أحبكِ وحدكِ (٣)

795 25 1
                                    


لم أكن أعلم أن بعض الأصوات موسيقى
ولم أكن أعلم أن بعض الصدور مُدناً
ولم أكن أعلم أن بعض البشر ترى بهِ كل البشر
إلا حين التقيتكِ أول مرة .
لم أكن أعلم أن النظر إلى بعض الوجوه انتحار
والنظر إلى عينيه حياة ..
ولم أكن أعلم أن النظر إلى عيون سفرٌ
لا ينتهي ..
ولم أكن أعلم أن ثمة قمرٍ على الأرض
إلا حين رأيتكِ أول مرة .

في عينيكِ لؤلؤ ومَرجان
وفي كفيكِ قريتان وحياة
وذراعيكِ ساحتا حرب
يتقاتلون بها كل أولئك
المُتيمون الذين يريدون
الوصول إليكِ ولكن دون نجاة
ليس مستحيلاً أن تكون الجديلة وردة
وتحتَ قدميكِ مقبرة لأولئك المُتيّمين
الذين يتساقطون من ذراعيكِ مُنتحرين
لأجل أن يصلو إليكِ ..

يا أحلام الطفولة فقد كبُرْتِ معي
كيف أنساكِ يا بدايات المحبة ويا نهايات الإناث !
كيف أنساكِ وأنتِ في وجوه الآخرين وحتئط ذاكرتي !
أتعلمين أتمنى أن تخذلني ذاكرتي ولا أنساكِ !
لأنكِ .. أنثى من خيال -أمنية-حلم-زمردة- أشياء لا تُشترى !

أتذكرين ..؟
حين كُنا أطفالاً وقلتُ لكِ أن ثمة مدينة للأحلام ؟!
نعم : أنتِ مدينة الأحلام التي تحدثت عنها الأسطورة !
وأنا لازلتُ على قلبي القديم ..
ولازلت أحبكِ وحدكِ !















مدينة لا تنامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن