وفي كلّ مرٍة
أنظرُ إلى وجهي في المرآةِ
يهرب مني !في بعض الأحيان :
حتى نحنُ نهربُ منا
بحثاً عن وجوهنا القديمة !ماذا لو بكيتَ لأنكَ أضعتَ وجهك !
ربما لتشكل لك وجٌه أكثر صدقاً
لكنك أضعف من أنْ تُعالج ملامحَ وجهك !ما أجملَ أن تقضي ليلةً
مع شخصٍ لا تعرفُه و لا يعرفك
تجمعكما طاولةٌ و مقعدان
و تتحدثانِ عن وجوهكما الضائعة
و وجوهكما الجديدة التي لا تليقُ بكماماذا لو تفتحُ لهُ صندوقَ أسرارك
تُقاسمهُ هَمّكَ .. تكشفُ له عيبك
و تشكو لهُ الغيابَ الذي كَسَرَ
لونَ قلبكَ قبلَ وجهك !وتصارحه بهويّتكَ و وطنكَ
وحتى مَسكنكَ الذي تعيشُ فيه بالإيجار
و قبلَ أن ترحلا .. تكنسان المكانَ من بقية
أحاديثكما و همومكما .. و تتفقان على ألا
تلتقيا إلى الأبد !
أنت تقرأ
مدينة لا تنام
Romanceهُم لا يأتون حتى ولو سمعوا بكاء الحروف و ارتعاش الورق هُم لو كانوا يُريدون البقاء لمْ يرحلُو منذُ البداية موتُ أبي فاجعةٌ لم تغيّر من ملامحي لكنها زادت ذكرياتي ذكريات ووحدتي أكثر : كنتَ أكثرَ من أنْ أكتبكَ في كتابٍ يا أبي رحمكَ الله .. نحنُ ا...