الطريق (٤)

1.5K 58 2
                                    


الآن في الطريق .. نعم إليكِ
في الشارع الذي التقيتكِ به
أول مرة ..

أبكي بكل ما أوتيتُ من دمع
لأنّ ذكرى طائشةً من مكانٍ مت
ضلت طريقها إليّ

آن لو بالإمكان ..
غساُ وجهِ المكان
أوتزيينه بشيءٍ من ((الماكياج))
حتى أجهلهُ كي لا تستدرجني

ذاكرة المكان
للحظات كنا معاً
رقصنا معاً
وبكينا معاً .. وافترقنا
وكلانا في طريق مختلف !
قل للطريق : حين يُطيلُ التيه على أحدهم
لاينسَ أن يكتب على حائطه
((عابرٌ في الطريق .. خيرٌ من ألف صديق))
أو ينسَ المعنى الحقيقي ويصيرَ ودوداً
ويكتبُ للضائعين / هذا ليس مكانكم الصحيح للبحث

لا ذنب لأقدامنا كي نُجبرها بما يُرهقها
ففي الخمسين من عُمرك تُدرك قيمتها
حين تضعها في دلوِ مملوءٍ بماءٍ دافئ
وشيئاً من الملح وأنت تشكرها لأنها
حملتكَ .. وتحملت مشيكَ في مهب الضياع !

قل للطريق ..
بل اصرخ في وجهه
أنّ الأرصفة لا تتذكر وجوه المارة !

إن وجدت نفسك تمشي
في طريق لا ينتهي
أَدْرِكْ حقيقةً واحدة ..
أنك لم تُجفف السراب بعد .

مدينة لا تنامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن