الفصل الحادي عشر

46 1 0
                                    

_ تعلمتُ أن لا أبالي بالجروح وان أكتم ما بداخلي عن أعين الجميع ، فأعينهم لا ترحم بل تنهش كل ما بداخلنا ، هذه اللمسات العابرة التي مرت ما بيننا كانت سبباً في تسرع نبضات القلب و ربما احمرار خدي كان سبب في توهج صدرك وارتباك يدي عند اصطدامها بكفك كانت كفيلة في أن عيناك تحدق بي لكي ارا ما بها من حديث طويلاً تواري ما بين النظرات ...

________________________________
الفصل الحادي عشر ..

محت هذه العبارات التي أنسابت علي خدها من غير سبق أنذار ، فمهما حاولت أن تتظاهر بالقوة امامه لا تستطيع أن تفعلها أمام نفسها ، فهذا الضعف اصبح كفيل في تحطيم ذاتها ...، خرجت منها شهقات كادت تقطع وصلة نبرتها .. ، حاولت أن تكفي عن البُكاء ولكن كيف ستفعل ذلك ، وها هو جاء لكي يحطمها أكثر و أكثر ...

ظلت " تولان " جالسة علي احد المقاعد في كافتيريا الشركة ، تحاول أن تهدأ من روعها وخاصة بعد المواجهة القاسية التي حدثت بينها وبين عمران اللتو ...، ولكن قطع تفكيرها وحزنها " صقر "

حدق صقر في وجه تولان الذي بدي عليه الحزن تماماً ثم جلس بجوارها و مسد علي يديها هاتفاً

_ تولان ! خير في حاجة حصلت ...؟!

انتفضت تولان علي صوت صقر وانتبهت حواسها له ثم هتفت بنبرة ثابتة رغم التزعزع الذي بداخلها

_ لا مفيش ، بس افتكرت ماما الله يرحمها...

ابتسم هو لها ثم حاوطها ما بين ذراعه لكي تسند هي رأسها علي كتفه فثقل رأسها اجبرها علي فعل ذلك ربما تشعر بألاطمئنان ولو لبضع دقائق ولم تدرك أن في هذه الدقائق ستدرك حطاماً جديداً في قلب عمران الذي وقف يحدق بهما وهو يرا صقر يحتضن تولان ما بين ذراعه ..

هتف صقر ..
_ ربنا يرحمها هي في مكان احسن من هنا بكتير ...

أغمضت عيناها محاولة أن تغيب عن هذا العالم القاسي لثواني ، شعرت كأن صقر اخيها الذي طالما أرادت أن يحتويها ويهدأ من روعها ولكن دائماً اخيها الحقيقي كان سببا في دمارها النفسي والجسدي هو وامه ..

بينما عمران لم يتحمل وترك الشركة بأكملها ورحل فكفا الذي رأه اليوم وسمعه هو لا يستطيع التحمل أكثر من ذلك

______________________________

_ تعالي ، ده بقا يا ستي المطبخ ..

هتف بها رحيم الذي لمس يد جنا من غير وعي وهو يشرح لها طبيعة العمل هنا ، ولكنها قامت بسحب كف يديها من يديه لكي ينتبه هو علي فعلته هذه ثم هتف

_ اسف مكنش قصدي ..

هتفت هي بغضب متجاهلة اسفه

_ قصدك ولا مش قصدك لو سمحت بعد كدا انتبه علي تصرفاتك معي ، أنا مبحبش كدا ...

ابتسم هو علي رد فعلها هذه ثم هتف

_ هو أنتِ كل يوم هتبهريني كدا ؟!

نافضة القلوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن