الفصل الرابع عشر من ونس

5.2K 118 2
                                    

الفصل الرابع عشر

ظل الصمت هو سيد الموقف والجميع في حالة صدمه وزهول .. وكأن على رؤؤسهم الطير .. الصدمه الجمت ألسنتهم .. رغم إحساسهم بالشفقه على أديم لكن لم يستطع أي منهم قول أي شيء فماذا سيقولون حقًا في موقف كهذا
أما طارق كان يشعر بالسعادة ها هو سر جديد يضاف لقائمة أسراره والذي يستطيع بها تحقيق ما يريد حقًا .. لكنه لم يستطع أخفاء شماتته فوقف وهو يقول
-طيب أقوم أنا بقى وأنتوا حاولوا تلاقوا حل في الموضوع ده
ثم نظر في أتجاه المحامي وقال
-ياريت بقى حضرتك تشوف كده مين هيبقى رئيس مجلس الإدارة ومين هيبقى النائب
وأشار إلى الجميع بسلام و الإبتسامة الشامته تزين ملامحه القبيحه من كثرة الشر
رغم أنه قال الكثير إلا أن لا أحد منهم أستمع لكلماته فجميع الموجودين مشغولين ب صمت أديم .. الذي ظل صامت وكأنه تمثال من شمع ؟؟ ثم وقف يلملم حاجته وغادر دون كلمه .. حاول حاتم اللحاق به لكن أشار له بيده أن يظل مكانه .. وغادر ليعود حاتم يجلس مكانه وهو يضع رأسه بين يديه بهم .. وعقله شُل تمامًا عن التفكير .. وكانت سالي تبكي بصمت .. فحين وجدت أخيها أخيراً يحدث ما حدث ويخسر الجميع
....................
ظلت جالسه في مكانها تفكر ماذا عليها أن تفعل .. كيف ستحاول منع ما سيحدث خلال ساعات .. هي كانت تبحث عن نجاح بطعم مختلف لكنها لم تقرر أو تعلم أنها ستكتشف كارثه مثل هذة .. وأن تكون هي سبب في فضيحه مدويه له .. أمسكت هاتفها وحاولت أن تتصل بالمسؤل .. لكنه لم يجيب عليها وكأنه يعلم أنها ستطلب منه أن توقف كل شيء
عادت لتجلس مكانها من جديد ولأول مره منذ سنوات تنحدر دموعها بألم ووجع ذكرها بذلك الوجع القديم الذي مازال حيًا بداخل قلبها ولم يندمل حتى الأن
.....................
ظل يقود السيارة في شوارع العاصمة .. لا يفكر في شيء فعقله ظل واقف تمامًا وكأنه لا يعرف كيف يفكر .. هل ما قالته أمه حقيقي؟ ..  أمه وهل هي أمه ؟ ألهَذا كانت دائمًا تكرهه ... ولذلك لم تعاملة بشكل جيد يومًا ..لماذا الأن إذا؟
أوقف السيارة على جانب الطريق وأغمض عينيه لتنحدر دموعه دون أن يستطيع التوقف وكلمات شاهيناز تتردد في أذنه (أتبرى منك ليه؟ أنت فعلاً مش أبني أنت أبن سراج من واحده من عشيقاته .. معرفش حتى أسمها أيه؟ وعلشان شكل العيلة وعلشان كلام الناس ولأني وقتها كنت لسه مخلفتش قبلت أن سراج يكتب في شهادة ميلادك أسم الأم شاهيناز السلحدار .. وكنت فاكرة أني هقدر أخليك من العائلات الراقيه .. لكن للأسف دم أمك القذر تغلب على كل شيء وخلى أصلك الواطي يظهر .. وعلشان كده أنا كنت ناوية أسيب نصيبي لبناتي .. لكن هما شايفين أنك أخوهم إللي هيصون فلوسهم .. فمايستهلوش أني أديهم أي حاجه)
ضرب المقود بيديه وهو يصرخ بصوت عالي
-ليييييييييييييييييييييه .... ليييييييييييييييييييييييييييه أنا عملت أيه وحش في حياتي علشان أتوجع الوجع ده كله لييييييييييييييييييييييييييييييييه
ظل يصرخ
ويصرخ
ويصرخ
ودموعة تغرق عينيه .. ألم قلبه لا يستطيع أي كلمات أن تصفه أعاد رأسه إلى ظهر الكرسي وأغمض عينيه من جديد ... متجاهل كل الإتصالات من أختيه وحاتم ... حتى كاميليا أتصلت به أكثر من مرة .. وفيصل ..مؤكد يريد أن يخبره عما وجد من أجل كاميليا .. لكنه ظل متجاهل كل ذلك هو لا يجد كلمات يقولها وأيضًا لا يريد أن يستمع إلى أي حديث لا يفيد .. فبماذا سيخبره أن أمه تكذب أو أن كل هذا بسبب غضبها منه فقط .. تريد منه أن يخضع لها ويقوم بكل ما تريده
ظل صامت ومغمض العينين للكثير من الوقت ... لكن آلم قلبه لم يتوقف .. صوت أنينه يصم أذنيه .. أخذ نفس عميق أمسك هاتفه .. أنه بحاجه لبعض الراحه .. هي واحده من تستطيع إخماد نار قلبه هي الوحيدة القادر على البوح أمامها بكل ما بداخل صدره من وجع .. هي وحدها من يريد أن يشعر بأمانه داخل عيونها .. أن يبكي بين يديها .. أمسك هاتفه وأتصل بها
كانت تجلس في غرفتها تشعر بالذنب وبالضيق .. إن ما يحدث الأن لم يكن مخطط له ولم تعمل له حساب .. أن تكون سبب في فضيحه له .. أنتفضت حين علا صوت هاتفها ووجدت أسمه ينير الشاشة .. ظلت صامته لعدة ثوانِ ثم أجابته بصوت مرتعش
-أيوه يا أديم بيه
-أنا محتاجك يا ونس
قالها مباشرة بصوت يقطر ألمًا .. لتنحدر دموعها رغمًا عنها خاصه حين أكمل كلماته
-الدنيا كلها قفلت بيبانها في وشي .. أرجوكي أنا محتاجك
بلعت ريقها لتشعر بألم حاد في حلقها لكنها قالت
-أنت فين؟
-هبعتلك الموقع
وأغلق الهاتف وبعد لحظات رن هاتفها بصوت أحد تطبيق الرسائل ووجدته قد بعث موقعه لها .. أنه قريب منها .. لن تأخذ السيارة بالطبع .. لذلك أتصلت على سائق سيارة الأجرة الذي أخذت رقمه ذات يوم وطلبت منه الحضور .. وحين أنتهت من أرتداء ملابسها كان السائق بالأسفل يتصل بها يخبرها بوصوله
وقفت سيارة الأجرة أمام السيارة السوداء لتترجل منها بعد أن أخبرته أنها ستتصل به مره أخرى حتى يأتي ويعيدها .. كان يتابعها وهي تقترب من السيارة قلقه .. خائفه .. أو خجله هو لا يعلم حقًا لكن حضورها وحده قادر على الربت على قلبه حين جلست على الكرسي وأغلقت الباب قال بأمتنان
-شكرًا إنك جيتي يا ونس .. أنا بجد محتاجك أوي
-أيه إللي حصل؟ مالك يا باشمهندس؟
قالت بصوت مرتعش ليمد يده يمسك يدها ورفعها إلى فمه يقبلها بحب .. ثم أراح يدها على وجنته وهو يقول
-عارف إنك مستغربه ومش فاهمه حاجة .. بس أنا بحس جمبك أن روحي مرتاحه .. بحس إنك شبهي .. أنا بحب البساطة والطيبه وأنتِ كل ده يا ونس .. وأكتر كمان
كانت تشعر بالخجل والتوتر .. لا تعرف ماذا عليها أن تفعل الأن .. أرتعشت يديها ليرأف بحالها وترك يدها لتقول هي بصوت ضعيف
-طيب أحكيلي أيه إللي حصل
سرد لها كل شيء .. لم يترك أي شيء لم يحكيه.. وكانت من داخلها تشعر بالصدمة .. والخزي لكن لقد سبق السيف العزل ... ولم يعد بيدها شيء .. كانت الدموع تتجمع في عيونها من كثرة الخزي وكان هو يظنها تعاطف وبسبب رقة قلبها وشفقتها عليه .. حتى إنتهى تمامًا ..من سرد كل التفاصيل منذ كان صغير وحتى ما حدث منذ ساعات
-دنيتي في لحظه أتقلبت .. وبعد ما كنت أبن سراج الصواف وشاهيناز السلحدار .. بقيت أبن العلاقه الغير شرعيه .. من أم معرفش حتى أسمها أيه
قال كلماته وهو يتنهد بأرهق ثم نظر إليها ليجدها تبكي بصمت .. ليعتدل في جلسته وأمسك يدها وقال
-أنتِ أحن قلب في الدنيا .. أنتِ الوحيدة إللي أتكلمت معاها .. أخواتي البنات وحاتم من ساعة ما خرجت من المؤسسة وهما بيتصلوا بيا لكن أنا محبتش أتكلم مع حد غيرك
لم تعلق على كلماته لكنها مسحت دموعها ليعود وأراح ظهره على الكرسي وقال بشرود
-أنا عارف شاهيناز هانم كويس .. عمرها ما هتقول لحد حاجة . والموضوع هيفضل في أطار العيلة .. وهفضل أنا أديم الصواف أبن سراج بيه وشاهيناز هانم .. لكن تصدقي من جوايا ورغم الوجع والحصره إلا إني أرتحت أن سبب عدم حبها ليا وكل إللي عملته معايا قبل كده .. ده كره طبيعي لطفل أتفرض عليها من علاقه غير شرعيه لجوزها .. ومع ذلك أعتنت بيه وربته وكانت ديماً بتتباها بيه قدام الناس
نظر إليها وظل يتأمل ملامحها الرقيقة وخصلات شعرها المجعدة التي تحيط وجهها لتعطيها هيئه غجريه مغرية .. ثم قال
-تتجوزيني يا ونس؟
-أنت بتقول أيه؟!
سألته بأندهاش .. ليبتسم أبتسامة حلوه وقال من جديد
-تقبلي تتجوزيني بعد ما عرفتي حقيقتي؟!
لم ترد على سؤاله ولكنها ظلت تنظر إليه بعدم تصديق .. لتتسع أبتسامته وهو يقول
-حددي ليا معاد مع والدتك .. عايزين نتخطب في أسرع وقت .. أنا محتاجك في حياتي
فتحت فمها حتى تقول أي شيء .. ليشير لها بالصمت وقال من جديد
-أنا هتحدى الدنيا كلها علشانك .. ومش ههتم لرأي حد مهما كان هو مين
كانت تشعر أنها تتضائل أمامه .. كيف تفعل به ما ستفعل كيف تخدعه بتلك الطريقة؟ .. كيف تخسر حب كهذا؟ كيف؟
.........................
حاول حاتم أحتواء سالي قدر أستطاعته .. وكان لا يعلم ماذا عليه أن يفعل من أجل نرمين .. وأيضًا عقله ظل مشغول على أديم أين هو؟ وكيف حاله؟ وماذا سيفعل؟ ولكن ليس بيده شيء يفعله .. ف أديم لا يرد على أتصالاتهم
لكنه قد قرر أن يذهب لمنزل أديم وينتظره هناك .. فلن يتركه بمفردة على الأقل اليوم
وبالفعل ذهب ثلاثتهم إلى البيت لكنه لم يكن هناك لتجلس نرمين على الكرسي بأنهاك وهي تقول بخوف
-هيكون راح فين بس؟
جلس حاتم جوار سالي وقال بعد تفكير
-ممكن يكون بيلف بالعربية شوية أو يكون راح مكان هادي علشان يفكر
لتنظر إليه سالي بقلق وقالت بصوت حزين
-إللي حصل مش سهل أبدا ومينفعش يكون لوحده دي صدمه مش سهله .. أنا لو كنت لسه سالي القديمة .. كنت مش هبقى عايزة أعرفه تاني لكن دلوقتي أنا بجد خايفه عليه مامي ظلمته هو ملوش ذنب
ليضمها حاتم إلى صدره وهو يقول بصدق وسعادة
-أنا فخور بيكي يا سالي .. هو ده الكلام والصح .. أديم ملوش ذنب في أي حاجة حصلت زمان .. وبرضو هو لسه أخوكم وأبن عمي سراج
-أيوة هو أخونا مهما حصل وأتقال .. بس أنا خايفه عليه .. أنا أكتر واحده عارفه يعني أيه تتصدم وتخسر حاجة مهمه في حياتك
قالت نرمين كلماتها بصوت مختنق .. ثم أمسكت هاتفها تتصل ب أديم مره أخرى وهي تقول برجاء وتوسل
-رد بقى يا أبيه
لكنهم أنتبهوا على صوت الباب وهو يفتح ودخول أديم .. الذي نظر إليهم بأبتسامة صغيرة لتركض الفتاتان إليه يضماه بقوة لتتسع إبتسامته وهو يشد ذراعه عليهم بضمه حانيه قائلاً بصدق
-أنا كويس يا بنات متخافوش
ورفع عينيه لحاتم الذي ينظر إليه بتفحص .. ليومئ له أن يطمئن
بعد بعض الوقت جلس أربعتهم يتحدثون .. وفي نهاية الحديث أكد الجميع على أن شاهيناز لن تخبر أحد بذلك السر حتى لا يشمت بها أحد لكنها أرادت أن تنتقم لكرامتها .. أرادت أن تفعل أي شيء حتى تنفس عن ما كان داخل قلبها منذ سنوات .. لكن ما كان يضايق أديم حقًا موقفها من أختيه .. ولكن لم يكن بحاله جيده ليفكر الأن ماذا عليه أن يفعل ... وأيضًا هو لم يعد له الحق في التدخل بينهم .. فموقفه أصبح حساس
ولكن ما كان يشغل عقله حقًا هو .. هل يخبرهم برغبته في خطبة ونس؟ أم ينتظر حتى يتم الأمر ويصبح أمر واقع؟ .. وأختار الأختيار الثاني لأنه الأنسب له و لونس فهو لا يريد أي عرقله في الأمر
....................
