المتاهة الرابعة والعشرين - الغيبوبة

428 8 0
                                    

البارح ما بين يمكن .. وياليت
! وابليس يتركني ويرجع عليا
.. فكرت لو طول غيابك ولا جيت
!! يعني كذا روحه ومن غير جيا ؟؟

جلس على الأرض بيداه ليلتف خلفهُ والجميع صامت ينتظر منهُ كلمه
ارتخي جسدهُ شد على شفتيه السفلية ليمنع استمرار بُكاءه الصامت
وبنبرةً مبحوحة مليئة بالبكاء / تنفست والله تنفست ..
لينهار كليا الكاسر وفلاح يحاول تهدئته
وبصوت مسموع / حيه يا كاسر اهدئ اهدئ

سعيدة بغصة لم تستطع النطق تحاول الكلام لكنها لم تستطيع..
تنهدت حاولت التحدث لكن حنجرتها أبت الحديث وكأنهُ أصابها امراً ما ...
انحنت الجدة صافيه لتحتضن سعيدة
وبصوت مؤمن / قولي الحمد الله بخير ان شاء الله

،

ومع بزوغ نور امل جديد للحياة والذي فقده اغلبهم ها هو يتحدث
بصوت باكي مسموع وهو يؤكد تنفسها، بل يسمع انفاس انسانه
عرفها عدوة في بداية الامر لينتهي بها المطاف اختا له ...
تمني انه يستطيع تخبئتها بين ضلوعه عن أي اذي..
لا يريد لها سوأ السعادة والراحة لكن لا راحة في
قاموس حياة هذه الفتاة التعيسة..
بكي بصوت مسموع وهو يستغفر ربه عن تفكيره
فهو يعلم ان لكل شخص اجله لكنه لا يتمني ان
يفقدها ابدا..

تنهدت بتعب والم يسكن قلبها الحافل بالأحزان ،، ناظرت حولها
فالهدوء يعم المكان بأكمله لا صوت يصدر الا صوت المسعفين
بينما فاطمة ونوف يحاولون تهديه مي..

وقفت وهي شبه انسانه محطمة لتسرع باتجاه المسعفين
وهي تحاول التماسك ابنتها تغطيها الاجهزة من كل مكان
ودماءها المبعثرة على الأرض بشكل عشوائي ترعب
قلبها الشاقي ..

مدت يدها الى الاسفلت وهي تتحس الدماء لتشد يدها الى صدرها
وتبكي بشكل مكتوم ،، لتتفاجئي بيدا تحاوطها
ليهمس لها / قولي الحمد الله والله يبلغنا بسلامتها يا عمه ...

شعرت براحة امام كلماته البسيطة وكأنها تحاول ايهام نفسها ان ابنتها
ستعود كما كانت ، بل تتمنى ان ما يحدث حلم وستستيقظ منه الان
وبصوت متقطع / الله يسمع منك يا لاهوب

استدار فلاح وهو يسمع صراخ جده سحب الكاسر قليلا ليجلسه
ويتجه لوالده خاف ان يكون قد صابه مكروه، انحنى ليرفع
راسه قليلا ويتأكد من تنفسه تنهد براحة وهو يتأكد من سلامة والده
وبصوت عالي طلب المساعدة من المسعفين ،الذين انشغلوا بالطفلة والفتاة

اقترب الوليد و هو يتحدث بصوت مبحوح / يا الله خالتي روحي معها واحن وراءكم ..

قاطعته بخوف وهي ترتجف /لا تخلونا بروحنا

ليردف / ما راح نخليكم بس تماسكي حاوطها بحب وامسك بيدها
ليساعدها على صعود سيارة الاسعاف ...

ارتاح وهو يستمع الى طمأنت المسعف له وان والده ليس به
سواء انخفاض شديد بالضغط وسيفعل اللازم له الان قبل أن يقله الى المشفي ..
ليتحدث بخوفاً / متأكد؟! مو جلطة!!

تائهون إلى أن يشاء الله حيث تعيش القصص. اكتشف الآن