تائهون إلى أن يشاء الله

المتاهة العاشرة - متاهة الزواج

وبدأ السر يلوح في السماء ... خطوات قليلة تفصلنا عن انجلاء الحقيقة ...

المتاهة العاشرة - متاهة الزواج

قل لها .. إنّه يفيق على جرح
وتغـفـو سنينه فـوق لوعهْ
سكب الدهر من أساه رحيقا
فـتحساه جُـرعة إِثْـر جُرعهْ

طرق لاهوب الباب بشكلً مُرعب وهو ما زال ممسكاً بطرف عباءتها
والمُذهل صمت المهابة ولأول مرة يُخيفها شخصاً بهذه الطريقة ..
ارتعبت نوره من طريقة طرق الباب اخذت خمارها وفتحت الباب لتُشاهد
لاهوب ممسكا بطرف عباءة المهابة
نوره بلعت ريقها وباستفسار / وش صار؟
لاهوب بكلام جارح / ربيها من جديد يا نوره ما عرفتي للأسف تربينها
والبيت لا عاد تطلع منه وللعلم انا حجرت عليها حجر قتل بعد عرس مثايل بملك عليها
وبتحذير وهو يأشر بأصبعه ناحية المهابة / واضح كلامي وخلك شاهدة يا نوره
ما راح يصير لها طيب لو كسرت كلامي
نوره برُعب / وين مثايل وش صار عشان تقول كذا
لاهوب وهو ما زال ممسكا بطرف العباءة / مثايل خذها الوليد
وها البنت لا عاد اعرف انها متواصلة مع منال والله ما يفكني عنها أحد
ليدفع المهابة بكل قسوةً لتقع على الأرض مصدومةً من كل ما يحدث حولها ...
وقفت بصدمةً لم تستطع ان تستوعب كل ما يحدث فقط نطقت بكلمة/
منك لله يا ولد ال لاهوب .. الله لا يوفقك ...
اتجهت إلى غرفتها وأغلقت الباب بإحكام تنفست بعمقً وهي تستند على
الباب لا تعلم لماذا الجميع ضدها؟ لماذا كُل ما تفعلهُ لا يمر كما تُريد ؟ وها هو
يخرجُ من جُحره ليُلعنَ حجره بدون أي حق وأن كان هو ابن العم..
فاين كان تلك السنوات السابقة؟
لماذا لم يكن متواجداً؟
لماذا لم يسأل أحدا عن حالنا وكيف نقضي قوت يومنا؟
والان بعد كل ما كان يأتي بكل وقاحة يُعلن الحجر ..
وإن لم يبقى سواه أُفضل البقاء كالمنزل الواقف على الزواج منه ...

،

وقفت نوره بحيرةً كبيرة لا تعلم ما الذي حصل حتى تصل الأمور الى هذا الحال
ولكن كُل ما استطاعت معرفته ذكر لاهوب لمنال ، اتجهت نوره الى غرفة المهابة وبدأت
بالطرق لكن ما من مجيب ...
نورة برجي/ تكفين فتحي الباب أبغي اعرف وش الموضوع ومثايل وينها ؟
لا رد من المهابة التي التزمت الصمت لا تشعرُ بتأنيب الضمير ابدا
ولكن تشعرُ بالقهر بسبب تصرف لاهوب وتصرف منال التي
لم تكُن لها يوما سواء أُخت وصديقه هل جزاء الثقة إن تطعنها بهذا الشكل ..
نوره بقلة حيلة / تكفين فتحي الباب أبغي ارتاح تكفين
المهابة بصوتً مسموع / بفتح بس حلفي وعطيني وجهك ما تضربيني
نوره تهز رأسها برجي / والله ما اضربك
المهابة بتأكيد / عطيتني وجهك ما تمدين يدك تكفين الا الضرب وبفتح الباب
تنهدت نوره / والله ما بضربك بس فتحي وبعدين من متي اضرب؟
المهابة بتذكير / قبل فترة نسيتي؟! تري للحين يرن بإذني لا تكسريني
وتضربيني الا الضرب والله ما عاد اسامحك
نوره بوعد / فتحي أبغي اعرف وش الموضوع والله ما امد يدي
فتحت الباب بملامحً هادئة وكأن لا شيء حدث قبل قليل ..
وبملامح تشعُ براءةً وهي ترفع يداها للسماء / حسبي الله عليهم
عيال ال لاهوب طلعوا متفقين مع منال على؟!
تقدمت نوره الى الطاولة الصغيرة والتقطت المصحف وبصوتً جاد /
يا الله احلفي تقولين الصدق
بلعت ريقها المهابة وبعبط / الصدق يعني الصدق
نوره بقلة صبر / ايه انجزي لا تجلطيني ..
المهابة بتأكيد / الصدق ها انتِ طلبتي الصدق فلا تعصبين ...