بعد كل حدث في المؤسسة عادت كاميليا إلى عملها لكن بذهن شارد وعقل مشغول .. الصدمات اليوم كانت من العيار الثقيل .. ما هذة العائلة التي أكتشفت أنها تنتمي إليها .. كيف تكون بتلك الصورة والشكل كيف يكون أساسها خرب بذلك الشكل .. وكيف يكون لعمها الكبير الذي كان الجميع يرتعش أمامه تلك الأخلاق وكانت له علاقات نسائية متعدده .. وكيف قبلت شاهيناز هانم بتلك الحياة .. وكيف وافقت أن تكون أم أديم حتى لو لم يكن له ذنب .. ظلت تفكر طوال الطريق .. وهي لا تعرف ماذا عليها أن تفعل .. لكنها أكتشفت أنها قد أخذت القرار الصحيح .. عليها الإبتعاد عن عائلة الصواف .. فأخيها أصبح شخص شرير بكل ما للكلمه من معنى .. وأصبح شخص خطر جدًا ولتعترف لنفسها الأن أنها تشعر بالخوف منه ولا تعلم ماذا عليها أن تفعل
حين جلست خلف مكتبها سمعت طرقات على الباب لترفع عيونها لتجد فيصل يقف هناك بأبتسامة هادئه وقال
-أنتِ كويسة؟!
أومأت بنعم ليقول من جديد
-أصل أنا نديتك وأنتِ داخله من باب الشركة وعديتي من جمبي ومردتيش عليا ولا كأنك شيفاني
وقفت وهي تشعر بالإحراج وقالت بأرتباك
-أنا أسفه كنت سرحانه وبفكر في موضوع كده فمأخدتش بالي .. أنا بجد أس..
رفع يده يوقف سيل كلماتها وقال بمرح
-حصل خير .. عادي جداً .. المهم إنك كويسة
ودلف خطوه إلى داخل المكتب وهو يقول
-أنا قريت كل الإيميلات .. وكتبت بعض الردود من فضلك ترجميهم الأول وبعدين كملي شغل على الإيميلات التانيه
ومد يده بملف به بعض الأوراق لتأخذ الملف وهي تقول بأبتسامة سعادة
-تمام .. هعملهم حالًا
أومأ بنعم وتحرك ليغادر لكنه وقف ونظر لها من جديد وقال بأسف
-الناس إللي كلمتهم بعتولي على كذا حاجة بس مفيهاش حاجة تليق بيكي وممكن الموضوع ياخد كام يوم .. وبصراحه كنت عايز أطمن عليكي أنتِ قاعده فين دلوقتي.
إبتسمت بأحراج وهي تقول
-حجزت أوضه في فندق (..)
ونظرت أرضًا وهي تقول
-أنا تعبتك معايا جدًا .. خلاص أنا هبقى أدور
ليقطب جبينه وهو يقول
-أيه الكلام ده لأ طبعًا أنا هفضل وراهم لحد ما ألاقي إللي يناسبك ويليق بيكي .. وان شاء الله مطّوليش في الفندق
وغادر عائداً إلى مكتبه وجلست هي من جديد .. وعقلها يفكر .. هناك أشخاص يشبهون فيصل وأشخاص ك طارق .. وبعض الناس يشبهون شاهيناز والبعض متواضع وقادر على المساعدة دون مصلحه .. ماذا تخبئ لها الحياة من جديد
............................
