ماذا لو كانت الدموع باللون الوردي ، فهل سيبكي الرجال بعدها ؟ ما الذي يجعل اللون الأسود نذيراً للشؤم . أليس بالليل ترتاح النفوس ؟ ماذا لو إختفت الشمس ؟ أحين الشروق تأتيك تلك التي تتغزل بها ، أم أن الأخريات مِجسات لها . هل للشمس بنات ؟ لا ، هل للقمر أحفاد ؟ لا . إذن ما خطب الوردي ؟ و إن كنت رجلا ، هل سينقص الوردي من رجولتي ؟
لماذا يهدي الرجل الأحمر و الزهري . و لماذا اللونان ذاتهما يثيران شهوته الغريزية عندما تمر عليهم بدر البدور أو شمس الشموس . أرجوكم توقفوا عن نشر البذور . لا داعي للغمور في مثلما أمور ، فأنا لا يهمني الأزرق و لا الوردي .
لن ترى الغراب هذا في لباس غير الأسود ، لا أقصد القماش الرخيس الذي ارتديه خلال النهار . السواد يغلفني هو مثل السراب . أو حتى يقرب من كونه مرآة عاكسة . ظلامي حالك ؛ لا يرى من خلاله و لا يعرف بخياله . إن كنت رأيتني فذاك ليس سواك من نسج خيالك .
عزيزي الإنسان ، أنظر نحو السماء هل يا ترى هي زرقاء ؟ أم أنك مصاب بعمى ألوان . لا هذا و لا ذاك لا أحد فينا مخطئ ، لكني أنا على حق . إخترت السواد لأنه أسمى من أي شيء على الأرض . نقي لا يشوبه شائبة .
حتى ولو لبست أمامك البنبي و الوردي و البنفسجي . إن رأيت فيّ شيء غير ذلك أنت الممسوس .
