كانت تقف فى شرفة حجرتها لتجد إحدى العاملين فى خدمة التوصيل يحضر طعاما ويستلمه منه قاسم
لم تمر دقائق حتى وجدته يضع الطعام على إحدى الترابيزات أمام حمام السباحه فى الحديقه الاماميهليرفع رأسه لها وكأنه يعلم أنها تقف فى الشرفه ويشير لها بالنزول لتنصاع له وتنزل لتجلس على إحدى مقاعد التربيزه أمام الطعام
كان وجهه هادئ لا ينم عن كونه قد يحمل اى ضغينه أو غضب بداخله منها
بدء بالحديث وكأنه أراد أن يرفع عنها الحرج
قاسم .انا جعان جدا
وبدء بتناول طعامه لتفعل مثله لقد كان الطعام شهى للغايه
أنهوا طعامهم ليقول قاسم
قاسم .هقوم اعملك شاى معايا
لقد نظرت له و لبساطته فى حقيقة الأمر لم تستطيع أن تخفى اعجابها بكل تفاصيله فبقدر كونه احيانا جاد وصارم إلا أنه حقا أيضا رائع .....
تشعر بالخجل من زاتها كلما تتذكر استسلامها له أمس فبالرغم من كونه كان قاسيا فى بادئ الأمر إلا أنه تحول لأكثر رجل رومانسي فى العالم فى لحظات وجعلها تتوق لأن تبقى داخل أحضانه للابد بدلا من رفضها له فى بادئ الأمر.
عاد سريعا ليجلس ومعه كوبان من الشاى وبعضا من السكر
أمسك بكوب الشاى الخاص به ووضع به السكر الذى يحتاجه ومن ثم أمسك به وجلس بأريحية ونظر لها نظره لم تفهمها ولكن على ما تعتقد بها بعضاً من التحذير
قاسم.انا سامعك ياقمر.....احكى
نظرت له نظره جانبيه وسحبت نفس عميق أرادت أن تحكى له كل شئ ولكن تشعر من داخلها أن هناك ما يمنعها من أن تخوض فى تفاصيل علاقتها بيوسف. ولكن صوته الذى يتنافى مع عيناه المحذره
قاسم . احكى كل حاجه من غير خوف أو كدب وخليكى واثقه انى مهما عرفت منك عن طبيعة علاقتكم مش هيكون رد فعلى اسوء من انى اكتشف حاجه بنفسى
بلعت غصه فى حلقها وتكلمت ببساطه
قمر. حكى لك
هز رأسه وكأنه استشف مصدقيتها
قاسم.احكى ومتخافيش
قمر.الموضوع ابتدى معايا من زمان اوى من ساعة ماشفت سيادة الرائد اللى هو المفروض ابويا بيضرب ماما ويرجع يعتذر لها بعد اذيته ليها ويقنعها أنه غصب عنه اتكونن فى دماغ صوره سيئه عن الرجاله
كنت متخيله أنه كل ما يكبر كل ما هيتغير وقد كان بس للاسف كان بيتغيى الاسوء وفى يوم من الأيام مسك ايد امى قدامى وكسرها فضلت تصوت وتصرخ من شدة الالم وتبص لى وتقولى لو مكنتيش موجوده عمرى ما كنت هبقى مع واحد زيه
كبرت وكبر معايا الإحساس بالذنب ولما كملت اربعتاشر سنه بابا مات كان اترقى وبقى لواء ومفيش كم شهر ومات،ولان ريماس متجوزه صغيره
وبابا كان اكبر منها معرفش بكم سنه بس مش بسنبن قليله أتقدم لها عرسان كتير وخصوصا انها جميله جدا بس بردوا كان رد فعلها إنها مش هتتحوز علشان احساس الذنب فضل يكبر ويكبر معايا بقيت بسمع كل كلامها فى كل حاجه بس للاسف وتحولت لشخصيه مسيطره لأقصى الحدود ابتديت اتخنق واعترض على تحكماتها يمكن ومنكرش أنها كانت دائما على حق بس طريقتها بتخنقنى
مرت الايام واتعرفت على ادهم اللى هى اكتشفته بسرعه غير عاديه وقالت لى دا عصبى وهيكرر مأساتى مع ابوكى اقتنعت بكلامها يمكن الأول كنت معارضه بس لقيته انسحب ببساطه ومفكرش يتمسك بيا وقتها قل فى نظرى اوى واقتنعت أن ريماس على حق فى الوقت دا انت ابتديت تظهر فى الشغل ولما كنت بحكى لها لقيتها مقتنعه بيك جدا
