الفصل الثالث

54 1 0
                                    

" عزيزي ، أكتب لك بضع من كلمات قد تكون مزيفة بعض الشيء بالنسبة للروحك ولكنها كالنزيف السام للروحي ، أخشا أن أثقل عليك وأكون كالمشقة في منتصف اليوم ، لقد اقتحمت احلامي منذ دهر وأنا في تسارع لولبِ مع سواد عيناك وقرمزة شفتاك  ، تحاوط أضلاعتي من كل اتجاه وأنا في تعاكس دائمًا مع ضم ذراعك لي ، متناقضة دائمًا مع دقات قلبك الصادمة بقفصي الصدري ، تشابك ذراعك حول خصري ودفن وجهك في كتفي سخونية انفاسك التي تضرب صفحة وجهي كل هذا كان سببًا في أخراجي من أطار الروح الطبيعية لكي اواجه نظام اطارك المتمرد ...، عزيزي لما الهروب بعد هذا الوقت ..؟ "

______________________________
الفصل الثالث :-

ظلت " تولان " ساكنة في حضن والدها كأنه هو الأمان لها من كل شيء من هذه الذكريات المؤلمة لقلبها أو لهذا الجرح الذي سيظل ينزف بداخلها ، انسابت دمعة علي وجنتها كأنها تروي عطش روحها لهذه المشاعر المختلطة ، ورعشة جسدها كان سببًا كافي في فزع والدها ولكنه تجاهل مشاعر ابنته فهو يدري جيدًا بهذا الأضطراب الذي حل قلب ابنته منذ يومين تقريباً ، تخاض هو من أجل صفقاته من أجل أن تتم الشراكة بينه وبين صقر ، لا يهمه شيء غير العمل والشركة فقط ...،

ابتعدت " تولان " من حضن والدها الذي حدق بها بوجه خالي من اي شيء ، وجه يبدو عليه الجمود والثبات والبرود فهي معتادة علي هذا الشيء من والدها ...

استيقظت علي نبرات والدها الحازمة
_ جهزي نفسك لأن صقر وعيلته هيجوا بالليل

تنهدت في وجع وهتفت كأنها طفلة لا تجيد قول شيء إلا كلمة

_ حاضر ..

وكالمغناطيس تحركت من أمامه بجسد ليس به روح ، روحًا قد فراقته منذ زمن طويلاً ، صعدت درجات السلم وكل ذرة في كيانها في تناقض مع أفعالها ،

_ معقول ! ، معقول يا تولان استسلمتِ بالشكل ده معقول كل حاجة خلاص مبقتش ...

هتفت هذه الكلمات ما بينها وبين نفسها وابتسمت ابتسامة باهتة ، ابتسامة حملت في طياتها الكثير من الخذلان والوجع ...

_________________________________
#فلاش_باك

_ تعالي بس ..

لمس كف يديها وهوا بها لهذا المكان الذي طالما كان حلمها ، ها هو يساعدها في الصعود الي حرف المركب وهو خلفها ، متشبث بها كأنها كل شيء ، فهي حقًا أصبحت كل شيء ، ها هم قد هربوا من كل الناس ، أصبحوا مع بعضهم البعض ، تمنا أن يتوقف الزمن عند هذه اللحظة أن يغرقوا بها ولا يعودوا الي الواقع المرير مرة ثانية ، أسندت مؤخرة رأسها علي صدره ، بينما هو حاوط خصرها بكلتا يديه ، واضعاً ذقنه علي كتفها ، مغمضين عيناهما ، تاركين الهواء يصافح وجنتهما. ، ابتسامة تداعب وجههما ، وأمواج البحر كالموسيقي ، انفاسه الساخنة تحاوطها من كل اتجاه ، كأنها ترسل لها طيف من كلمات الحب ،

نافضة القلوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن