المتاهة السادسة عشر - متاهة القهر

417 10 0
                                    

أمي

أتبع رضاها وأرتجي زود قربها
واللي طلبته من حياتي وصالها
الصدق مرساها والأشواق بحرها
والعطف وإحساس الغلا راس مالها

لم تكُن حياتها سواء طيفً وخيال، بل متاهةً كبيرة، ثواني مرت
سريعةً وكأنها شهوراً طويلة فتحت عينيها على اتساعهما ومازالت
يداها معلقة بالسماء لتبلع ريقها وبصدرً يعلو ويهبط من الحقيقة
التي تجلت واضحةً أمامها انزلت كلتا يديها بصدمةً كبيرة،
كيف لها لم تُفكر ولو للحظة واحدة بهذا الشيء فلا يفصلها
عن نوره سوأ ١٤ سنة إذا هي أمها كانت تقذفُها وهي صامته
هل هي بالفعل والدتي..
١٤ سنة فارق العمر بينهما كيف لها ان تصمت تلك الفترة
وأن تتحمل جميع ما كانت تقذفُ به من كلام بدون أن توقف
كيل القذف الموجه لها؟
كيف لها أن تحرمها من قول كلمة أمي وهي لها جميع الحق في
نطقها؟
أسئلةً كثيرة تجولُ في داخلها لا تعلم ما الذي تفعلهُ،
ولكن كل ما تستطيع استيعابهُ الان انها أصبحت كالباقين
وأصبح لديها أم وأب وأخوة لطالما كان حلماً صعب المنال
وها هو يتحقق الان نعم تحقق، ولكن بعد ماذا؟
استدارت ببطيء وبصوتً خافت ومرعوب من سماع
ما لا تُريدُ سماعه / بيني وبينك ١٤ سنة؟
وبتردد وهي تنطق الكلام بشكلً متقطع / اااااااانتي امي؟
رفعت عينيها وأهدابها التي تنتفض من هول الموقف لا تعلم هل
ستغفر وتسامح هل ستتقبلها أم لا وبصوتً خائف وحزين /
أمك يا مهابة قلبي بس والله ثم والله ما عرفت الا من كم سنة
تقدمت خطوة للأمام بشكلً مُتذبذب لترفع اصبعها بإتجاه والدتها وبصوتً
مليء بالألم والحزن / ولو كنتي تعرفين من يوم طحت من بطنك
أنى بنتك فانت مسموحه يا بنت راجح مسموحة يمه لتنطق وهي تبكي
وتصرخ بصوت عالي / عندي ام يا مثايل عندي ام ما يحتاج
احلم فيها .. مصدومة كيف يكون لها أم وأمها نفسها لا تعلم
احتضنت والدتها وهي تقبل رأسها ويدها وتبكي بصوت مسموع /
سامحيني على كل كلمة قلتها سامحيني يا جنتي سامحيني
يا عيون قمزة..
في حين بقيت نوره كالجماد لم تتوقع أن تكون ردة فعل المهابة القبول ..
توقعت أن تغضب قليلا ثم تتقبل الواقع ... أجهشت نوره بالبكاء
ها هي ابنتها في حُجرها وتحتضنها ها هي ابنتها تبحث عن الامان بين يداها ..

بقي الوليد صامت مصدوم ليسقط بقوة على الأرض لم ينطق بكلمة
ثواني مرت بشكل بطيء وهي تحكي سرا دفين لم يعلم به أحد
بدأ عقله بالضيق من التفكير حربه وكل ما كان يفعله لم يكن الطرف
الاخر سوأ اخته ليس من السهولة تقبل الحقيقة لكنه يحمد الله انه لم يصل
اذاه الى أكثر من ذلك..
بقيت تبكي في حضن والدتها رفعت راسها قليلا لتستدير وهي
تناظر والدها نظرة خاطفه والذي يتضح من ملامحه الصدمة وكأنه
لا يتمنى أن تكون بالفعل ابنته شعوراً لا يمكن وصفه
وبصوتً يأس / شكلك ما فرحت فيني
لينطق الكاسر / أنا فرحتي ما تسع الدنيا أخيرا لي اخت
نطقت الجدة بقهر يتضح من ملامحها / يعني ما كفاني خبث
وحقارة فهيد فتجي نوره وتكمل
لينطق الجد / وش مضمني انها بنت سطام بالفعل
ها هو يقذف والدتها وتحت مسامع الجميع
نبغي الدليل يا الكاسر
وبشفاه ترتجف من القهر / والله انها بنتي والله ما عرفت
غير سطام
لتردف الجدة / خذيتي يا نوره نجاسة اخيك الخبيث فهيد
لتنطلق كالوحش / ما حد نجس غيرك وغيره ولسانكم
لا يطول على امي
ليتقدم سطام وهو يرفع يده عاليا / بنت
ليتصدى له الوليد / يبه اشفيك الله يهديك.. استهدوا با الله
الجدة بقهر/ أي عادي عندك يا متيعب جدتك الى ربتك تنسب

تائهون إلى أن يشاء الله حيث تعيش القصص. اكتشف الآن