الطريق (٥)

1.3K 50 0
                                    


لا مكان لك ..
حتى الطريق نسى مهنته في الحياة
فصارَ يركلني على جوانبه كالميت
رغم أني أحترمه وأزيلُ عنه القمامة
كُلما رأيتُ صدره يتسخ بنفايات المارة
وأعقاب سجائر الغرباء !
وكُلما رجعت إلى البيت حيّاً
رميتُ عليه وردة
وصارَ يرميني
في متاهات المدينة !

فليس ثمة طريق حقيقي
يوصلني إلى مَن أريد غير
الكتابة ..
تُصبح الكتابة طريقاً ..
حين تضللك شوارع الذاكرة !
فثمة شبه كبير
بين الكتابة والطريق
كلاهما يؤديان نفس المهنة
الفرق الوحيد بينهما :
أن الكتابة : تُمارسها في مخدعك
تتساءل .. تبحث .. تلهث .. تبكي .. تشكو
بين أزقة الصفحات بحثاً عن أجوبةٍ تَشفي
غليل قلبك .. ذاكرتك .. صدرك .. حتى دمعك !
أما الطريق : كما يقولُ الغرباءُ
دربٌ تمشية وأنتَ تتسلح أمَلكَ / حبك
دون أن تدرك إلى اين يمكن أن يأخذك !

مدينة لا تنامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن