تحركت لباب حجرتها وادارت مقبض الباب لتنتبه أنها اغلقته بالمفتاح إذن فمن المؤكد أنه لم يدخل من الباب ولم يخرج أيضا من الباب لفت بتوجس لتنظر لباب الشرفه لتجده بالفعل مفتوح أنها تعرف جيدا أنها اغلقته قبل أن تذهب لفراشها
كان الهواء الداخل من باب الشرفه يحرك الستار ومع كل حركه لهذا الستار قاتم اللون ينقبض قلبها خوفها تحركت عدة خطوات لباب الشرفه ومن ثم وقفت لحظات قبل أن تعود للخلف نفس خطوات ثم مدت يدها لتأخذ الصاعق ولكنها انتبهت لوجود ورقه أسفله أمسكت بها لتقرأ ما بها أنه اسمه( امجد يسر الدين)
لما يخبرها باسمه اخذت نفس عميق ومن ثم تحركت مجدداً تجاه الشرفه حاولت أن تظهر الشجاعه والتى لم يتبقى منها شيئا بداخلها فهى تشعر بالهلع وتشعر أيضا أن كل حصونها وقعت
أزاحت الستار سريعاً ودخلت الشرفه بخطوات تجاهد لتكون ثابته
لم تجد احد ولكنها انتبهت لصوت احتكاك عجل سياره أسفل منزلها لتنظر سريعا لتجد سياره تعرفها جيدا فلقد تم نقلها بها للمستشفى من حوالى سبعة أيام عندما خدعت هذا الوغد واقنعته أنها مريضه
لا تعلم كيف وجدت الابتسامه طريقا لشفتيها هل لتذكرها نظرت القلق فى عيناه
ام لانه قرر أن يأخذها للمستشفى رغم أنه اختطفها
أم لأنها ولاول مره منذ أمد تشعر بهذا الامان التى شعرت به وهو يحملها رغم كل شئ
ام لانه يتبعها الان
ولكن انقباض قلبها آفاقها هل سبختطفها مجددا هل هو مصدر خطر هل هو بالفعل تم فصله من الشرطه فقط لسرقة سلاحه كما أخبرها ام لانه له أعمال مشبوه فقد يكون خطر عليها
جلست على حافة الفراش ومن ثم قررت أن تذهب لقسم الشرطه غدا وتقدم بلاغ مجدداً باقتحام هذا الرجل لمنزلها وهى معها الآن اثبات هذا الورقه التى معها
وبالفعل ذهبت للقسم فى اليوم التالى لقد ذهبت لأقرب قسم شرطه كما توقع امجد وبعدما استعاد وضعه فى الداخليه فى غضون أيام واستلم عمله مجددا اتفق مع إحدى الشرطين فى اقرب قسم شرطه لها بأنها بمجرد أن تأتى لتقدم بلاغ فيه يحتجزها ويدعوه لياتى لها
لقد قدمت بلاغ بأن أحدهم اقتحم منزلها وترك ورقه بإسمه
لقد ابتسم الشرطى القابع أمامها وقال
الشرطى.اسمحى لى اسيبك عشر دقائق بس اصل واضح أن الموضوع كبير
بلعت غصه فى حلقها ولا تعلم لما شعرت بالتوتر والقلق
ومر من الوقت اكتر من ثلاثون دقيقه ولم ياتى أحد قررت أن تخرج من الحجره وتسأل على الشرطى الذى قدمت له البلاغ ولكنها اكتشفت ان الباب مغلق من الخارج
شعرت بالاختناق للحظات ماذا يحدث لما انصرف الشرطى ولما أغلق الباب من الخارج وكيف لها لم تنتبه انه أغلق للباب
أخرجت الهاتف من حقيبتها ثم نظرت للهاتف عدة لحظات لا احد لتستنجد به هل تكلم صديقتها قمر ولكنها ماذا ستفعل لها وخاصتا أنها عرفت منها أن قاسم يحتجزها فى منزلها فبعدما هدءت قمر قصت عليها كل شئ...
