المتاهة الرابعة- التنفيذ

409 7 5
                                    

المتاهة الرابعة - متاهة التنفيذ

بيّض الله وجيه سمحين النوا
ولعن الله أبو سودان القلوب

في أحد الأبراج وتحديداً في الدور ١٢
في مقر شركة اللاهوب الخاصة ..
يجلسُ الوليد مقابل لاهوب الكلُ مهموم
وكُلن منهم يضع راسهُ بين يديه
لا يعلمون ما الذي يجب عليهم فعلهُ
وإذا علم الجد سيكون المُصاب أعظم
فالجد دخل بتحدي لكل مُرتادين السوق وبكل ثُقله في هذه المناقصة
إحساسً غريب ، إحساس بالضعف لأول مره يسكنهمُ لا وجود لسببً
مُعين لخيانة أحد موظفيهم الجميعُ يتمتع بامتيازاتً
إذا من لهُ يد في هذه المصيبة؟ من هدفهُ الجدُ يريد له الوقوع؟
هذا الفخ ليس الا بتدبير فاعلً وهذا ما يتضح من الأوراق
لكن يتضح انهُ مُتمكن فلم يجعل خلفهُ دليلً للوصول
اليه، إذاً فمن هذا الشخص؟!!
من له صالح في ذلك؟؟
أسئلةً كثيرة تدور في عقول أحوات ال لاهوب .

يحاول الوليد فك الشفرات من خلال إعادة قراءة الأوراق
لعل وعسى ان يجد لهُ خيطً ليصل الى المُتسبب
لا شيء واضح لا شيء، وللأسف لم يشكوا ولو للحظةً واحد
بالخطر من حولهم ولأول مرةً في تاريخ الحوتين
بل في تاريخ ال لاهوب عامةً يتم نسفهم بهذه الطريقة
ويتم ضربهم من تحت الطاولة وكالمُعتاد دائما
البقاء للاقوي ...
الجد اجتهدتَ وتعب كثيراً لتثبيت اسمهُ
في السوق والذي اكل النصيب الأكبر من التُجار..
الجميع يهابهُ إذاً لابد من وجود منافسا جديد وخبيث على الساحة

أخذ نفساً عميق ثم زفر وهو يمد الأوراق إلى لاهوب
الوليد بقلة حيلة / عرفت من وراء هذي المصيبة
لاهوب سكت ثم قال بهدوء / للحين بس عطني كم ساعة
الوليد يعض شفتهُ السفلية لترفرف دمعةً خرجت بدون حسبان/
اه يا القهر شابه النار فيني ويلي
على أني اعرف من وراء خسارتنا
صُدم لاهوب من دمعة الوليد ليقف ويتقدم
ويجلس بجانبهُ ويحاوط كتفيه بيده /
راح نعرف بس طول بالك دموعك غالية يا رفيق الدرب
ثم صمت لاهوب قليلاً وبتردد/ تظن بنت فهيد وراء المناقصة
الوليد بتقليل من شانها / تخسي حدها تنابح وناكلها التبن،
الى وراء المناقصة واحد عارف تحركاتنا ودارسها
واحد عارف كل اسرار جدي
لاهوب بتخمين / ما دري ما طرى في بالي غيرها
خاصة انها مسخرة فينا وفي فلاح

الوليد بعدم اهتمام / خلها منك سفيه بس مصيرنا نعرفه اهم شيء
جدي لا يشم خبر لين نخلص المزاين على الأقل الوارد مسيوم
بخمسه مليون يعني فيه تعويض للخسارة ولو كان بسيط ...

،
،
،

دفعت باب البيت لتصرخ بصوتً عالي لتلفت انتباه فهيد
والذي كان يسحب رفعة من أعلى الدرج مغلغلً اصابعهُ
بين شعرها وعند وصوله لأخر الدرج دفعها بقسوةً على
الأرض وبقايا شعرُها بين يداه حاولت نوره التدخُل ومنعهُ
نوره بصوتً باكي / فهيد حرام شوفة تكفي خلها تكفي
دفعها فهيد بكل قساوةً وبصوتً ملئ بالحقد / فارقي من وجهي
لا والله أخليك منشلة طول عمرك وصرخ بصوتً عالي فارقي
تراجعت نوره خطوتين للخلف من الخوف
وبعينين تكدحُ من الشر الكثير تذكر فهيد موضوع
ليتقدم ناحية نوره كالوحش حاولت التراجع أكثر
ولكن لم تستطع ليُمسكها فهيد ويسحبها وهو يغرس أصابعهُ
في خصرها النحيل متجاهلاً صراخات الألم التي أطلقتها
وبغضبً ثائرَ يتضح من ملامحهُ / وش جابك طلقك الكلب
نوره بخوف / لا بس جيت أسلم علي ابوي
لتصرخ بصوت عالي / اجعتني اه
راجح بقلة حيلة / خل البنات منك يا رجال أمرضتني معك
فهيد يرفعُ يدهُ للأعلى / قسم بالله لأخذ
الأرض لو اذبح عياله واحد واحد وما تزوجت بنته حبا
في نسبه العم الحرامي بس والله لأقهره فيها
نوره بصدمةً وهي تُشاهد رفعه والتي تحولت ملامحُها
الجميلةُ الهادئة الى ملامح ملئيهً بالجروح
نوره اجهشت بالبُكاء / فهيد عمي عطي ابوي الفلوس ترضي بفلوس حرام
فهيد يُزمجر / أي دافعي الخير لك ولرجلك وش ضارك
عاد بكُل جبروتً وقوةً وهو ينظر الى رفعه والتي بدأت بفقد عقلها
ليدفعهاَ بقدمه جانباً ويتجه لنوره ويسحبها بكل قسوةً
للأعلى فقد كان يفوقها بالطول وبصوتً انتفضت رعبً منه/
الكلب سويطم دخل عليك والا للحين
انعقد لسان نوره لم تستطع الرد وبصوتً غاضب أردف /
دخل عليك والا لا ردي لا يكون حامل بعد
والله إذا حامل لأحرق قلب سويطم الكلب والله ما اخلي له ذرية
راجح بصوتً عالي / خل البنت منك وش تبغي منها

تائهون إلى أن يشاء الله حيث تعيش القصص. اكتشف الآن