مدينة لا تنام

الفقد

الفقد أن ..
تجلس وحدكَ عارياً من كلّ شيء
من أصدقاءٍ غادروك وأحبابٍ نسوك
ولا تزال وحدك ..
تُجفف الحنين على شرفة الانتظار
وتلوح لِشخص صدّ عنكَ ونسى
أن ينظر للخلف

الفقد أن ..
أنْ تطيلَ المكوث على رصيف الانتظار
وتنتظر شخصاً لطالما أضاع الطريق إليك
وهو يرتدي أحذية الغياب ..

الفقد أن ..
أن تُفكر بصمت
وتبكي بصمت
وتصرخ من أعماق قلبك ..
تُنتدي شخصاً أخبرك
أنه سيعود ذاتَ لحظةٍ
وضاع العمر ولم يعد !

الفقد أن ..
أن تعيش وأنت تنتظر شيئاً
وهو على ساحة الموت
أن تكون ذاك المُحارب
الذي دخل حرب الحُب
لأجل حبيب لم يعلم أنه سيخذله !

الفقد أن ..
أن تجلسَ على رصيفٍ مسكون بالوحده،
وتحملَ معكَ قلباً لِشخص آخر
وذاكرة لا تحمل إلا وجهاً لا يزالُ يُعانق الغياب.

الفقد أن ..
أن تنتظر شيئاً لن يعود
وتحلم بِأحلام لا تنتمي إليك
واسمٍ أصبح غير مُصرحٍ لك
بمناداتهِ ((رفيقي .. حبيبي))
أو حتى صديقي !

الفقد أن ..
تجلس في عزلتك ترتب شوقك
وتسمع معزوفة أنينك في أقصى الفؤاد
تنثرُ ذكرياتك على قلبك كي تسد فم الجرح
الذي نسى أن يغلقه منذُ الفراق

الفقد .. 
بل قمةُ الفقد .. أن يُناديني الآخرون ((فقداً))!