حين تركت أديم عادت لتتصل بالرقم المسجل على هاتفها .. تحاول أن تمنع ما سيحدث لكنه أصلا لم يرد عليها .. فكرت ماذا عليها أن تفعل الأن .. الأمر خرج عن السيطرة ..ولن تستطيع التراجع
لتجلس على الأريكة بتثاقل وهي تتذكر ما حدث قبل ثلاث شهور
كانت تركض في ممر الجريدة التي تعمل بها منذ سنه .. تريد أن تلحق رئيس التحقيق قبل أن يغادر حتى تطلب منه الأذن في البدء في السبق الصحفي الجديد والتي جمعت خيوطه منذ فتره طويله .. بمساعدة صديقه لها .. تعمل في ذلك المكان
كاد رئيس التحرير أن يغادر مكتبه لتصدم به ثم أعتدلت سريعاً وهي تقول
-أنا آسفه جدًا يا ريس .. بس كنت عايزة حضرتك في حاجة كده قبل ما تروح
ليلوي الرجل فمه وهو يقول بأستسلام
-تعالي يا ونس .. ما أنا مش هخلص من زنك
لتبتسم وهي تسير خلفه حتى دلفوا إلى المكتب وأغلقت الباب وهي تقول
-سبق صحفي هيكسر الدنيا يا ريس
ظل الرجل صامت ينظر إليها أن تكمل كلماتها .. لتقترب خطوتان وقالت
-مؤسسة الصواف الشهيرة وصاحبها أو رئيس مجلس إدارتها أديم الصواف .. عندي معلومات أن في حاجات من تحت الترابيزه بتحصل .. و إن أساس إللي بيحصل كله معاه  وإللي بيساعد المؤسسة المافيا
لتلمع عيون رئيس التحرير وهو يقول
-عملتيها إزاي دي يا قردة
لتعدل ياقة قميصها وهي تقول بغرور مصطنع
-ده أقل حاجة عندي يا ريس
ليلوي الرجل فمه من جديد .. لكنه قال
-فين مستنداتك .. والأدله بتاعتك
لتحك رأسها وهي تقول بخجل
-لسه هجيبهم
ليقطب جبينه بعدم فهم .. لتقترب خطوه أخرى وقالت
-أنا عايزة حضرتك توافق على أجازة مفتوحه ليا .. علشان أجمع الأدلة وأجيب كل الأوراق .. ده هيبقى أكبر سبق صحفي يا فندم ومحتاج شغل وتخطيط .. وكل حاجة هنا
قالت كلماتها الأخيرة وهي تشير إلى رأسها .. ليقول
-أنا هوافق يا ونس علشان أنا بثق فيكي وكمان علشان عارف أن لما بتحطي حاجة في  دماغك بتعمليها .. خدي وقتك لكن عايز سبق محصلش قبل كده .. ويكون متكامل الأطراف وقانوني يعني كله بالأدله والبراهين مفهوم
أتسعت أبتسامتها وهي تقول بسعادة
-مفهوم جداً جداً جداً
وغادرت المكتب ومباشرة لقسم الصوت طلبت منهم ميكروفون صغير جداً لا يلاحظه أي شخص بسهولة .. وطلبت من المصور أن يحضر إلى مكتبها حتى تحدد معه خطة العمل حتى يكون كل شيء موثق بالصور أيضًا كما سيكون موثق بالصوت
ولمدة شهر كامل كانت تعمل على أدوات خطتها حتى تنفذها دون تأخير .. وشهر أخر تبحث حوله بكل الطرق وتعرف خط سيرة ومواعيدة متى يذهب إلى الشركة ومتى يعود .. من الأقرب إليه .. أين يذهب مساء وكيف يرفه عن نفسه أو أين يسهر .. علمت كل شئ والخطوة الأخيرة كان نزولها لأرض المعركة والتشابك مع الهدف .. وأخذ الخطوات العملية
عادت من أفكارها وهي تهمس لنفسها
-أنا كنت عايزة أفضح فساد مؤسسة الصواف .. مش أفضح أديم
وأنحدرت دموعها لكن وهل يفيد سلخ الشاه بعد ذبحها .. لقد سبق السيف العزل والأمر لم يعد بيدها .. وهي التي ترى أنواع كثيرة من البشر .. لم تستطع التميز أن ما كانت تسعى خلفه لا وجود له وليس له أساس من الصحه .. لكن ماذا عليها أن تفعل؟ أنها تكاد تموت خوفًا

سقر عشقي (( جحيم الفراق )) بقلمى ساره مجدى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن