مالك القمر

السادس والثلاثون

ولاول مره ينقبض قلبه لرؤية احداهم تبكى وخاصتا أنه يشعر كثيرا أنها كالطفله حتى طريقة بكائها وصوت شهقاتها التى تعلو قام من مكتبه واقترب بمنديل وحاول أن يمسح وجنتيها لتبتعد وتصرخ كطفله
سلمى.انا عايزه بابا
ادهم.على حد علمى انك كلمتيه وبيتهى لى أنه زمانه جاى ممكن توقفى عياط وانا اوعدك انى هطلعك منها بس تسمعى كلامى
هزت رأسها بالموافقه
سلمى.هسمع كلامك بجد بس ارجوك عايزه امشى من هنا مش انت بردوا صاحب بابا خلينى امشي
ابتسم بسخرية وعاد ليجلس على المقعد المقابل لمكتبه ثم أشار لها أن تجلس أمامه
ادهم.لما يجى العزاز باشا الاول نبقى نشوف
لم تمر دقائق كانت قد هدأت قليلاً لتجد والدها يدخل إلى مكتب ادهم
وعند رؤية العزاز لادهم فهم أن ابنته قد وقعت فى فخ من صنع هذا الوغد

كان هادئ عندما تحركت سلمى بهلع لتختبئ فى حضنه وللحظات تمنى ادهم أن يكون مكان العزاز وتحتضنه تلك الصغيره بنفس الطريقه
اقترب العزاز من إذن ابنته المختبئة فى أحضانه
العزاز.اهدى ومتخافيش
ابعد العزاز سلمى عن أحضانه واقترب من مكتب ادهم الذى يجلس على مقعده بوقار وعيناه ساخره

العزاز .خير ياسيادة الرائد
ادهم.خير أن شاء الله شنطة بنتك كان فيها كيس بودره
العزاز.بودرة ايه انا بنتى مالهاش فى الكلام دا
وقف ادهم وأشار بيده لعزاز بأن يجلس معه على اريكه فى أقصى يمين حجرة مكتبه ليتحرك معه العزاز
جلس كلاهما على نفس الاريكه ليتكلم العزاز
العزاز.بتدخل بنتى ليه فى لعبتك ياادهم المفروض اللى بنا دا بين راجل وراجل ولا ايه
جلس ادهم باريحيه على الأريكة وقال له
ادهم.مش انا اللى دخلت بنتك فى اللعبه انت اللى عملت كدا لما فكرت تحطها فى طريقى
العزاز .ايه اللى انت بتقوله دا انا عمرى ما ادخل بنتى فى لعبه زى دى
ادهم.يعنى بنتك دخلت المطعم اللى بكون فيه انا وأمجد يومياً صدفه لا ودلقت عليا القهوه بتاعتها صدفه لا والأغرب بقى أنها خبطت عربيتى اللى راكنه قدام المحل بالصدفه
لم يصدق العزاز ما يسمع أن كل هذا حدث وهو مجرد صدفه لا بل إنه حدث لان حظ العزاز وابنته عاسر
تكلم العزاز بتوتر فمن المؤكد أن كانت البودره التى تم دسها فى حقيبة ابنتها مخدرات فمن المؤكد سيكون موقفها صعب
العزاز.اقسم بالله انا معرفش حاجه عن كل دا وان اكيدا كل دا صدفه
ادهم.ممكن بردوا بس انا هستغل الصدفه دى
العزاز.البنت ملهاش دعوه بحاجه ومش معقول لانك مش لاقى حاجه عليا فتعمل كدا فى بنتى
سأل ادهم بدهاء
ادهم.هو ايه كدا دا اللى انا عملته فى بنتك
العزاز. انك تسجنها مثلا
ادهم .انا مش هسجنها
ضاقت عين العزاز وبدء الدم يتدفق فى وجهه حتى أن وجهه أصبح لونه احمر قاتم
العزاز.انت عايز ايه هات من الاخر
ادهم.انا مستعد بمكالمه منى لحد جوا المعمل الجنائى اخليه يبدل كيس البودره اللى كان مع بنتك بكيس دقيق أو حتى سكر
العزاز.وايه المقابل
نظر ادهم لتلك الصغيره التى تنظر لهم بترقب ومن المؤكد لاتسمع حوارهم لأنهم يتكلمون بصوت خافت كما أنهم بعيدون عن المكتب التى تجلس عليه
