عزيزي لا أحد ، لم أرسل لك رسالة منذ برهة . لم ارسل لك رسالة أبداً ، لم أرسل لك رسالة بعد . الأيام التي مرت و الأيام التي لم تمر بعد كلها تهمس داخل جمجمتي قائلةً " نَم نم " لا أدرى ماذا تعني تلك الكلمات فأنا لم أنم و لا أعرف معنى النوم عزيزي .
أعيش في عالمين متوازين الأول تعيس غير مفهوم و الثاني تعيس لكن مرتب . لا أعلم أين أنا في كلا العالمين ؛ كلما شعرت بالتعاسة أبكي و فقط .عزيزي لا أحد ، أكتب لك هذا ربما لأنني مللت أنين أطفالي أو ربما لأنني أصبحت واهنناً من شدة ألم فقدان زوجتي و أمي و صديقتي الحميمة في نفس اليوم . غريب أفكر في إنهاء الأمر فعلاً لكن أنا في حيرة من أمري . لا أعلم كيف افعلها ، نعم ، قتلت حشرات من قبل لكن لا أعرف كيف انهي حياة بشر .
عزيزي لا أحد ، من أنت فعلاً ؟ هل أنت فراغ أو ربما أنت هو العفريت الذي لا ينفك أن يعكر حياتي البنية . أتمنى لك الخلاص ، فعلا ، لهو أمر كئيب أن تتعرض لشخص واهن مثير للشفقة مثلي ، شخص لم يرزق باولاد و لم يتخلص من لافتة العذرية المعلقة أسفل ظهره ؛ ربما لأن العناكب إتخذتها منزلاً لها .
عزيزي لا أحد ، أتمنى أن تقوم بدفني ، فأنت الوحيد الذي يعرف أين سيكون جثماني . أنت تعلم ، تذكر فقط ذلك المكان الذي جلسنا فيه معاً بجانب شجرة السدر .
وداعاً ، غراب