المتاهة الخامسة والعشرين- الذاكرة

494 9 7
                                    

المتاهة الخامسة والعشرين- الذاكرة

ولمَّا بَدا لِي أنَّها لا تُحِبُّني
وأنَّ هواها ليْسَ عنِّي بِمُنجَلِ
تَمَنَّيتُ أن تَهوَى سِوايَ لعلَّها
تَذوقُ صَباباتِ الهوَى فتَرِقَّ لِي

المستشفى

يجلس في زاوية مسجد المستشفى والتي بالكاد يصلها نورا
خافت وهو ممسكا بالمصحف يقرا ما تيسر له من القران يبحث
عن راحته وهو يعلم انه لا راحة الا بكلام الله اغلق القران وهو يقبله
فز واقفا ليعيده الى مكانه وعندما وضعه خرت دمعة خانه بدون اذن
مسبقا منه استنشق هواء عميق لرئته وابتسم وهو عازما على انه لن
يسمح لاحد بعد الان بمتابعة حالة اخته سواه..

خرجا مسرعا وهو يتوجه الى الكافتيريا الخاصة بالمستشفى ليطلب
له كوبا من القهوة مع فطيرة يسد بها جوعة وعندما دفع مبلغ ما
طلب استدار ليسمع صوت زميله الذي كان خير سند له وهو
يتحدث بحماس/ هذا بو سطام الى اعرفه ما هو الى أمس
الكاسر وهو يتقدم ويحتضنه وبصوت شاكر /
ما أنسي وقفتك معي واللحين أبغي ينقلونها لغرفة ثانيه
نواف يهز راسه بهدوء / انتظر شوي بس تعدي المدة لازم ٤٨
ساعة تستقر حالتها التنفس ما استقر عندها وبعدها لك ما طلبت
الكاسر بصدمة / بس ما حد قال حالتها حرجة؟
نواف بهدوء / اخوك وصانا ما نقول لك لين تشد نفسك
الكاسر يتنهد / ربنا كريم عن اذنك بفطر وبعدها أبدأ الشغل

ابتسم نواف وهو يري الكاسر يغادر المكان فمنذ مقاعد الدراسة
هو يعرف الكاسر معرفة جيدة ولم يكن سوأ انسان صلب دخل العديد
من الحالات الصعبة والمستعصية وكان من خيرة الأطباء لكن ما
حدث له مع اخته حرك مشاعره النائمة صغر عينيه بشك وهو يعلم
كل العلم ان الكاسر لم يكن لديه اخت؟!
على الرغم من ان علاقتهم غير وطيه
لكنه لا ينسى مداعبة أحد الأطباء عندما مازح الكاسر
بصوت مسموع / لو عندك اختك ما خذتها إذا قلبها مثل قلبك
ضحك الكاسر بصوت عالي / عجل ابشرك ما عندي اخت
ليلتقط أحد الأطباء حديثه / صدق؟
الكاسر يبتسم / والله العظيم ليه اكذب ما عندي الا اخوان ما عندي
اخت كان ودي يكون عندي اخت أبغي اعرف وش مشاعري
ناحيتها
ضحك أحد الاطباء لينطق / جلمود
ليضحك الجميع...
تنهد باستغراب لينفض ذاكرته وهو يستغفر ربه ليغادر المكان لمكتبه ...

خرجا من الكافتيريا ليرن هاتفه استغرب المتصل ليجد انه جده
رد برعب / هلا يبه
الجد متعب / اخبارك يا ولد؟ واخبار اختك؟
الكاسر بشك / الحمد الله بس لا تجون اليوم لازم ٤٨ ساعة لين
تستقر حالتها يعني بكرا بإذن الله تعالوا
الجد متعب وهو يشدها لصدره لتسمع كلام الكاسر اجهشت بالكباء
ليصمت الكاسر وهو يسمع صوت نوره تبكي
وبصوت محب / خل تذكر الله ما تبغي اللحين الا الدعاء وهي أمها
دعوتها بإذن الله مستجابة خل تدعي لها ولا تجون اليوم

،
،
قصر الجد متعب قبل مكالمة الكاسر

الجد بأمر / روحي يا ام سلطان نامي انا بروحي عندي كم شغله
ام سلطان بتوتر / تروح وانت عينك ما غمضت
ليردف بنبرة حزن / غمضت وانا ظالم بنت أخي وهي ما لها ذنب
اللحين ماهي مغمضة لين أصلح كل الى صار
ام سلطان بفهم لمغزاه / بتروح لها
الجد يهز راسه بالإيجاب / ويا رب تسامح ما قصرنا فيها من ظلم
ام سلطان وهي تقف/ انتظر بروح معك خويتك انا
لم يستطع الاعتراض ولم ينطق بكلمة فقط هز راسه بالإيجاب

تائهون إلى أن يشاء الله حيث تعيش القصص. اكتشف الآن