ماريا:
آه الساعة الحاسمة اقتربت، دقيقتين و يُقرع الجرس ليُطلق صراحنا.سامر جالس في المقعد الأمامي جهة النوافذ ،إنه و لأوّل مرّة شارد الذهن لا ينسط إلى الشرح فهل يا ترى يقكّر بي؟!رنّ الجرس أخيراً و رُحت باتجاه سامر "إذاً هل أنت مستعد لموعدنا؟"صرف نظره عن الكتاب بين يديه و نظر مباشرةً في عينيّ،و لأوّل مرّة أرى جمال عينيه . خرجنا سويّاً من المدرسة و رحنا نمشي في الشارع دون أن يتلفظ الواحد منّا بكلمة ، قرّرت أن أكسر الصمت:"إذاً إلى أين نذهب ؟أين تود أن تأكل؟"فأجابني:"أفضّل باستراحة حيث لا يكون هناك ناس كثيراً"
-"آه "ثمّ توقفت عن الكلام و احتفظت بأفكاري لنفسي مضيفةً"حسناً".
جلسنا بسناك صغير و طلبنا ما نريده و كالعادة بدأت أنا أوّلاً بالكلام.
-سامر...
-نعم
-لما أنت غامض جداً؟لا أحد يعلم شيء عنك،قلت بسرعة خاشيةً أن يفهم سؤالي بمعنى السوء.
-لست غامض ،و لكن أنتِ تريدين معرفة المزيد عنّي.قال و هو يرمقني بنظرة ساحرة،مثبةً عينيه بعينَي .
يا لسرعة بديهته كيف علِمَ ما أريده !فلا عجب أن تُغرم به الفتيات.
-و لكن لست الوحيدة التي تظن ذلك ف...
و من دون أن أُكمِل كلامي قاطعني :
-أنا شاب عادي أعيش حياة مراهق يحب الموضة و الصرعات ،أذهب إلى السينما ،أسمع الموسيقى لدي علاقاتي و رفاقي و عائلتي.
-و...همست ناظرة في عينيه
- و ماذا؟
فقرّبت يدي من يده و لمست بطرف أصابعي أصابعه.سحب يده ببطئ
- كلاّ ليس لدي عشيقة أو حبيبة.
وصل النادل مع الطعام فقاطع حديثنا.
.....
أماني:
ها هي شمس الصباح تخطّ طريقها إليّ، خيوطها الذهبيّة تدغدغ وجهي.فتحت عينيّ،إنّها الساعة العاشرة و النصف .إنّه أوّل يوم لي من حياة الفتات البالغة.نزلت إلى المطبخ ، و أعلمتني الخادمة أن السيّدة غادرت تاركةً لي مفتاح المنزل ،مبلغ من المال و رسالة؟فتحت تلك الا خيرة :"أماني اعلمي أن موضوع البارحة كان جديّاً و تصديقاً على كلامي سأُحدّد لكِ وقت لتجدي الشخص الذي تبغين إكمال حياتك معه،ثلاثون يوماً و ليلةً إبتداءً من اليوم .و أرجو أن يبقى الأمر سرّاً بيننا عزيزتي،أفضل لنا جميعاً."
هل هذه المرأة تمازحني؟!هل تحسبني بسيطة سأشكرها لأنها تركت لي الخيار بأيجاد الشاب الذي أريده بثلاثين يوم .من سوف يطلبني رسميّاً خلال فترة قصيرة كهذه!!
خرجت إلى الطريق أمشي و أخيراً قرّرت أن أزور صديقتي ميّ التي تسكن في الشارع حيث كنت أعيش مع أهلي.الطريق طويلة لهناك ،لا يهم فلديّ اليوم بأكمله و الليل بطوله .وصلت أخيراً ،و نزلت من سيارة الاجرة .ما أجمل هذا الشارع و ما أكثر ذكريات الطفولة على أرصفته.قرًّرت أن آكل منقوشة رحت إلى فرن صغير في زاوية الشارع ،دخلت الباب و أنا أنظر بهاتفي و إذ بي أرتطم بأحد بقوّة فيقع الهاتف من يدي،و إذ بمادّة بيضاء تغطّي جسدي.رفعت عينيّ متعجّبة فألتقي أمامي بشاب بهي الطلعة لابساً ثياب بيضاء،أعتقد أنّه الفرّان الذي ارتطمت به و أوقع الطحين عليّ.
-"عفواً،عفواً لم أقصد ،أنا آسف" قال ،و مان صوته يرتجف طبعاً ليس خوفاً بل كان يحاول أن يخفي ضحكته."لا بأس"قلت،ثمّ نظرت إلى نفسي بهيأتي البيضاء الجديدة.و إذ به ينفجر ضحكاً
"أنا حقاً آسف"ثمّ نزل ر أخذ ال جوّال و أعطاني إيّاه ناظراً بعينيّ.و يا لها من عيون جميلة ،أجمل عيون رأيتها بحياتي.
أخذت الهاتف من عينيه،أقصد من يديه،ما بالي سارحة بسحر عيونه!!
- يأجلب لكِ شقفة قماش لتتخلّصي قليلً من الطحين العالق على ثيابكِ.
أخذت القماشة منه محاولةً أن أزيل الطحين اللعبن هذا.
- لم ألمحك و لا مرّة هنا.
- لست من هنا ،أو لم أعُد...المهم كنت أنوي القيام بزيارة ،ابتسمت و عمزته.
- ههههه،آسف مرّة أخرى .
- لا عليك ،قلت مبتسمة.
- لم أعلم ما اسمكِ.
- أنا أماني .
- و أنا...
و إذ بالهاتف يرن،فراح يُجيب.انتهى مكالمته فدخلت زبونة .فنظر إليّ:"ماذا تريدين أن تطلبي؟"
- آه نعم،منقوشة جبنة إذا سمحت.
إبتسم لي و أومأ برأسه ،ثم اتجها إلى الزبونة الثانية.
خرجت المرأة لتتكلّم على الهاتف فحمل إليّ المنقوشة قائلاً:هذه المرّة لن أقبل ثمن المنقوشة نظراً لما سبّبته لكي"
- كلاّ لن أقبل فهذا حقّك
- أنا جادّ، في المرّة القادمة آخذ منكِ،أو أنكِ لن تعاودِ المجئ إلى هنا؟
- سوف آتي ،و بما أنّك مصر حسناً،شكراً جزيلاً لك.
لست أدري و لكن هذا الشاب قريب للقلب و لطيف جداً،مبتهج و يحب الحياة،أعرف أنّه لم يمر ّ نصف ساعة على لقائنا و لكن المكتوب يُقرأ من عنوانه كما يقولون.
هل أزور صديقتي بهذه الثياب المتسخة أم أعود أدراجي إلى البيت ، سجينة بين ٤ جدران؟قرّرت أن أعود إلى البيت و يمكنني أن أزورها في يوم آخر و أمرّ على الفرن لآكل منقوشة ،لكن دون أن أصبح عجينة بالطحين 😀
أنت تقرأ
و ما ذنب قلبٍ عٓشِقٓ؟!
Romanceشهرٌ واحد لكي تجِد رفيق دربِها،٣٠ يوم و ليلة لكي تجد من يُحبّها...و إذا وجدت من يحبّها و يتزوّجها لكن القدر خالفها؟!؟!هذه قصّة أماني إذا أردتم معرفتها قوموا بقرأتها ...إنّها قصّتي الأولى أتمنّى أن تشجعوني بالتصويت و التعليق ،شكراً #٢٨ في العشاق