أعادت الهاتف بايدى مرتعشه مجدداً لحقيبتها
وانتظرت أيضا حوالى خمسة عشر دقيقه فى توتر مبالغ به إلى أن فتح باب المكتب ولكن من دخل لها لم يكن الشرطى الذى حقق معها وانما كان امجد فى زيه العسكرى
بلعت غصه فى حلقها وادمعت عيناها ولا تعلم سببا الان لدموعها و لكن تشعر ولاول مره فى حياتها أنها حقا ضعيفه ولما لا فلتعترف بضعفها الان فيكفى الاختباء وراء قناع الشجاعه
لم تكن تتكلم فقط عيناها عالقه بهذا الذى يخطو خطوات ثابته تجاهها وعيناه تنظر لعيناها بثقه جعلتها تنتفض من الداخل بقوه
جلس وأشار لها بأن تجلس أمامه
لتجلس فى هدوء
تكلم بصوت جاد يتنافى مع موقفه
امجد.قولى لى بقى مقدمه بلاغ فيا ليه
لتفقد السيطره على غضبها وتقف وتتكلم بصوت مرتفع
سيرين.انت بتستهبل صح .....هو انت تدخل بيتى فى نصف الليل زى الحراميه وتسالنى بقدم بلاغ فيك ليه
لمعت عيناه بغضب ارعبها وجعلها تبتلع لسانها لتهرب بعينها بعيدا عن عيناه الغاضبه ليقف ويلف حول المكتب ويقف خلفها يتكلم بصوت هادئ بجانب اذنها يتنافى مع تلون عيناه بالغضب
امجد .عارفه ياسيرين لو ماكنتش فى قسم انا مش تابع ليه كنت عملت فيكى ايه دلوقتى
لفت لتنظر له لتجده مقترب منها لحدا كبير لتبتعد من أمامه
تكلمت بسخريه وكانها أرادت أن تقنعه أنها ليست بخائفه
سيرين.ايه كنت هتخطفنى
هز رأسه بالنفى وعيناه لمعت بمكر جعلها تندم على سؤالها
امجد .كنت حبستك فى زنزانه حبس انفرادى بس للاسف القسم دا ماليش فيه غير الظابط اللى قابلك معرفه.... بس اوعدك لو متعدلتيش وخدتى بعضك ومشيتى من قدامى دلوقتى لاخليهم يحبسوكى هنا بردوا حبس انفرادى ومش هبقى موجود علشان اهتم بيكى لو جالك مغص كلوى هسيبك ليهم يستفردوا بيكى
وغمز لها مشاكسا ومذكرا إياها بأنها ادعت المرض
لتبتلع غصه فى حلقها وتأخذ حقيبتها وكادت أن تنصرف من أمامه بسرعه البرق إلا أنه وصل للباب ومد يده ليغلقه وقال لها
امجد.ابقى اقفلى البلكونه كويس علشان الهوا ممكن يجيب لك مغص
وابعد يده لتفتح الباب وتخرج سريعاً
لم تنظر خلفها إلى أن غادرت قسم الشرطه ركبت سيارتها وبمجرد أن أغلقت باب سيارتها بكت بصوت مسموع
فى حقيقة الأمر أنه لم يفعل بها سوء الان ولكن احساس أنها خائفه منه يقتلها فهى لم تعتاد على مشاعر الخوف لقد كانت تحصن نفسها دائما ولكنه أسقط حصونها تشعر بضعفها أمامه هذا ما قد يدفعها للجنون
لقد هددها أن يحتجزها ومعنى كلماته الاخيره أنه قد يأتى مع نسمات الهواء لمنزلها
هل يطلب منها أن تختبئ وراء باب شرفتها منه
هل يقصد أنه هو الهواء الذى ياتى لها بالألم أنه يذكرها بأنه انتصر عليها فى قتاله معها ويذكرها بتلك الركله التى تسببت لها فى الألم فى جانبها
أيها الوغد هل تستقوى على امرءاه
ولكنى لست مثل أى امرءاه
انا من قهرها اليتم لتصبح ام لنفسها
انا من قتلتها الوحده حتى أصبحت رفيقة ذاتها
انا من ارعبتها الليالي وحيدة وحتى أن أصبحت أمانا لغيرها
انا من قاتلها الاقرباء حتى أصبحت تعلم القتال للغرباء
انا من حاربت يتمى ووحدتى وتلك الليالى المرعبه واقرباء جاحدين وبنيت حصونا احتمى بها
وانت ايها الاحمق جئت لتوقع تلك الحصون
لقد تأكدت أن حصونها التى اختبئت خلف لتظهر أكثر قوة بدئت فى الوقوع ليظهر ضعفها
ولاول مره تريد أحدا احتمى فيه من ضعفه تشعر بقوة هذا الوغد وضعفها أمامه
قادت سيارتها سريعا لتذهب لمركزها الرياضى دخلت لتجد إحدى المدربين يلقون عليها التحيه
ومن ثم سألها عن المتدربين الجدد وأشارت له على إحدى القاعات وأخبرته أنهم ينتظرون بداخلها
دخلت لقاعه تدريب خاليه ومن ثم لحجرتها الملحقه بتلك القاعه والتى أعدتها بفراش وتلفاز للاستراحه
ولكنها قررت اخيرا أن تبقى فى تلك الحجره بعيدا عن منزلها الذى اقتحمه هذا الاحمق
اسدل الليل ستائره بينما كانت قمر تجلس فى الحديقة الخلفيه تقرأ كتابا بعيدا عن الحراس الذين يملؤن المنزل عندما وجدت أحدهم يسحب من بين أصابعها الكتاب لتنتفض واقفه بهلع ولكن سرعان ما امتلئت عيونها بنظرات العتاب الممتزجه بالاشتياق لقاسم
لقد كانت أيضا نظراته مليئه بالشوق لها
سحب المقعد وجلس أمامها بهدوء دون أن يتكلم لتجلس هى أيضا وتنظر له وتكلم بصوت جاد ممتزح بحزن دفين
قاسم .وحشتينى اوى ياقمر
لتتكلم بتلقائيه
قمر . وانت كمان ياقاسم
نظر فى أعينها بتسأل
قاسم.دا بجد.
هزت راسها بالايجاب
وبقدر حبها له إلا أنها تشعر بالاختناق كلما تذكرت أنه قتل أحدهم بدم بارد وتشعر بالاختناق أكثر لكونها لم تقدم بلاغ ضده
قاسم.بتفكرى فى ايه ياقمر
قامت قمر من مكانها أمله أن تبتعد عنه
ليمسكها قاسم من كتفها ويسحبها له
قاسم.مش بتردى ليه
ابتعدت بعيناها عنه
ليسالها
قاسم . بتفكرى فيه
قمر.لا بفكر فى انك قتلته
قاسم .انا مقتلتهوش
قمر.انت كداب انت ضربته بالرصاص قدامى ولا كأنك قتال قتله قتلته قدامى بدم بارد
ولاول مره ترى وجهه بهذا الغضب ليضغط على كتفها بأصابعه حتى أنها صرخت متالمه
قاسم.ماشى ياقمر مش انا قتال قتله وقتلته بدم بارد وانتى بتفكرى فيه طيب ايه رايك بقى لو قتلتك علشان تبقى معاه
وسحبها خلفه كشاه أوشك على الذبح صرخت من الهلع ولأول مره فى حياتها تشعر بمثل هذا المقدار من الخوف
خرج بها من وسط الحراس ليذهب بها لسيارته فى هذا الجراج لقد كانت تصرخ بهلع فحركته السريعه ويداه المطبقه على كتفها بقوه وهذا الوريد الذى ينتفض فى عنقه وعدم سماعه لصرخاتها جعلتها تتأكد أن نهايتها الان
تتبع
أنت تقرأ
مالك القمر
Romanceعندما تنقلب حياتها رأسا على عقب بعدما استقرت نفسيا بعد معاناه بسبب زواجها من شخص لم تعرفه يوما وبعدما اقنعت نفسها انه لا مفر منه لتكتشف أنه شخص مختلف تماماً عن ما كانت تعتقد وأنها فى مشكله بسببه مع اقوى وادهى رجلين فى الدخيله بعد أن تسبب زوجها فصلهم...