وفى يوم انت زهقت لى علشان احمد كان جنبى على المكتب حقيقى وقتها لما قررت أن تسبب شركتك مش بس كنت عايزه اسيب الشركه واهرب منك كان نفسي اهرب من الدنيا كلها كان نفسي اهرب من تحكمات ريماس ومن تحكماتك اللى بدون اى وجه حق
فقررت تانى يوم من مشكلتك معايا أنى اروح الشاليه بتاعنا اللى فى الساحل
رحت وبمجرد ما قعدت على الشاطئ قبلت يوسف والغريب فى الموضوع انى اول مره احس من مش خايفه اتعامل مع حد غريب عنى يمكن لانه ببساطه قالى انه هربان
قضيت معاه وقت لطيف كان انسان محترم اوى وفى نفس الوقت مرح جدا مكنش مخيف ولا غامض (صمتت قليلا ثم أكملت)
انا تقريبا كنت عايشه حياتى كلها فى توتر ياانما خلافا بين بابا وماما ياانما احساس بالذنب لانى كنت السبب فى أن ماما تفضل مستحمله قسوة بابا الله يرحمه وكنت السبب كمان فى أنها ترفض كل العرسان اللى بيتقدموا لها
ياانما احساس الخنقه من تحكمات ماما فى اصحابى وحياتى واختياراتى
كنت اول مره احس فعلا انى بهرب وفعلا كان هروب لطيف اول مره كنت بضحك اوى ومن قلبى كنت مع يوسف معرفش مقدرش اقول انى حبيته لانى مقضتش معاه غير كم يوم فعلا كاصدقاء وبينا كل احترام بس تقدر تقول حسيت معاه براحه نفسيه غير عاديه
عرفنى أنه متجوز وعنده اولاد ...
على الرغم من انى للمره التانيه باكدلك انى مكنتش بحبه بس اتضايقت ومنكرش انى اتمنيت انى أقابله فى وقت وزمن غير الزمن يكون ليا ودا مش لانى بحبه دا لانى قدرت احس معاه بسعاده وانطلاق انا عيشت طول عمرى محرومه منهم
(نظرت بعيدا عنه واكملت)
على فكره انا حكيت لك عنك وكان رايه انك محتاج فرصه واتفقت أنا وهو قبل ما ترجع أن علاقتنا هتفضل صداقه وبس
منكرش انى احيانا كنت بتمنى أننا نكون غير كدا بس فعلا مكنش ينفع .....
(بلعت غصه فى حلقها عندما لفت برأسها ونظرت فى عيناه لتجد بها اشتعال ثم أكملت بمصادقيه )
سمعت لنصيحته وحاولت اديلك فرصه وصدقنى انت فزت بالفرصه
( وبعد أن أصبحت اوتار يده مشدوده على عضلاته واوردة رقبته تنتفض بجنون مما يدل على انفعاله الشديد جلس بأريحية مجددا وبرقت عيناه ببريق من السعاده بعد أن اعتدل فى جلسته وبالتالى لاحظت هدوئه لتأخذ نفس عميق وأكمل كلماتها ببعض الخجل)
انت عارف ان الاول كان بنا خلاف بس مش عارفه يمكن لما اتعاملت معاك اكتر وابتديت أشيل هاجس الخوف منك حسيت بإحساس مختلف معاك
(صمتت قليلا من الخجل ولكنها أكملت بصوت أكثر انخفاضاً وكأنها لاتريد أن يستمع لها)
احساس ما حستهوش لا مع ادهم ولا يوسف
وعلشان نقفل موضوع يوسف واللى انت سمعته فانا بجد مش مسئوليه عن مشاعره ليا على الأقل فى الوقت الحالى
كتير كنت بفكر كلام ريماس ولاول مره اقتنع بيه لما قالت لى انك هتقدر تخطف قلبى من وسط الناس اللى مفروض ميكونوش فى حياتى سواء ادهم أو يوسف......
أنهت كلماتها وتنهدت وهى تهرب بعيناها بعيدا عنه
أبعادا فى جلسته ويمسك يمينها ويقف فجأة ثم يسحبها إليه ويحتضنها
وكأنه حقا والآن فقط فاز بها ......
ثم ابتعد بعدة عدة دقائق بعد أن أغمضت عيناها فى حضنه و تأكدت أن السعاده الحقيقه لم تكن يوما مع يوسف وانما فى هى فى احضان قاسم......
قاسم.انا بحبك اوى ياقمر ويلا
ابتسمت بخجل وقالت له
قمر .وانا كمان ياقاسم
قاسم.يلا بينا أحنا هنرجع المنتجع وهعيشك احلى ايام حياتك.....
