الفصل السابع

15.8K 375 10
                                    

الفصل السابع من سقر عشقى (( قدر ))

يجلسون يتناولون وجبة الغداء بعد عودتهم من العمل و متابعة إنشاء المدرسة ليس إشراف فهى بكاملها تحت إشراف الحكومه لكن رمزى يهتم أن يوفر كل ما ينقص فى التو و اللحظة حتى يستطيعوا أفتتاحها على العام الدراسى الجديد
علا صوت الهاتف كادت سناء أن تقف حتى تجيب و لكن قدر أشارت لها أن تكمل طعامها و أجابت هى
لتلعن حظها الذى جعلها تستمع إلى صوته من جديد
- أهلاً أهلاً يا بنت عمى و مراتى مع وقف التنفيذ
لم تجيب على حديثه الذى أصابها بالغثيان ليلاحظ ذلك رمزى فاقترب منها سريعاً لتشير إليه بالصمت هى لا تريد أن تثير شكوكه و إن يفكر فى العوده الأن
هى لا تريده أن يعرف بخبر حملها ... أن هذا سوف يقضى على البقيه الباقيه من قوتها و كرامتها التى عادت تقويها و تبنيها
عاد صوته البغيض من جديد
- أتصلت قبل كده و الهانم مردتش .. على العموم كله بحسابه
ظلت صامته إلا من أنفاسها المتلاحقه أثر ألم قوى أسفل معدتها جعل سناء تقترب منها تضمها بحنان و هى تربت على ظهرها حتى تهدء ... ليكمل هو كلماته بابتسامة تشفى خاصة مع صوت أنفاسها الذى يسمعه الأن أفضل من ألف أغنية حب
- أنا بعت الأرض و المشترى هيجى بكره يستلمها قولى لأى حد من الرجاله اللى عندك يبلغ المزارعين
جحظط عيناها بصدمه ليكمل هو ببرود
- كده فاضل البيت إللى أنتِ قاعدة فيه بس أنا مش هبيعه ... عارفة ليه ؟
زدادت سرعة أنفسها و ضمتها سناء أكثر إلى صدرها و أقترب رمزى إليها فهو يشعر أنها ستنهار قريباً ليقول أصلان غير منتبه لكل ذلك
- علشان وقت ما نفسى تهفنى كده على حته مخلل ... أجى أكُلها و أمشى
أغلق الهاتف بعد أن قال كلماته و إبتسامة واسعه ترتسم على شفتيه .... فبعد أن حصل على ذلك المبلغ الكبير من بيع الأرض يستطيع أن يشترى المزيد من الأسهم و يصبح شريك رسمى ... لقد أبدل خطته لن يستند على أسهم صافى الأن حتى يحصل على ثقة حسام رفعت و لكنه يتوعده ... سوف يأخذ منه كل ما يملك
~~~~~~~~~~~~~~~
بالفعل لن تتحمل أكثر من ذلك لتخونها قدميها و كادت أن تسقط أرضاً هى وعمتها ... إلا أن رمزى أمسك بها و حملها سريعاً و وضعها على الأريكة برفق لتصرخ هى بألم لينظر كل منهم إلى الأخر بخوف و لكن رمزى كان الأسرع حين قال
- غيرى هدومك بسرعه على مجهز العربية
و بعد عدة دقائق كان الأثنان ينتظران فى رواق المستشفى ... يدعون الله أن يطمئنهم عليها ... مرت عدة دقائق ... القلق و الخوف ينهش قلوبهم ... كانت سناء تجلس على إحدى الكراسى لا يتوقف لسانها عن الدعاء و الإستغفار و رمزى يقطع الرواق ذهاباً و إياباً تضرب عصاه الأرض بقوة و هو يدعوا الله أن يطمئنه على من أصبحت أبنته ... من جعلت لحياته قيمة و هدف ... من جعلته يشعر بإحساس الأبوه
كان من داخله يدعوا على أصلان الذى تسبب فى كل هذا و يدعوا للحج رضوان بالرحمه و أن يغفر له صنيع يديه من الكره الذى تركه خلفه
مرت أكثر من نصف ساعة و التوتر والقلق يزداد ... كان من وقت لآخر يربت على كتف سناء التى لم تتوقف عيونها عن البكاء
و أخيراً فتح باب الغرفة و خرجت الطبيبة التى قالت مباشرة
- أنا قولت قبل كده بلاش ضغط عصبى و إجهاد
لتنظر سناء إلى رمزى الذى قال بهدوء
- و الله كان غصب عننا ... المهم هى عامله أيه دلوقتى
- هى هتفضل معانا النهارده نطمن على الضغط و عدم تكرار أنقباضات الرحم
أجابته بعمليه لتقول سناء
- ممكن ندخل نشوفها ؟
- هى نايمه دلوقتى ... النوم أفضل ليها علشان أعصابها تهدى
أجابت سناء ثم غادرت ليحاوط رمزى كتف زوجته و سار بها عائداً إلى المكان التى كانت تجلس فيه و قال
- ان شاء الله هتبقي كويسة
- يا ترى قالها أيه وجعها اوووى كده
أخفض رأسه دون رد فهو لا يستطيع تخيل ما قاله ... و لكن هو متأكد أنه لن يغفر له فعلته ... و لن يمررها له و لكن ليطمئن على قدر أولاً و بعدها لكل حادث حديث
~~~~~~~~~~~~~~~~~
- هتنفذ أمتى ؟
قالها أصلان بابتسامة واسعه بعد أن مد يديه بشيك لذلك الرجل الذى يجلس أمامه
أخذ الرجل الشيك و نظر إليه بتمعن ثم رفع عينيه إلى أصلان و قال
- من بكره ... بس
- بس أيه ؟ لا أنا مش عايز أى تأخير
قال أصلان بعد أن ضرب سطح الطاوله بقوة ليقول الرجل موضحاً
- حسام رفعت مش هين .. و مش عايزينه يلاحظ شرا الأسهم علشان ميقفش لينا فيها
ثم أقترب أكثر من أصلان و قال بصوت منخفض و كأن هناك من يسمعهم
- خصوصاً أن الأسهم هتبقا بأسمك أنت بس مش أكتر من شخص يعنى
ظل أصلان صامت يفكر فى كلماته ثم أومىء بنعم و أعتدل مسترخيا على الكرسى و قال بابتسامة
- ماشى خلينا نلعبها على الهادى ... المهم أحقق إللى أنا عايزه ... و هحققه
قال الأخيرة بتحدى مصاحب لنظرة حاده و إبتسامة ثقه
*****************
فتحت عيونها و رمشت عدة مرات تحاول أستيعاب أين هى و ماذا حدث حين أقتربت منها الممرضه و قالت بابتسامة بشوشة
- حمدالله على السلامه
- أنا فين ؟
قالتها ببعض التشتت لاتجيبها الممرضة بنفس الإبتسامة
- فى المستشفى .. بس متقلقيش أنتِ كويسة
- عايزه عمتى و جوز عمتى
قالتها مقاطعه سيل كلمات الممرضة لتومىء بنعم و غادرت الغرفة لتدخل سناء بعدها بثوانِ قليلة و هى تقول و دموعها تغرق وجهها
- حبيبتى يا بنتى ... ألف سلامة عليكى يا بنتى
أبتسمت إبتسامة صغيرة و هى تقول
- الله يسلمك يا عمتى
- حمدالله على سلامتك يا بنتى
قالها رمزى بحب ابوى صادق لتقول هى بإحساس كبير بالأمان و الثقه لذلك الرجل الذى أحيا قلبها كأب حانى حلمت به طوال حياتها
- الحمد لله يا بابا هبقا كويسة أكيد طول ما أنتوا معايا و جمبى
ربت على قدميها بحنان لتقول هى بصوت مرهق
- أصلان باع الأرض و المشترى جاى بكره يستلم
لتظهر الصدمه جليه على وجه سناء و الغضب على وجه رمزى و بدء صدره يعلوا و يهبط بغضب شديد ثم قال
- أرض الزيني مش للبيع يا أصلان مش للبيع
و غادر سريعاً لتنظر كل من قدر و سناء لبعضهم بعضا بخوف و قلق

سقر عشقي (( جحيم الفراق )) بقلمى ساره مجدى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن