سويعة ما قبل الفجر

11 3 0
                                    

لم أنم بعد ، مستقيظ أنا منذ إثنتي عشرة ساعة غادرتني الأحلام و غدرتني جفوني .

أحب رائحة الهواء الذي يسبق الفجر فهو نقي خالص ، يحمل الكثير من الروائح . رائحة المذنبين في خلوات الليل كما أنها تحمل رائحة المؤمنين . لا مقارنة صراحة فالحسنة طيبها يطغى على باقي الروائح ولو كانت شديدة النتن .

لهذا أحب الفجر ، أحب الإختلاء بنفسي و أفكاري . كثيراً ما اكون حزيناً في هذا الوقت . عادة مني أن أتقرب إلى الله بهمومي فيصرفها لي راحة و إستراحة من كل هم غرز في فؤادي الدري .

أشتاق النهار نعم ، لكن الليل هو المسكن الوحيد الي أرتاح في ربوعه و بين جدران . لو كان الليل تلك الشقوق التي توجد في الجدران العتيقة التي نجدها عادةً في القرى النائية ؛ حتماً سألجئ إليها و ألج فيها ناجياً زائراً و باغياً النجوى .

أخ ، من ماض لا أرغب في تذكر تفاصيله . و إن رغبت ذلك فالأمر شبه مستحيل . لا ، الأمر مستحيل . خرجت من الظلمات إلى النور ، النور الذي يرافقني و يرتاح على كتفاي لن يسمح لي أن أسترجع الذكريات المظلمة . كلما تشكلت قليلاً فكك و طمس شكلها . الذكريات من صلصال و النور يكون ماءً في هاته الحالة .

صوت أذان الفجر ، صوت المنادي . سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم .

إنتهى ...

نعيق غراب .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن