تائهون إلى أن يشاء الله

المتاهة الخامسة عشر - السر الدفين

ثأر ...
انتقام ...
حياة مترفة ...
وحياة متعبة ...
الخير والشر ...
وذكريات مخلوطة
بين السعادة والحزن
تجوب في مخيلتها
وماضيا لا يشفع لصاحبه
وطفلة عاشت حياة الظلم
خوفا من الحاضر
والم يغزو
جسدها من حياة الماضي
وخوفا من اللقاء..
وسعادة تجلت معانيها
في ظهور عائلتها
وسراً يتراقص في الخفاء ...
أنار حياتها المعتمة
وثأر سيدفن مدى الحياة ...
في موج البحر العميق
فلا مطالب له من جديد ...
ولكن ...
ستكون الغربة محطتها الجديدة
فلا حياة في هذا المجتمع
الذي أتعبها
وأوقع الظلم عليها وعلى والدتها ...
ستقول الوداع وستودع الجميع ...

،
،

في الشركة يجلسُ الوليد مع لاهوب يعملون على مراجعة الحسابات
الخاصة بالشركة..
يجلسُ لاهوب على الطرف المقابل للوليد وهو يخلع الشماغ ويرفع اكمام
ثوبة ومندمج بالحسابات
رن هاتف المكتب ليضع الوليد كوب القهوة على جنب
وهو يُضيق عينيه باستغراب من اتصال المحامي
رفع السماعة وبصوتً رجولي فخم/ هلا والله
المحامي / شلونك بو سطام
الوليد يبتسم / طيب اخبارك انت؟
المحامي / بخير الله يسلمك بس أسال الجد اتصل له وجواله مسكر ما وصل
الوليد بضحك / اكيد وصل بس مشغول مع الاهل خبرك اللحين الساعة
تسع يعني حروة النوم عنده
المحامي بتأكيد / خلاص قول له بكرا بقابل البنت وإذا رفضت بمشي في
الإجراءات على طول ما راح اعطيها فرصة للتفكير يا توافق يا ترفض
صمت الوليد بريبه / أي بنت؟
المحامي / بنت فهيد العم متعب طلب نسحب اسم العائلة منها لأنها مجهولة الابوين
الوليد برعب / لا تكفي وقف لا تسوي الى قاله تري جدي ما هو بوعيه
المحامي / اعتذر انا استلمت اتعابي مقدما وانا محامي الجد ما أقدر ارفض شيء
يخصه وعيب عليك يا بوسطام تشكك في أهلية العم
الوليد بغضب / والله إذا سويت ها الخطوة لأكون مقيم الدنيا لا تقول ما حذرتك
المحامي / انا عبد المأمور والعم متعب معه الأوراق والأدلة
وأرقام الشهود وهذا شغلي
اغلق الوليد الخط وهو في قمة غضبه ما الهدف الذي سيصل لهُ إذا قام بكسر
هذه الفتاة لا أب لا أم ولا سند لها في هذه الحياة كيف لهُ أن يظلمها بهذه
الفعلة وأن كانت حقاً ليست ابنة فهيد لا ضرر إذاً حملت اسم العائلة
لن يضرهم ذلك بشيء..
وبرعب يسال لاهوب / وش الموضوع
الوليد يضع راسه بين يداه / مصيبه يا لاهوب مصيبه ما لها حل
لاهوب يبلع ريقه / وش المصيبة
الوليد بعيون متشتتة / جدنا عرف سر بنت فهيد
لاهوب استند على المكتب بخوف / عرف انها لقيطه؟
الوليد بضيق / وراح يجردها من اسمها
وقف لاهوب / والله ما يسويها الا على موتي
الوليد وهو يقف / عندي توكيل بكل شيء بكرا من الفجر بلغي كل شيء
لاهوب رفع صوته / هذا إذا متعب ما الغي التوكيل
الوليد بقهر وهو يضرب يدهُ على الطاولة / من قال له من؟
لاهوب يزفر / الى قال لك هو نفسه الى قال له
الوليد بشك / تقصد سعد؟
لاهوب بضيق اتضح عليه/ اكيد ما سافر له جدي عبث شلون ما جاء في بالي
الموضوع بس كان عندي احساس انه راح ينقض العهد ويخلف وعده
الوليد بتلف اعصاب / بس انا دافع لسعد مبلغ وقدره عشان يبلع لسانه
ويترك البنت في حالها
لاهوب وهو يشعر بالاختناق / وانت صدقته قلت لك لا تثق فيه تراه
ما ينعد من الرجال بس ما صدقتني
بس والله ثم والله ما يجردها من اسمها الا إذا كفنوني
الوليد صمت ليردف لاهوب / ولو فيه خير كان ما قطع لحمها قدامك
وواضح فيه حقد عليها بس أخلص من جدي واوريك فيه شغله عندي الكلب
اه بس لو خليتني ذاك اليوم اخاويك كان نفضته لك بس ما خليتني اروح معك