المتاهة السابعة عشر - الحياة الجديدة

387 6 3
                                    

المتاهة السابعة عشر - الحياة الجديدة

أيّهذا الشّاكي وما بك داء
كيف تغدو إذا غدوت عليلا؟
إنّ شرّ الجناة في الأرض نفس
تتوقّى، قبل الرّحيل، الرّحيلا
وترى الشّوك في الورود،
وتعمى أن ترى فوقها النّدى إكليلا
هو عبء على الحياة ثقيل
من يظنّ الحياة عبئا ثقيلا

،
،

وجعً عميق يتغلغلُ في صدره وقهراً يتضح من خلال تنفسه..
أبنته تُجاهر بالمعصية ضاربةً بوجودهُ ووجود أخوانها..
وكأن لا شيء يربطها بهم الا تعلم انها أصبحت من ضمن
عائلتنا وكلُ ما يمسها يمسنا إذا هي أخطأت وتستحق العقاب
ظلام يعمي عيناه وعرقاً يتصببُ منهُ وكأن أشعة الشمس موجهةً
عليه بشكلً عمودي لتحرقهُ لا يهمهُ لو يحترق بالنار لان عقلهُ
لا يُفكر الان الا بموضوعً واحداً فقط هو ما يشغله؟
المهابة وتربيتها من جديد فقد انحصر عقلهُ في هذا الحد ولم يخرج
عنه وصل منزلهم بسرعةً جنونيه لينزل وصدرهُ يعلو ويهبط بشكلً
واضح استدار وهو يسمع صوت أحد السيارات خلفهُ ليشاهد أبناءه
الوليد وفلاح خلفهُ تقدم لهم بخطواتً غاضبة جداً تتضح من ملامحهُ
وقف بثباتً وعينيه تبثُ شراً ولا تُبشر بخيرً مد أصبعهُ ناحيتهم
وبصوتً غاضب / خير لاحقيني هنا وش عندكم؟
فلاح بخوف / بس كذا؟
الوليد محاولاً امتصاص غضب والدهُ / وش فيك يبه؟
صمت سطام بطريقة غريبة وتجاهلهم وهو يغادر إلى باب الصالة
،

تجلسُ في صالتها وأمامها القهوة وهي منشغلةً في الخياطة
هوايتها المفضلة والتي تستطيع من خلالها افراغ طاقة الغضب
اعتادت طوال فترات حياتها السابقة أن تُشغل نفسها فيما تُحب
حتى لا تُنفر الناس من حولها عند غضبها، فإفراغ غضبها
مسؤوليتها هي وحدها وليس للأخرين ذنب في تحمل ذلك،
ولهذا لا تنقطع ابدا عن هذه الهواية..

اتجه الي باب الصالة وهو يلتفت يمينهُ ويسارهُ وقد أغلق
الغضب عقلهُ وقلبهُ فقط يُريدُ لقاءها هذا ما يطمحُ لهُ الان
يتبعهُ الوليد وفلاح بهدوءً عكسهُ تماماً لكنهم لا يعلمون
ما هو الموضوع؟ أو ما الذي جعلهُ يفقد صوابه بهذا الشكل؟
طرق الباب بشكل مخيف حتى كاد يغرزُ يدهُ في الباب من شدة
غضبه الذي لم يستطيع السيطرة عليه ...
ارتعبت نوره من طريقة طرق الباب لتترك الخياطة على جنب
لترتدي نقابها وعباءتها على عجلً وبسبب خوفها من طريقة
الطرق ارتدت عباءتها بالمقلوب دون أن تنتبه لذلك
وقفت أمام الباب وهي تنتفض بشكلً واضح وقبل ان تفتح الباب
نطقت بصوتً مرعوب وبشفاه ترتجف / من؟
سطام بحده / انا افتحي اللحين لأكسر الباب عليك افتحي
فتحت الباب بهدوءً ليدفعها وشياطين العالم تتراقص امامهُ
تجمدت مكانها مصدومةً وهي تُشاهد سطام في هذه الحالة
وها هو الماضي يُعاد من جديد غضبهُ عندما طردها بدون ذنب؟
فما الذي سيكون خلف غضبهُ اليوم ...؟
وبصوت غاضب وهو يتقدم خطوةً لها / وين بنتك؟
نوره بارتباك / ما جات من عندكم؟
دفعها جانبا ليجلس على الكنب بينما الوليد جلس على الطرف
الاخر من الكنبة وفلاح بجانبهُ لا يعلمون ما الذي حدث لوالدهم
أجواء المنزل مشحونةً بالغضب ولا أحد يعلم الموضوع
وبصوتً مملوءً بالغضب / اتصل لآخوك الزفت مرسول الغرام
شوف وين نزلها؟
فلاح باستغراب / من تقصد؟
سطام بصوتً عالي / الزفت كاسر القليصة
رفع هاتفهُ وهو متضايق من طريقة كلام والده عن أخيه
ليطلب رقم الكاسر ثواني ليرد الكاسر ليؤشر له
سطام بأمر/ حطه على المكبر
وضعه على المكبر وبصوت خافت / وين المهابة؟
الكاسر باستغراب / نزلتها من زمان ليه؟
وبحرقة في جوفه وهو يأمرُ فلاح / سكر سكر بكيت وجه الخبل
،

تائهون إلى أن يشاء الله حيث تعيش القصص. اكتشف الآن