وصعد كلاهما الحجره لتغير ملابسهم ومن ثم أخذ حقيبتها الذى أتى بها فى الامس وغادروا عائدين للمنتجع
تحركت سيارتهم وخلفها تلك السياره القابع بها أحدهم لمراقبتهم
فى حقيقة الأمر لم ينتبه قاسم لتلك السياره التى يعرف صاحبها جيداً
اما عند نور ويوسف فلقد أخذ يوسف تصريح بمغادرة المستشفى
كانت نور تقود سيارتها وهو يجلس بأريحية على مقعده بجانبها
يوسف.شكرا يانور انا تعبتك معايا
نظرت له نظره جانبيه وارتسمت على شفتاها الجميله ابتسامه ساخره
لقد تأذت مشاعرها بسببه كثيراً ولكنها فى نهاية الأمر تحبه رغم كل شئ
اما هو فعبس بوجه عندما لاحظ ابتسامتها الساحره واستنتج أن هناك أمرا ما بعلاقتها قبل الحادث
أراد أن يسألها ولكنه عدل على أن يفعل ذلك .
نور .على فكره انت عندك أطفال عمرو ومريم
ابتسم بسعاده وهو يكتشف حياته التى لا يذكر عنها شئ
نور .على فكره انت دكتور اسنان وانا زيك دكتوره
يوسف.حلو وبنشتغل مع بعض ولا لا
نظرت له نور كم تمنت كثيرا أن يعملوا سويا ولكنه كان يضع الاعذار التى ليس لها اى صحه من الواقع فلقد كان يطلب منها أن تغلق عيادتها الخاصه تتفرغ للمنزل وله وكانت هى بالمثل تطلب منه أن تعمل معه فى عيادته ساعات قليله ولكنه كان يعترض على الفكره
يوسف.هاه بتشتغل سوا
نور .لا
يوسف .ليه
لا تعلم لما شعرت بالغضب يزداد بداخلها وشعرت بالضيق الشديد
نور .لانك انت اللى كنت رافض
عبس مجددا فمن المؤكد لا يوجد سبب يجعل زوجا يرفض أن تعمل زوجه رائعه مثلها معه إلا إذا كان يغار عليها على سبيل المثال
يوسف.ايه كنت بغير عليكى مثلا فمش عايز يعانين يشوفوكى ولا ايه
نظرت له غير مصدقه لما تسمع منه من كلمات ثم اكمل مشاكسا بطريقه احبتها وجعلت الغضب يقل بداخلها
يوسف.ولا يمكن كنت خايف العينين يسبونى ويروحوا يكشفوا عند الدكتوره الاموره اللى اسمها نور
اطرقت برأسها بمعنى لا ليشعر أنها سئمت هذا الحوار
وصمت ليدخل معها فى الشارع الذى يسكنون به
لقد نزلت من السياره وفتحت له الباب واعطت له هذا العكاز فى إحدى يده وساعدته فى الخروج من السياره لتضع يده الأخرى حول كتفها
نور .يلا بينا أسند عليا متقلقش
نظر لها يالله كم هى رائعه كيف لى أن انسي تلك الملاك المنير كاسمها نور
لفت برأسها لتجده ينظر لها بهيام
بلعت غصه فى حلقها ودق قلبها بجنون
ياليت هذا الحادث وقع له منذ زمن لترى تلك النظرات بعينيه ابتسمت له بتلقائيه ردا لتلك النظرات الرائعه ليبتسم هو الآخر لها.....
صعدوا معا لمنازلهم ليجدوا كل من عمرو ومريم يقفزون أمامهم فرحت بعودتهم
لقد استنتج أن مريم ورثت جمالها من نور ليبتسم لهم ويشعر بالانتماء لهم
كيف لى أن انسي واقعا رائعا كهذا ياليت لم يقع لى هذا الحادث اللعين الذى لا اتذكر عنه شئ
هكذا كان يفكر بينما تنظر له نور غير مصدقه ما تقرأ فى ملامحه وتلك السعاده التى لم تراها فى عينيه يوماً
هل كان من اللازم أن ينسي شهد ليصبح بتلك السعاده.....
تتبع
أنت تقرأ
مالك القمر
Romanceعندما تنقلب حياتها رأسا على عقب بعدما استقرت نفسيا بعد معاناه بسبب زواجها من شخص لم تعرفه يوما وبعدما اقنعت نفسها انه لا مفر منه لتكتشف أنه شخص مختلف تماماً عن ما كانت تعتقد وأنها فى مشكله بسببه مع اقوى وادهى رجلين فى الدخيله بعد أن تسبب زوجها فصلهم...