ادهم.اتجوزها
وقف العزاز منتفضا عند سماع المقابل لحرية ابنته
العزاز.انا اجوز بنتى ليك انت
ادهم.بيتهى لى هكون احسن لها من أنها تترمى فى السجن لحد لما شعرها يبيض
جلس العزاز مجددا فهو يعلم أنه يجب أن يجاريه لتحرير ابنته
العزاز.انا موافق
ابتسم ادهم بثقه جعلت العزاز يشعر بالاختناق
ادهم.كويس اوى ( ومسك هاتفه ) انا هتصل بالمأذون نكتب كتابنا وبعدين خلال ساعات هيكون فى امر بالإفراج عنها
العزاز.لا كدا كتير اصبر لما تروح بيتها اكيدا مش نكتب كتاب بنتى فى القسم
ادهم .اهدى كدا يا عزاز باشا وخصوصاً انى هعملها فرح يليق بيها وبأبوها بس بعد ما تتطلع من القضيه دى
ثم ترك هاتفه
ادهم.او براحتك
بلع العزاز غصه فى حلقه
العزاز.طيب ادينى فرصه اكلمها انا واقنعها
ابتسم مجددا ادهم
ادهم.لا سيبهالى انا هقنعها
نظر له العزاز بحقد شديد ومن ثم قام ليقترب من ابنته وقال لها بجانب اذنها
العزاز.اهدى واسمعى كلامه اللى عايز يقولهولك
سلمى.بابا انت رايح فين
العزاز.انا واقف بره خمس دقائق وهرجعلك
تركها العزاز ولاول مره تشعر فى بعده بهذا الهلع نظرت لهذا الوسيم الذى زادت معه الصدف فى تلك الايام السابقه
ولا تعلم سببا لانقباض قلبها وعدم قدرتها على منع دموعها من أن تنزل مجدداً
هز ادهم رأسه بياس عندما رآها تبكى مجدداً
ليقترب منها بهدوء وامسكها من كتفها وتحرك معها إلى أن جلست على إحدى المقعدين المواجهين لمكتبه وجلس هو على المقعد الذى أمامها
يرى أمامه طفله ولو أقنع والدها بزواجهم إلا أنه ولاول مره يخشى شيئا وما يخشاه الان هو أن رد فعل تلك الصغيره الساحره
تكلم بصوت جاد بعد الشئ
ادهم.ممكن توقفى عياط علشان نعرف نتكلم
توترت لصوته الجاد الذى يليق عليه كثيرا فسحب منديلا من على مكتبه ومسحت دموعها ولكن خلال ثوان تجمعت الدموع مجدداً فى عيناها مما جعلها تمسح عيناها بقوه أمامه حتى لا تنزل دموعها
لقد احمرت وجنتيها وأصبح شعرها مشعث قليلاً
ادهم.بصى لى
نظرت له بعيناها الرائعتين
سلمى.هو حضرتك هتساعدنى
ادهم.طبعا
ثم ضغط على زر لياتى له العسكرى
ادهم.تشربى ايه
سلمى.ميه
ادهم.هات اتنين ليمون وكوباية ميه
لا تعلم لما شعرت بالاطمئنان قليلا وأنه لربما حقا ينقذها
سلمى.صدقنى حضرتك انا معرفش اى حاجه عن الكيس اللى كان فى الشنطه بتاعتى
ادهم.حضرتك
عبست بوجهها فلم تفهم إلى ما يرمى لتتكلم ببراءه خطفت قلبه
سلمى.طيب تحب اقولك سيادة الرائد اسفه أنا اصلى اول مره اتكلم مع ظابط
ضحك فبرائتها وتلقائيتها جعلته يريد أن يأخذها ويهرب بها
هز رأسه بالنفى
ادهم.عايزانى اساعدك
سلمى.طبعا
ادهم.بصى لو انتى مراتى محدش هيقدر يحبسك
ما هذا الهراء الذى تسمعه الان من زوجة من فعبست بوجهها غير مصدقه ما تسمع فبقدر رؤيتها لوسامته ووضعه إلا أنه يتعامل مع المجرمين ومن المؤكد سيكون ذو طباع حاده فيكفى أنه بمجرد أن قال لها أن توقف البكاء بصوت جاد خافت وكتمت دموعها
هزت راسها بهلع
سلمى. بس انا مش عايزه اتجوز وانا معرفش انت مين اصلا
ادهم.بس انا اعرفك كويس
