السابع والثلاثون

2K 48 2
                                    

وضع إصابعه على رقبتها ليجس لنبضها ولقد عاد نبض قلبه للعمل مجدداً عندما تأكد من كون قلبها مازال ينبض امسكها وضمها لصدره وهو ينادى باسمها
قاسم.قمر فوقى .....
أعاد راسها على المنضده مجددا وانتفض ليتصل بطبيب صديقا له لياتى فى اقل من ساعه والتى مرت عليه وكأنها دهرا فكيف تغيب عن الوعى ،ماذا حدث لها ،هل لأنها لم تأكل لفتره طويله ،هل هى مريضه بشيئا ما ،هل هى ستكون على مايرام ،وكيف له أن يتركها قرابه اليومين ،كم كان احمقا ليهملها ولكنه فى حقيقة الأمر لم يقصد إهمالها أكثر من كونه كان يريدها أن تهدء فهو يعلم جيداً أنه خطأ فى حقها ولكنه كان من الواضح أنه لابد وأن يصلح ما فعله بالتقرب منها وليس بتركها وحدها لتهدء
كان يشعر بدوار شديد من الضغط والقلق
كم هو احمقا ظل يردد هذه الاسئله فى عقله إلى أن أتى الطبيب عمرو وهو صديقا له منذ الطفوله ولكن لطبيعة عمله فهم يتقابلون قليلا
دخل عمرو ليكشف على قمر وقام بتعليق بعض المحاليل لها لقد كان ينظر لقاسم نظرات جانبيه لم يراها قاسم قبلا فى عين صديقه انتهى من الكشف وتعليق المحاليل لها ومن ثم أشار لقاسم إن يتقدمه
قاسم.طمنى ياعمرو
عمرو .اطمنك اللى هو ازاى يعنى اولا لازم تعمل تحاليل ونطمن عليها ثانيا بقى ضغطها وسكرها قليلين يعنى واضح انها مأكلتش بقى لها كذا يوم بصراحه دا اهمال منك قبل ما يكون منها
بلع قاسم غصه فى حلقه فلقد كانت كلمات عمرو كفيله بجعل قلبه يعتصر ألم من تأنيب الضمير
قاسم.طيب تحاليل ايه هى ممكن تكون عيانه
عمرو.معرفش التحاليل هتوضح كل حاجه
ثم نظر له وأكمل
عمرو.اهتم بمراتك يا صاحبى
قاسم.طيب هى هتفوق امتى
عمرو.المحلول اللى متعلق لها يخلص وبعدين تفوق باذن الله عمتا انا هنتظر معاها لحد مانطمن
شعر قاسم بالامتنان لعمرو

لم تمر ساعه حتى بدءت بفتح أعينها اخر ما تتذكره شعورها بدوار شديد وهذا الظلام الذى كانت تحاول الخروج منه ولكن دون جدوى
شعرت بوخز فى يمينها لتعتدل وتنظر لمصدر الالم اولا لتجد يدها معلق بها محلول
فتنظر حولها متسأله لتجد وجه شخص لم تعرفه وبجانبه قاسم يتوجه إليها ويبدو عليه الهلع
اعتدلت فى جلستها ليقترب منها قاسم ويضع خلفها منضده لاول مره منذ أن عرفت قاسم ترى فى عينيه نظرات الخوف
هل حقاً يحبها
قاسم.حاسه بأيه
قمر.دايخه
اقترب منها عمرو
عمرو .حمد الله على سلامتك يا مدام قمر ياريت تاخدى بالك شويه من اكلك
جلس بجانبها عمرو وقاس لها ضغط الدم وسكر الدم وتأكد أنها أصبحت حالتها اقل خطوره
عمرو.هكتب لك على بعض المقويات وياريت تهتمى باكلك
هزت راسها بهدوء
كانت عين قاسم معلقه على أعينها
وبمجرد أن غادر عمرو
قاسم.حمد الله على سلامتك ياقمر
نظرت له بأعين غير مقروءه
آية سلامه يتكلم عنها هذا الاحمق
فهل سلامتها أن تستعيد وعيها بينما قلبها فى عداد الموتى
الم يستطيع أن يرى ان جرح قلبها منه ينزف
أنه لم يكتفى فقط بجرحها والتقليل منها إنما اهملها كأنها إحدى الممتلكات والتى بمجرد أن حصل عليها تركها فى إحدى الأركان
لم يهتم بدموعها منذ يومان لم يهتم حتى بأن يتناقش معها لم يبدى اى مجهود فى الدفاع عن نفسه هل لتلك الدرجه هى ليست مهمه بالنسبه له
أنها هى حقا الحمقاء فى هذه الروايه
تكلم بصوت مختنق افاقها من شرودها
قاسم.قمر اوعى تعملى كدا فى نفسك تانى انا مقدرش أتخيل انى اعيش من غيرك أو بعيد عنك
تكلمت بصوت متعب بالكاد يسمعه
قمر.وكنت فين بقالك يومين ما انت كنت بعيد
قاسم .حبيت اسيبك تهدى لانى ببساطه حسيت بغلطى
أرادت أن تسأله هل يصلح الخطأ بالخطأ ولكنها اكتفت بنظراتها الغير مفهومه بالنسبه له ثم أدارت وجهها بعيدا عنه
قاسم.قمر بجد انا اسف ....قمر انتى عارفه انى بحبك
قمر .انا مش عارفه اى حاجه غير انى مش قادره اثق فيك تانى
لم تكن عدم ثقتها به فقط لأنها خذلها بأسلوبه ولكنها أيضا لا تعلم شيئا عن علاقته بهذا المدعو العزاز
كانت كلماتها البسيطه بالنسبه له مؤلمه للغايه فكيف لها لا تثق بمن يعشقها.....
هز رأسه باستسلام غير معهود لها وشعرت بجانب نظرات الخوف نظرات انكسار بعينيه لم تراها يوما حتى أن قلبها دق بحنو عليه لانكسار نظراته
غادر بهدوء صدمها هل سيتركها مجدداً دون أن يدافع عن نفسه ولكنه عاد بعد دقائق بصحون بها طعام على تربيزه متحركه دخل الحجره واغلق الباب لقد رأت بعض العلب للادويه والتى من المؤكد أن الطبيب هو من أوصى بها
جلس أمامها ووضع صحن به طعامها على قدميها وبدء يحاول أن يطعمها حيث أخذ الملعقه الممتلئة بالطعام ورفعها بالقرب من فمها
هل سيناولها الطعام فى فمها لم تفعل ريماس ذلك منذ أن كانت فى الثالثه من عمرها
نظرات عينيه المليئه بالعديد من المشاعر المختلطه والتى أصبحت غير مفهومه
قاسم .يلا قمر كلى....... لو سمحتى اى حاجه مضيقاكى تنسيها دلوقتى وكلى
استجابت له وبدءت فى تناول طعامها بهدوء ولانها لم تأكل منذ يومان فبدءت تشعر بشغف للطعام وخاصتا أنه احضر لها اللحم المشوى والأرز الذى تحبه كثيراً
اكلت حتى شعرت بالامتلاء
ومن ثم ناولها الدواء
بعد أن أنهى ما كان يفعله نظر لها نظره مليئه بالعناية وقال بهدوء
قاسم.على فكره ياقمر انتى لو كنتى بتحبينى كان زمانك قدرتى تميزى اذا كنتى المفروض تثقى بيا ولا لا
ثم قام بعد أن ازال صحن الطعام ووضعه على التربيزه مجدداً
قاسم.حاولى تنامى وتريحى وبلاش ننزل بكره الشغل خلينا يومين كدا حالتك تتحسن وبعدين ننزل
غادر بهدوء شعرت بفراغ كبير حولها بما غادر الان الم يبقى معها هل اكتفى باطعامها كتأدية لواجبه عليها الم يهتم بكونها قد تحتاج إليه .....
اما عند سلمى التى كانت تشعر بالهلع لمغادرة والدها القسم وتركها مع هذا الرجل ذو العيون الرماديه الحاده التى شعرت للحظات أنهم ملك للشيطان
لف ادهم لها لتتحول أعينها الحاده بأعين هادئه بها نظرات عطوفه لتلك التى تقف بهلع يخص فقط الاطفال
ادهم.خايفه ليه كدا محدش هيقدر يعملك حاجه تعالى اقعدى
كان العسكرى قد احضر مشروب لها ليمد يده لها فتهز راسها بالرفض
فيترك الكوب ويمسك كوب المياه بدلا من المشروب
ادهم.اشربى ميه ياسلمى
نظرت له وامسكت منه كوب المياه وتناولت المياه
سلمى.ممكن اروح
ادهم.طبعا
وأمسك بمفتاح سيارته وهاتفه وأشار لها أن تتقدمه
لم تفهم كيف ستغادر بهذه الطريقه
سلمى.بجد انا هخرج من هنا
ادهم.سلمى انتى مش عليكى اى حاجه لانى ببساطه بمكالمة تليفون بدلت لك البودره اللى كانت فى شنطتك بكيس دقيق
رغم امتنانها له إلا أن القلق منه ومن نفوذه طغى على مشاعرها
مد يده لتلك التى لم يفهم نظراتها له لتتقدمه ويخرجون من المكتب ثم من قسم الشرطه
كانت ترى العساكر يؤدون له التحيه والبعض ينظرون لها نظرات جانبيه وكأنهم لا يريدونه يراهم وهم
ينظرون لها
خرجوا ليتقدمها ويفتح باب سيارته لها لتركب أرادت أن تفر هاربه منه ولكن من المؤكد لن تستطيع لوجهه الحاد يجعلها مسيره دون أن ينطق بكلمه
ركبت السياره وانكمشت على ذاتها فلقد كانت دقات قلبها التى تدق على طبلة اذنيها تجعل صوت أنفاسها مرتفعا
لاحظ ادهم توترها وصوت أنفاسها المرتفع و الناتج من المؤكد عن خوفها
لف ليجلس بجانبها ومن ثم لف لينظر لها
ادهم.خايفه ليه ياسلمى
وكأن كلماته فتحت بابا لدموعها بابكر وتتكلم من بين دموعها ببراءه
سلمى.خايفه
ادهم.ليه انا طلعتك من القسم
سلمى.خايفه منك انت
ابتسم لبرائتها
ادهم.ليه طيب انا عملت لك ايه علشان تخافى منى
سلمى.معرفش بس جوايا حاجه بتقولى انك.....انك لازم يتخاف منك
نظر لها نظرة عطف لمست قلبها.
ادهم.عمرى ما هأذيكى ولا هخوفك لو هخوف العالم كله
نظرت له بأعين بها أمل أن يكون صادقا وامسكت بمناديل
سلمى.بجد....طيب ممكن تروحنى لبابا
ابتسم بعد أن عبس بوجهه بمشاكسه
ادهم .حاضر بس اعملى حسابك يومين وهاخدك منه
نظرت له مجدداً بهلع
سلمى.ليه طيب
ادهم.لانك هتبقى مراتى يا صغيره
فتحت عيناها بصدمه وكأن من كانت يكتب كتابها منذ ساعات واحده غيرها
مما جعله يضحك بقوه
ادهم. سلمى انتى انكتب كتابك عليا من ساعتين انتى نسيتى
هزت راسها بنفى وأدارت وجهها عنه لتنظر لطريق ليعتدل فى جلسته وقاد السياره عائدا بها لوالدها
لا تعلم كم من الوقت مر عندما وجدت نفسها أمام منزلها وكأن روحها عادت لها لتبتسم بطفوليه

مالك القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن