١٧

292 9 4
                                    

توك توك توك ...
فتح أبو ماريا الباب و رحّب بي بحررارة، ثمّ دعاني إلى الداخل،خلعت معطفي و أعطيته للخادمة ثمّ اتّجهت إلى الداخل حيث كانت أم ماريا جالست، رحّبت بي هذه الأخيرة و دعتني للجلوس. فعلاً قصر ماريا رائع فيه لوحات و أثاث فاخر ، إنه حلم كلّ إنسان . كان صوت بنتان يصدران من الطابق العلوي الأوّل صوت ماريا و الثاني!!! لا لا إنها مخيّلتي . و إذ بفتاة تدخل و ... لا لا لا !!! إنها أماني؟؟؟!! تصبّرت حيث أنا لم أستطع الحراك من مكاني من المفاجأة ، ماريا ابنت خال أماني و أهلها هم الذين تدّعي عليهم أماني إذ سلبوا حقّها، فإذاً أنا أساند أماني و أدعم ماريا في الوقت نفسه!! الظالم و المظلوم؟!!؟ إنني مشوّش فعلاً!! غير معقول ، القدر ضدّي. صحيت من غيبوبتي عند سماع صوت ماريا تناديني ، نظرت إليها ثمّ نظرت إلى أماني التي لم يكن حالها أفضل حالاً منّي.
و إذ بأماني تركض مهرولة إلى الخارج أمام أبصار الجميع ، كان الكلّ متفاجئ ماريا و أهلها يتبادلون النظرات فيما بينهم و بالحقيقة لا أعلم ما عليّ القيام به، و لكنني لن أتراجع الآن يجب أن أقوم بما جئت للقيام به. و لكن عن ماذا أتكلّم !! لقد حصل الغير متوقّع ،عن أي خطّة أتكلّم!؟
أماني:
اليوم ماريا مستيقظة منذ الصباح الباكر ، متشوّقة و تعدِ الثوانِ حتى السادسة مساءاً، نعم ففارسها سيزورها اليوم هههه!! إنِها تحبّه من كلّ قلبها و هذه المرّة الأولى التي أرى بها قلب ماريا يدقّ الأحد ، صدقاً.
إنّها الخامسة ، و ها هي تهبّ إلى المطبخ لترى إن الطعام جاهز للمساء كما إنّها أجبرت الجميع على تحضير نفسهم قبل ساعة ، زياد و ليلى لبسا ثيابهم و جلسو في الصالون ههههه!! كالذي ينتظر الفرج.
دقّت ماريا على باب غرفتي و دخلت.
- أماني هل لبستي؟
-نع..
- غيّري هذه الثياب و ارتدِ الفستان هذا.
و رمت لي فستان أحمر جميل جدّاً، غير إنه رسميّ قليلاً!!
-و لكن.
- إنه جميل. هل أنا منظري لائق؟
-نعم نعم.
-شكراً! كنت أعلم مسبقاً.
نعم ماريا التي لا تتغيّر. إنها السادسة دقّ الباب، إنّه الأمير!!استقبلوه أهل أماني ، ثمّ بعد ١٠ دقائق طلبت ماريا أن أنزل قبلها . نزلت ، دخلت الصالون و التقت عيني بعينيّ سامر؟!؟ ماذاااا!!!! لا غير معقول أن يكون سامر هو نفسه هو... و هو نفسه... يا إلهي ، جمدت في مكاني منصدمة و كأنني مسمّرة في الأرض . شعرت بالحرارة تلامس خدودي و تصل إلى أعلى رأسي ، كنت أودّ أن أحطّم أيّ شيء أمامي!! و لكن بدل ذالك ركضت مسرعة إلى الخارج ، فتحت الباب بسرعة و أكملت الجري ، أركض و أركض إلى حيث لا أعلم، أصبحت على الرصيف أركض بين المارّة و الدموع تجري من عيناي جريان الأنهر.
سمعت دعسات ورائي و يدٌ تمسكني بمعصم يدي ، تشدِني إلى جسد أدركت إنه جسد شاب و حلِلت بأنِه سامر ، و كان تخميني موفّق.
- ما الذي تريده منّي؟؟! -صرخت بأعلى صوتي-
-أماني..
- كيف أمكنك أن تفعل هذا بي ؟؟
- إنّني أحبّك
-اصمت - و رحت أضربه بما بقي لي من قوّة-
- أماني سأشرح لكِ كلّ شيء.
أبصرت ماريا وراء سامر ، خدودها دمٌ من شدّة الجري وراء سامر. دفعت بيدي سامر و انهلت على ماريا بالصراخ.
- أنتِ -و أنا أدلِ بيدي إليها- سرقتي منّي أنت و أهلك كلّ شيء و سوف أستردّ ما هو لي، فارس أحلامك هذا الواقف بجنبي كان يجول أحلامي أنا ،أنا!!
- ما الذي تتكلّمين عنه يا معتوهة؟؟ ما هو الشيء الذي لك ، كل ما أصدقناه لك منّا يا عزيزتي.
- سأريكي ما هو لكِ يا...
هجمت عليها و إذ سامر يدفعني عنها و يقف حاجز بيننا .
- و أنت يا كاذب ، لقد لعبت بي و بمشاعري من أجل مالها لهذه المعتوهة ، و لكن أتعلم سأصبح أنا سيّدة القصر و هذه ابنة شارع و لنرى ما الذي ستفعله!!
- أماني ، كلاّ ليس هذا ما نويته... أماني أماني.
.....................................
و بعد سنوات:
سيّدة القصر امرأة متعجرفة ، بشعة ، تعيش بقصر أبوابه تستر بشاعة القدر فيه، أماني سيّدته ، بعد أن استردّت حقّها جازت و حقدت على الظالمين ، جعلتهم سكّان أزقّة ، لم ترحمهم ، كذلك كانت قاصية على قلبها إذ قتلته و لم تسمح لإحد أن يدخله قط ، و حبّها الحقيقي الأوحد محت ذكراه من قلبها و نزعته من روحها ، "سامر" الذي تخلّى عن كلّ شيء لكي يكسب حبّها من جديد أمسى واحداً من أفقر الفقراء بعد موت أباه و معرفة أصدقائه بحقيقته "يطلب جهنم المادّة و لا يجدها" . حتى اليوم الذي وجد فيه ميت على بوابة القصر الكبير!! و في اليوم نفسه سيّدة القصر كانت ميتة على فراشها و كأن هناك رابطٌ بين أرواحهم...
قصاوة الحياة تقتل كلّ شيء حتى الأحاسيس فما ذنب قلب عشق ؟! لكنه لم يتذوّق العشق الحلو ؟! و بدل ذلك انتهى وحيداً تعيساً...
النهاية.
.........................................
و هذه هي النهاية التي كنت أخطط لها منذ البدئ . أعلم بأنها ليست كما توقع البعض و نعم حزينة جدّاً و لكن هذه هي الحياة و لنعترف بأن الرياح لا تجرِ بما تسشتهي السفن .
فهل أعجبتكم النهاية؟؟؟ ما كانت توقعاتكم لها؟؟ أود أن أعلم :$
يصعب عليّ أن أترك هده القصّة فقد أحببتها فعلاً. و شكراً لكم و لكلّ من دعمني منذ البدئ .
- كما إنني سأطلّ عليكم بقصّة جديدة مختلفة جدّاً عن هذه :) إذ أحببتم !!
إلى اللقاء. ~س~

و ما ذنب قلبٍ عٓشِقٓ؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن