المتاهة الرابعة عشر - القضية

384 7 2
                                    

المتاهة الرابعة عشر

متاهة - القضية

سافر وخل أحزان عمري تخاويك..
يمكن معك تلقى حلول لضياعي..
حاولت أشوه صورتك..يوم أخليك..
لقيتك أصدق من بكى في وداعي..!!

لا شيء يبقى على حاله وها هي شمس الحقيقة بدأت بالسطوع،
ستحرقُ الاغلب وقد تحرقُ الجميع وقد تكون بداية حياةً جديدة
لبعض الأطراف..
ولكن في الواقع ستكُون الحقيقة أكثر وجعاً عندما نكتشف أن كُل
ما كُنا نعيش به ما هو الا متاهة غامضة معتمةً لا يوجد
بها بصيصً من الضوء..

،
،

في مكتبهِ الفخم يجلسُ بكل اريحية خلف الكُرسي المنجد
يضعُ شماغة على طرف المكتب ويُمسك بالقلم يرسم
بطريقة عشوائية وكأنهُ يفرغ ما بداخله من تعب وحزن
فإلى الان ما زال يتذكر الحادث بتفاصيله فمنظر تلك الفتاة يُعاد
عليه وكأنهُ حدثَ للتو وكأن الحادث ترسخ وأنطبع
في عقله، فهو لا يستطيع أن ينسى كيف كان منظرها المؤلم للعين
يُريد فقط الاطمئنان أنها لم تتعرض لشيء على الرغم من معرفته أنها
مُطلقة وقد يكون وطأة الاعتداء أخفُ عليها بكثير بعكس الاعتداء على
فتاة بكر.. ولكن يظل الاعتداء شبحً مُخيف قد يتسبب بأزمة نفسية لها..
مشاعر غريبة تُضيء قلبهُ يُريد فقط الاطمئنان عليها يتنهد بضيق
وهو ينتظر هذه المكالمة..
لا يستطيع نسيان كلمتها عندما نعتته بالأب قذفت الكلمة لتُبحر
في موجً كبير يتمدد في داخله لتفيض من عينيه الدموع
لكن هل هي فعلا ...؟؟؟ ما هذا الجنون كل ما يدور في مخيلتي ضرباً
من الجنون لا أعلم ما الذي يحدثُ، ولكن تظل تلك الفتاة هي جزءً
من عائلتنا أطلق صوت محبوسً بداخله يتضمن الكثير من الألم..

وبعد طول انتظار من سطام رن هاتفهُ باسم الكاسر..
الكاسر بحب / هلا يبه أخبارك
سطام بعجله / طيب ها يبه بشر سالت عن حالة البنت؟
الكاسر باستغراب / يبه كلمت رفيقي وسألته قال ما جاءتهم
مريضة باسم المهابة يقول الاسم ما له إثر مع انه اسم نادر
بقي سطام صامت لثواني ثم أردف / انت متأكد
الكاسر بتأكيد / ايه يبه يقول ما جاءتهم حالة بها الاسم
بس انت قولي لي وش صائر معها وبقول له وبطلع العلم
سطام بدأ الشك يساوره ثم تذكر أن نوره لم تُحضر اثبات للفتاة
ربما كان ذلك السبب لعدم وجود اسمها
سطام بتفكير ليردف / لا خلاص بعرف بطريقتي يا الله فمان الله

،
،

قابعةً بجانبها وهي منهارة تراها تغطُ في نوماً عميق بينما يُغطي
رأسها الشاش الأبيض والمغذي موصولاً بكف يدها النحيلة البارزة
منها عُروقها الدقيقة، تُراقب نوره تعبيرات وجه المهابة والتي تتغير بين لحظة
وأخرى وكأنها تعيشُ صراعً داخلي، هي بالفعل تشبهها كثيراً اخذت منها
ملامح عينيها انفها غرورها وشموخها، ولكن لم يُلاحظ أحداً هذا الشبه،
كيف لهم أن يلاحظوا وأنا من عشتُ عمري معها لم أُلحظ الشبه ولم أعلم
بهذه الحقيقة الغائبة إلا صدفة.. يا الله لولا هذه الوحمة لما عرفت
الحقيقة التي غابت عن الجميع ولبقي هذا السر في الخفاء...
ما زال صوت الطبيب يرنُ بإذنها عندما قال / البنت ما شاء الله
شابه واكيد على وجه الزواج خليها تسوي تجميل للحريق
الى يغطى فخذها الداخلي من جهة اليمين ...
لم تستطع مسامحة نفسها أي الم تعرضت له تلك الفتاة وهي تتحفظ
على هذه الألم لما لم تُصرح عن وجعها لماذا دائما تتعمد أن تُقصيها
عن أي امرا يخصها.. من تجرا وفعل بها هذا؟
ولماذا لم أُشاهدهُ عندما كانت مريضة ...
ما الذي كان يغشي عيني عن رؤيته؟

تائهون إلى أن يشاء الله حيث تعيش القصص. اكتشف الآن