١١

339 13 7
                                    

يوم,يومين,أسبوعين,مرّو,إننا في شهر كانون الأوّل,ذبك الشهر الذي كنت أنتظره على أحر من الجمر في صغري.إنه ال١٨ منه و لم يتحرّك شيء في كياني ,لم أشعر بشيء,فمشاعري أهذت بالتجمّد مذ فارقني دفيء أهلي.كنت و ماريا سويّاً نعمل بقالب الحلوى في المطبخ,نحضّره لأنسية الليلة,فزياد و ليلى يُقيمون عزيمة الليلة.آه نعم! لقد تقرّبنا قليلاً ماريا و أنافقد أصبح مزاجها أقل حدّة معي,ربما بسبب الفرح و السعادة و الحب الذي اعيشهم مع حبيبها الجديد!!أخيراً التقت بمن يشعرها بالحنان و الحب الحقيقيين,و قَدِرَ على تغيير بعض خصالها السيئة, لقد قللت من معاشرة رفاق السوء و التسكّع مع جماعتها أبناء الطبقة البرجوازيّة المتعالين,أصبحت بيتوتيّة بعض الشيء بغض النظر عن السهرات مع حبيبها التي تمتدّ حتى شروق الشمس تاركة آثارها على جسدها,,, و تعلمون الباقي, بالرغم من تحذيري لها.
بالعودة إليّ... آه لقد تقرّبت من سامر إلى حدّ إنّنا... بتنا عشاقاً،نعم،نعم ، و رحنا سويّاً إلى أماكن كثيرة و قضينا أوقاتاً جميلة خالقين ذكريات لا تنسى و لكن ثمِة ثغرة في الموضوع, هناك شيء فيَّ يمنعني من عيش هذا الحب و التعمّق و الإستفادة منه لأعيش السعادة التي افتقدتها,ربّما دفئ حبّ الحبيب ليس كدفئ الوالدين , أو ربما لم أتقبّل بعد الماضي كي أكمل اليوم و أخطّط للمستقبل, سأنتظر ,فالوقت الذي امضيه بظلّ حصن الحب قد يبني جداراً منيعاً يقف حاجزاً أمام الماضي...
..... ........ ...........
فرحة ليلى الآن لا تُصَف , توزّع ابتساماتها للضيوف و تكشف عن أسنانها,كذلك زيّاد,من وقتٍ طويل لم أرى زياد يضحك من قلبه و بالحقيقة هذا يسعدني.وصل الضيوف ,امرأة أنيقة مع زوجها الممتلئ و ابنهما ,شاب متوسط القامة ,أسمر البشرة...شرقيّ بكل ما للكلمة من معنى.جلسو في الصالون .استدعتنا ليلى ماريا و أنا كي نجلس معهم. كانو يتكلمون عن الإقتصاد و المال,أشساء لا أهتم بها.طيلة الحديث لم يُشيح الشاب بعينيه عنّي و بصراحة بدأت أصاب بالحرج و الخجل.شعرت بأن ليلى اتظر إليّ بطرف عيونها ثمّ تبتسم و تكمل الحديث.جاء وقت العشاء,جلسنا جميعاً على الطاولة كما و أنّ ليلى لم تتركني أضع السفرة مع الخادمة ,غريب!! جلست إلى جانب ماريا و بالجهة المقابلة ليط ذلك الشاب...صحيح بم أعرف اسمه بعد.
ليلى:آه جاد أتعرّفت على ابنتي و إلى أماني؟
جاد:كلاّ,لم يحصل لي الشرف بعد.
زياد:آه أماني لما لم تتعرّفي على الشاب؟ -توقف لحظة- و كذلك ماريا .
ثم نظر إلى ليلى التي ترتدي بسمة اصطناعيّة.
ما الذي يُحيكانه لي هؤلاء الاثنين؟!!آمل ألاّ يكون الذي أفكّر به.تكلمنا في بعض الأحاديث أنا و جاد مع بعض التعليقات من جهة ماريا التي كانت كا الوقت ملهيّة بهاتفها و بمراسلة حبيبها طبعاً. مرّ الوقت و رحل الضيوف,صعد زياد إلى الغرفة بعد أن تمنّى لنا ليلة هنيئة و كذلك صعدت ماريا إلى غرفتها,بقيت مع ليلى في الصالون أنا على أريكة و هي على أخرى.
- إذاً أماني هل استمتعتي هذه الليلة؟
لحظة!لحظة!ليلى تسألني عن رأيي أنا,أعني أنا, أماني!!!
- مممم نعم كانو ليلة جميلة -قلت ماردّدة بعض الشيء-
-جيّد،و ما رأيك بجاد؟
آه نعم ها قد وصلنا إلى بيت القصيد،بدأت أفهم لعبتها,لكن هذه المرّة لن أُجاريها.
- ليلى,ما الذي تريدين أن تصلُ إليه بالتحديد؟
-يعجبني ذكائك يا أماني،سأُعلمكِ بالتالي،منذ شهر تقريباً اتفقنا على أن تجدِ عريساً لكِ شرط أن يطلبكِ بفترة شهر.
-نعم لم انسى و الشاب وجدته،أمهليني بعض الوقت ليتأكد من مشاعره و إذا ما كتب لنا أن نكمل معاً.
-أماني!لقد كنت واضحة إذا أرادكِ فليطلبك و غير هذا الكلام هراء -توقفت لحظة ثم أكملت- أتعلمين مزاجي جيّد في هذه الفترة و كأن فترة الميلاد أهطلت عليّ سعادة لم أعهدها من قبل، و لتكتمل فرحتي أودّ هديّة مميّزة هذا العيد .
نظرت إليّ ثمّ قلت لي :
-ما رأيكِ أن تأتي بشابّكِ هذا في أمسية العيد كي يطلب يدكِ؟لديكِ ٦ أيّام و هذا عرض جيّد فعلاً ... طاب مسائك أماني ،فكري بالموضوع.
٦ أيّام ،هل سيقبل يا ترى؟! طبعاً لا!! ما الذي سيدفعه بالإرتباط في هذا السنّ المبكر؟! و البيت و المصاريف و كل تلك المسؤوليات التي لست قادرة على تحمّلها وحدي؟!! إنني تائهة...
............ ............ ............. .............
حسناً أعلم بأنني تأخرت عليكم.... و آمل أن يعجبكم هذا القسم !!! أود أن أرى تعليقاتكم و أحب أن تضغطو على "إعجاب" فهذا سيُفرحني ... إلى اللقاء ~س~

و ما ذنب قلبٍ عٓشِقٓ؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن