المتاهة التاسعة - الاصطدام

393 6 0
                                    

المتاهة التاسعة – الاصطدام

،

أقول لهم وقد جدّ الفراق
رويدَكم فقد ضاق الخِناقُ
رحلتم بالبدور وما رحِمتم مَشُوقاً
لا يبوخ له اشتياق
فقلبي فوق رؤوسكم مطار
ودمعي تحت أرجلكم مراق

،
،

انحني ليصعد السيارة وهو ينفخُ بغضبً واضح ويحاول أن يهدأَ فتارة
يتعوذُ من الشيطان وتارةً يستغفر يُريدُ فقط أن يتمالك أعصابه
وبردً يتضح من خلالهَ غضبه / قهرتني حتى كلمة
شكرا ما قالت ولسانها يلعلع ما تعرف السنع أبد
الوليد بهدوء / اتركها عنك بزر خل نتفرغ اللحين لشغلنا فيه
مناقصة جائه ومحتاج اكسبها ..
أغمض لاهوب عينيه وباسترخاء / انا وين وانت وين يا الحبيب !
الوليد بتفكير/ ما تبغي تعرف من المنافس ؟
لاهوب وهو يلتفت لهُ / من ؟
الوليد بحدةً / حارب ولد الشيخ محمد صديق مقاعد الجامعة
لاهوب بابتسامة / اه يا انها ذكريات حيه وحي أيامه اخباره ؟!
الوليد يهز راسه بتأكيد / أجمل أيام العمر طيب يسرك حاله
لاهوب بصوتً بطيء / بس خبري ساكنين في منطقته بعيده عن منطقتنا
الوليد بشبهَ ابتسامة / فتحوا فرع جديد لشركتهم هنا وحارب الى ماسكها
وشاد حيله ولا أبشرك متزوج وعليه ولد وبنت
لاهوب بجدية / اسمعني اكسبه خوي لك ولا تسوي عداوات خل
لك ناس تستند عليهم إذا احتجت
الوليد بثقة / ما بينا الا كل خير بس ذا بزنس
لاهوب يرفع حاجبيه / أدرى بزنس بس عادي لو هديت اللعب شوي خل
لك من يسندك لو احتجت لا سمح الله
الوليد يهز رأسه بالإيجاب/ شورك وهداية الله عجل بترك ها المناقصة
والعوض بغيرها بإذن الله
لاهوب بدون مقدمات / انا بتزوج
الوليد ببرود / شلها من راسك ما تناسبك واساسا ما راح توافق
لاهوب ارتخت ملامحه وباستغراب / شلون عرفت ؟
الوليد يضحك/ عيونك فاضحتك يا ولد ليه ما تدري أنى اعرف علومك من عيونك
لاهوب بتأكيد / لا بتوافق
الوليد تنهد / لا تعشم نفسك واجد لو اخر واحد ما راح تأخذك
لاهوب بمكرَ / بحجر عليها تبغي العرس ما تعرف غيري
ما تبغيه خلاص تقعد بمحلها
الوليد فتح عينيه / وانت؟
لاهوب يرفع كتفيه بعدم مبالاة / عادي بشوف حياتي
وبتزوج ومتى ما بغت العرس انا موجود ..
استرخي على مقعد السيارة وبصوتً هادئ الوليد /
يا ابن الحلال خلها منك ولا تحجر وتأخذ ذنبها
لاهوب وضع يدهُ خلف رأسه وبهدوءً تام / كيفها بحجر عليها حجر قتل
من فكر يتزوجها يجهز كفنه ولا تناقش قرار وانتهى
الوليد بحزم / بس تأكد لو البنت اعتزت بي والله لأوقف معها ضدك

لم يجد ردً من لاهوب الذي بدأ بالذهاب إلى ذلك البعيد ..
فقد أخذهُ القلب إلى أبعد ما يكون لم تُغادر خيالي مُنذُ يوم الزواج عندما
رأيتها صدفةً وهي تقفُ أمام المرأة فاتنةً لأبعد حد ، على الرغم من أنني لم
أرها، ولكن شعرها وجسدها الفاتن هدمت حصون قلبي هل هذا ما يُسمى بالحب
من أول نظرة ؟ وبتعجبً كبيرا من اندفاع
هذا القلب الذي قد يخسفُ بهِ إلى القاع تجربةً واحدة كانت كفيلةً بموت
مشاعري، ولكن أتت هذه الفتاة لتُجدد الحب والذي ارتبط مع احقادها الدفينة ...
ولكن الخوف من أن ترفضُ هذا الزواج وتُدمر ما تبقي من قلبه !!

تائهون إلى أن يشاء الله حيث تعيش القصص. اكتشف الآن