ماريا:
آه على زحمة السير هذه،سوف أتأخّر على "المدرسة" طبعاً لست قلقة على أن يفوتني شيء من الحصّة ،بل الذي يهمّني أنه اشتياق عينيّ لساحرها. كم كان لطيفاً البارحة حين تكلّمنا على الهاتف،بعد عدّة محاولات من الاتصال به.المهم كنت سعيدة.دخلت الصف متأخّرة ١٠ دقائق .
"آنستي،لما أنتي متأخرة؟"
إستوقفني الأستاذ.
"ممممم،هناك زحمة سير خانقة"
"أظن أن الوقت الذي قضيته على تحسين طلّتك هو السبب!"
راح كلّ الصف يضحك.كنت واضعة مساحيق تجميل من أحمر شفاه و مسكرة إلى ما هنالك ، أكثر من العادة،و لكن صدقاً لم يكن هذا سبب تأخري فالزحمة هي السبب.
"انزلِ و اغسلِ وجهك فوراً،أتظنين نفسكِ آتية إلى حفلة يا آنستي!!؟"
"و ما دخل جمالي و مستحضرات تجميلي على الدرس !!طالما أقوم بوظائفي لا يحق لك أن تتدخّل بي" -بسخرية-
"ماذا ماذا؟!تودّين أن تطبقي نظامكِ الخاص في المدرسة؟!"
وقفت أحدّق به بعينين ساخرتين ،من هو ليتدخّل بشيء لا يعنيه!!!
"صحيح يا استاذ ما دخل الأناقة بالعقل؟!"
علّق أحد شبّان الصف و راح يضحك مع صديق بجانبه.
"ما دامت الفتاة جميلة فاتركها ،ما الذي يزعجك بها؟"
قال آخر .
"ربّما زوجته بشعة هههههه،فينقهررر ههههه"
همس شاب له.
راح الصف يتبادل الآراء و الكلّ يتكلّم و يتهامس واحد ضاحِك و الآخر غامز...و إذ بي أمرّر نظري بين زملائي و بطرف عيني أرى الاستاذ يشتعل غضباً و عينيه جاحظتين ما جعلني أبتسم،فقد أغضبته و أغظته.غمزني شربل ضاحكاً فرُحت أحاوِل ضبط نفسي كي لا أنفجر ضحكاً.كانت لينا و كارين يؤشران لي مبتسمتين كأنني حقّقت فوزاً ما.
سامر كان ملهيّاً بالحديث مع أحد الشبّان ،رحت أسرح ببهاء وجهه و جماله.
"أصمتو جميعكم!!!"-صرخ ضارباً الطاولة الخشبيّة بيده-
كلّ الصف صمت مذعوراً.
"أنتِ وقحة يا فتاة ،أنا لا أقبل بصفّي الوقحات،المتمردات على النظام"-و هو يصرخ بوجهي-
"لست متمرّدة"
"اصمتِ!!!
-صرخ بصوت ارتجّت له الجدران-
"أنتِ فتاة وسخة،بلا احترام لذاتها و لغيرها"
اشتعل قلبي في صدري،لم أتمكن من تمالك نفسي،هببت عليه و مسكته من قميصه،أتى طوني و مرون مسرعين ليبعدوني عنه و راح الصف يثرثر من جديد و كلّهم قامو من مقاعدهم و أتو باتجاهنا ليرو العرض هذا.
أثرت غيظ الأستاذ فإذ به يرفع يده لصفعني،هبّ سامِر من بين الجمع و أخذ يده و أداره إليه.
"أتصفع فتاة يا حقير!!"
-صرخ عليه-
يا إلهي ما هذا الموقف الذي وُضِعت به و وضعت سامر به،لم أتوقّع أن يتأزّم الوضع إلى هذا الحدّ.كنت أتسلّى و أحاول لفت إنتباه سامر و انظرو بماذا أقحمته...
"أنتما الإثنين عند مكتب المدير حالاً!"
خرج سامر من الصف فاتحاً الباب بعنف و خرجت ورأه و تبعنا الأستاذ."
........................... ..............................
المدير:ما الذي سمعته!!أهذا صحيح يا سامر؟
سامر:......
المدير:أصحيح يا ماريا؟
ماريا:......
الأستاذ:هؤلاء قوم من الفاجرين !! لقد تجرّأت هذه الفتاة على إهانتي و ذلك الشاب كاد يضربني-و شرارة الغضب في عينيه و صوته يرتجف من شدّة الغضب و الإنفعال.
المدير:حسناً،أنتما الإثنين لن أدخلكما صفوفكما قبل مقابلة أهلكما.سأتّصل بهم الآن و أتناقش معهم.
سامر:لا داعي لذلك إنّني رجل راشِد و يمكنك أن تتوجّه إليّ بالكلام دون إدخال أهلي في هذه المسألة.
