمنى أن لا يغيب قمرنا و لا يكون منسياً .
و اتمنى و ما فائدة التمني إن لم تكوني في النهاية معي محمية.