إذن أنه يطلبها للزواج اى هراء هذا أم أن من سخرية القدر أن تتزوج بتلك الطريقه الجنونيه هل يكفى أن تتزوج شخص هو فقط الذى يعرفها إذ كان حقا يعرفها كما يقول فهو فى كل الأحوال صديق والدها على ما تعتقد ومن المؤكد لا يعلم عنها أو عن طباعها المتهوره شيئا
سلمى .بيتهى لى مش كفايه
ادهم .خلاص براحتك انا كان نفسي اساعدك
لم تحتمل أن تتخيل أنه لن يساعدها
سلمى. طيب مفيش طريقه تانيه تقدر تساعدني بيها
هز رأسه بالنفى وهو يلف ليجلس على مكتبه أصبح وجهه جاد مخيف لها ومد يده وضغط على زر ليطلب من العسكرى الدخول
للتتوتر وتقول له
سلمى.طيب استنى استنى انا موافقه متخليهوش ياخدنى
نظر لها بأعينه الرماديه الحاده التى وبقدر إعجابها بلونهم بقدر خوفها الان فكيف تصبح زوجه لشخصا لم تعرفه يوما
كانت نظرته بها الكثير من الانتصار
ادهم .شاطره انتى بنوته شاطره
ثم امسك الهاتف واتصل بالمأذون
جلس أمامها بعد أن أمر العسكرى من خلال جهاز الإرسال أن لا يسمح بدخول أحدهم
مما جعلها تشعر بالخوف كانت تدعو إلى الله أن لا يخذلها وان يمر هذا الموقف العصيب
كان يعرف اجابه اسالته ولكنه أحب أن يسمعها منها
ادهم.انتى عندك كم سنه
سلمى.عشرين ولسه مخلصتش الكليه
ضحك ادهم
ادهم.هتكملى دراستك عادى متخافيش
سلمى .هو انا هخرج من هنا
لقد كان سؤالها بالنسبه له يدل على برائتها
ادهم.طبعا هو انا ينفع اسيب مراتى تبات فى القسم
بلعت غصه فى حلقها اى زوجه يتكلم عنها هل هو احمق كانت عيناها الزرقاء دامعه وهزت راسها بطفوليه وهلع
سلمى.مرات مين حضرتك
ضحك ادهم وأشار بأصبعه عليها ثم وجه إصبعه على نفسه
ادهم. انتى مرات حضرتى
فتحت فاها وكأنها لم توافق منذ لحظات عن كونها ستكون زوجته وزادت نظرات الهلع
سلمى .هو انت مش المفروض هتطلقنى يعنى بعد ما تساعدنى واخرج من هنا يعنى اكيدا حضرتك مش هتجوز بنت متعرفهاش وخصوصا أن كمان هى متعرفكش
هز رأسه بالنفى
ادهم.اللى انتى متعرفهوش أن انا اعرفك كويس وغير انى انا مش هطلقك
وقفت منتفضه وكانت تنظر لعينيه المليئه بالثقه وبدءت فى البكاء مجدداً
تنهد ثم قال بهدوء لم يعتاد عليه يوما لربما لانه لا يستطيع أن يتعامل مع تلك الطفله التى أمامه بأسلوب قاسي
ادهم.اهدى بس كدا واقعدى اولا انا عندى ٢٧ سنه يعنى مش كبير اوى ولا الفرق بينى وبينك كبير ثانيا انا معجب بيكى من اول مره شفتك فى المطعم ثالثا انا مستعد اعمل اى حاجه بس انك تكونى معايا وصدقينى مش هتندمى
لاول مره تستشعر صدق أحدهم وتعجب بطريقته فى إبداء إعجابه بها فلقد كان الجميع يتغزل بها قبلا فقط لمظهرها وجمالها أما هذا فطريقته بها وقار تعجبها
عادت لتجلس بهدوء بعد أن مسحت دموعها
ادهم.شاطره
وقبل أن يكمل كلماته دخل المأذون ليأمر العسكرى بدخول العزاز والذى كانت عيناه بها انكسار لم يراه ادهم قبلا ولا يعلم لما شفق عليه اقترب من اذنه وقال بصدق جعل العزاز ينظر له بترجى
ادهم.اوعدك انى عمرى ما هأذيها وانى هحميها بروحى وبجد لو كنت واثق أن فى اى طريقه فى الدنيا تخلينى ارتبط بيها غير دى مكنتش هعمل كدا