المدير:و من طلب رأيك يا فتى -و وقف-لو كنتَ راشداً كفاية-و هو يترك مكتبه و يقترب من سامر-لما كنتَ أقبلت على تصرّف غير مسؤول كهذا-مشيراً إلى الاستاذ-أريد أهلك حالاً-و ألقى بيده على كتفه هامساً بأذنه -حسناً؟"
ليلى:
كان صباحي هنيئاً اليوم،قهوتي حاضرة و الجريدة التي أقرأها على الطاولة في غرفة الجلوس،مل شيء مرتّب...كل وسائل الراحة التي قد أحلم بها.آه يا لها من فكرة جيّدة أن وظّفت هادمة تتّقن كل الاشغال.تابعت برنامجي المفضّل و قمت بدعوة أصدقائي على الفطور.كنّا متسلّيين،الاحاديث دسمة و مثيرة و إذ بالخادمة حاملة الهاتف و راكضة باتجاهي،ماريا على الخط تكلّمني من المدرسة و تعلمني بضرورة مجيئي لمقابلة المدير.يا سلام!!تحوّل صباحي الجميل إلى كابوس،ما الذي فعلته ماريا؟المدير يريد مقابلتي!!!يا ويلي فليكن الرب بعوني،أدعو له ألاّ تكون قد قامت بشيء شنيع.ما عساي أقول لاصدقائي!!؟
"عفواً!!لكن عليّ الذهاب إلى مدرسة طفلتي لانها شاغبت"
ما الذي سيقولونه...
الافكار تجول بعقلي و كلّ فكرة تحمل ما هو أبشع من سابقتها.اعتذرت من صديقاتي متوجهتاً إلى غرفة ماريا.كانت هذه الاخيرة لاتزال نائمة.
-أماني...يا أماني أفيقي.
-ل ليلى!!ما الامر؟
-إسمعي جيّداً أريد أن أكلّفك بمهمّة.
ماريا:
وقفت و سامر أمام مكتب المدير ننتظر "أولياء أمرنا" ليأتو.
-أنا آسفة،لم أقصد أن يصل الامر إلى هذا الحد ،لم أُرِد أن تتدخّل و تتعاقب.
-لاعليكي ماريا.كنت لافعل هذا الشيء مرّة أخرى لو عاد بنا الزمن إلى الوراء،ولا رجل يحق له أن يرفع يده على فتاة...على الاقل بوجودي.
إرتسمت على شفتيّ ضحكة،الذي يقف أمامي رجل بحق!!!
-سامِر تفضّل إلى مكتب المدير لقد أتى والدك.
هبّ بالرحيل و راقبته بعيني يبتعد إلى أن أُغلِقَ الباب،عدت بنظري إلى حيث كان ،أمامي و إذ بي أرى أماني!!
-ما الذي تفعلينه هنا؟!-رحت أهمس،و خالجني شعورٌ ممزوج بالتفاجؤ و الانزعاج و الغضب-"
-أمك مريضة لذا لم تتمكّن من أن تأتي-قالت بكل ثقة-"
-ماذا!!!؟
-هذا ما عليكي قوله،أعني ما عليّ قوله...ممم
-؟!؟!؟
الناظر:سيّدتي أنتي وليّة أمر ماريا؟الباب من هنا من فضلك.
-حسناً دقيقة.
ثمّ قالت لي:"أنا خالتك الصغيرة و أتيت مكان أمكِ الانها مريضة،اتفقنا؟"
-هاه !!حسناً!!
رنّ هاتف أماني فخرجت لتُجيب و بهذه الاثناء خرج سامر و أبيه على ما أظن،رجل بالاربعين أنيق و بهي الطلّة.عادت أماني دخلنا المكتب و بدأت المسرحيّة.
...................
أماني:
حسناً عليّ أن أعترف بأن هذه المرّة الاولى التي أُمَثّل بها بهذه البراعة،حمداً للّه إنّني لم أفشل.صعدت الدرج و إذ يستوقفني صراخ من غرفة ماريا،رحت بخفّة أتنقّل حتّى وصلت عند الباب المشقوق و رحت أتنصط.
"أتخجلين بي أمام رفيقاتكِ؟!عفواً قاطعتكِ عن صبحيّتكِ المهمّة هذه."
"ماريا أخفضِ صوتكِ أنا أمّكِ!"
"فعلاً!!و أماني خالتي على ما أظنّ؟؟"
"اصمتِ ماريا يجب أن تخجلي من نفسكِ"
"أخجل!و لما الخجل؟لم أقدِم على فعل يستحق كل هذه البلبلة.آه نعم حتّى إنكِ لم تتعبي نفسك أصلاً لتسألي أماني بما حصل،و ما باكي تهتمّين حياتكِ الاجتماعيّة الزيّفة أهم منّي..."
"اخرسِ"و صفعتها صفعةً ضجّت الغرفة على اثرها...
أنت تقرأ
و ما ذنب قلبٍ عٓشِقٓ؟!
Romanceشهرٌ واحد لكي تجِد رفيق دربِها،٣٠ يوم و ليلة لكي تجد من يُحبّها...و إذا وجدت من يحبّها و يتزوّجها لكن القدر خالفها؟!؟!هذه قصّة أماني إذا أردتم معرفتها قوموا بقرأتها ...إنّها قصّتي الأولى أتمنّى أن تشجعوني بالتصويت و التعليق ،شكراً #٢٨ في العشاق