" هناك بضع من لحظات تظل قابعة بداخلنا نسيم روحها تحفنا من كل الأتجاهات ، وجوهنا رأينها بألامس حركت بداخلنا مشاعر وأخري جعلت مننا طائراً جريحًا يسكب الدموع علي خسراته ، الحنين لبضع من الأشياء كان سببًا كفاية في عدم فقد الرغبة و الأستسلام للجوارح القاسية التي تلتئم روحنا بداخلها .."الفصل الثالث عشر 🌸
كان رحيم يقود السيارة بجنان فهو قد أفقد ثوابه حقًا بسبب هذه الفتاة التي لا تبالي به ، أنانية فقط في حقها و حقه ، تتخلي عن سبيل راحتهم وتلقي علي مسامعه كلمات مؤلمة تؤلم قلبه فقط ، ألم تكفي خسراته الماضية ؟! ، حزنه علي فراق احدهما و خذلان آخر له ..، هل كُتب عليه أن يلتئم هذه الجوارح بمفرده ، وان يضحك بسخافة امامهم..، أليس أنسانًا ؟! يستطيع أن يفرح و يحزن ! ، ام يجب عليه أن يفرح معهم و يحزن علي حاله بمفرده ، يا لسخافة الحياة ..، حياة قاسية تريدنا أن نحمل عبء حزننا علي ظهورنا و بكل أريحة نقف بشموخ امام الأخرين رغم انحناء ظهرنا من الهموم و الثقوب ، كأننا محارب زُين جسده بطلقات نارية و مازال بكامل قوته ..
هرول رحيم داخل منزله بعدما قام بركن سيارته ، وجد الظلام يطمس علي المكان ما عدا الشرفة الذي مازال نورها مُشتعل و صوت هذا الموسيقي العازفة تخرج منها ، أيقن أن عمران هو الذي قام بعزف هذه الألحان ...توجه نحوه وقام برمي جاكته علي المقعد وجلس ، انتبه عمران لوجود رحيم فتوقف علي ما يفعله ..
_ الحفلة خلصت ؟!
هتف بها عمران متسألاً بسخافة غير مُبالي بكمية الألألم التي تأوي بداخله وتسكنه كأنه مسكنها الوحيد ..
أبتسم رحيم الي صديقه و هتف
_ سؤالك غريب يا عمران ..
_ مالك يا رحيم شكلك مش مظبوط ؟!
تنهد رحيم بضيق ثم هتف ..
_ الحب طلع اكبر لعنة ، ممكن الأنسان يتلعن بيها ، بيخليك كأنك طفل لسه مش قادر تتحرك من غير مامتك ولا قادر تعمل اي شيء ، طفل لا يجيد الا ألعابه و بس ، الحب لعنة كبيرة جداً بتاخد مننا كل حاجة جوانا من نطفة لسه بتتكون و من فرحة لسه مخرجتش و بتسيب فينا أثرها اللي بيسحبنا معاه في كل مكان ، كأننا متعلقين ما بين السما و الارض ، لا احنا طيلين ده ولا ده ..
_ شكلك واقع علي شوشتك خالص ، مين سعيدة الحظ بقا ؟!
قهقه رحيم بحزن علي حاله ثم نهض من مكانه هاتفاً
_ تعرف بعد ده كله هي مش عايزاني ..
نهض عمران وهتف بأستغراب مزيف
_ اووه رحيم الانصاري بيترفض من واحدة ..لا مرضهاش ليك دي ..
_ بس هي مش اي واحدة يا عمران ، هي شيء غريب ، صنف غريب من جنس حوا كله ، فجأة تحسها طفلة بتضحك وفجأة تلقيها تحولت مية درجة لشخصية باردة و متجمدة وخالية من المشاعر وفجأة تعيط من غير اي سبب ، أنا احترت وهي محيراني ..
أنت تقرأ
نافضة القلوب
Roman d'amour" لا شيء يعادل تمرد روح الأنسانية ، لا شيء يعادل الوقوف علي منصة الخطر بدون هلع ، لا داعي للتنازل من أجل واقع مرير كهذا بل يكفي مواجهته " _____________________________ انتاج ٢٠٢١ 🍂