الفصل 25

1.5K 89 181
                                    


*******إدوارد يحكي*******

بعد أن عادت شجن إلى عملها اخترت أنا أن أسير بعيدا عنها...أردت الجلوس مع نفسي قليلا لأنني لم أكن قد استوعبت بعد أنني لم أسافر...فبعد أن عدت إلى المطار وجدت نفسي أدور في دوامة من الأفكار المشتتة يتحكم بها كلام ليسا الذي ذكرني بالعديد من المواقف التي جمعتني بشجن و التي لطالما جعلتني دون إرادة مني أطرح الكثير من الأسئلة على نفسي و أنا أحاول شرح غموض و حزن تلك الفتاة لعقلي و قلبي...تلك المواقف أصابتني بالحيرة و عجزت عن تفسيرها دائما و كذلك فعلت اليوم...فبعد أن غزت تفكيري جعلتني غير مقتنع بقراري مباشرة و وجدت قلبي يلومني على قسوتي و على ردة فعلي اتجاه رفض شجن لي خصوصا أن مافعلته فعلته قبل أن أفهم موقفها أصلا لذا حملت نفسي و خرجت من المطار متوجها نحو محلها و أنا أحاول إقناع نفسي أن الحب حرب و يجب علي أن أخوض حربي حتى أفوز بحبي....

بعد أن مشيت لمسافة طويلة جلست على أحد الكراسي في شارع قريب من المسجد الذي أعلنت به إسلامي...كنت غارقا في تفكيري و أحاول إيجاد طريقة ما لأقنع شجن بحبي لها و فهم سبب رفضها لي في أسرع وقت...فبقدر ما كنت سعيدا بعودتي و مستعدا لأفعل المستحيل حتى أفوز بقلب الفتاة التي أعشقها بقدر ما كنت متوترا و خائفا من أن يتحطم كل أملي و حماسي هذا إذا ماتبين لاحقا أنها رفضتني لأنها لا تحبني حقا و أن كل ما أحاول إقناع نفسي به الآن هو مجرد وهم ابتكرته أنا في عقلي حتى أخفف من ألم الرفض الذي واجهته...

خرجت من العالم الذي كنت أعيش به حين سمعت صوت الآذان...ابتسمت له مباشرة و وقفت متجها نحو المسجد و أنا أدعو من أعماق قلبي أن أجد ذلك الشاب الذي ساعدني يوم دخولي الاسلام حاضرا اليوم أيضا...

دخلت المسجد بقلب يرتجف فرحا و فم يبتسم...وقفت في زاوية قريبة أنظر إليهم يصلون و أبحث بعيوني عن ذلك الشاب...نسيت كل شيء في تلك اللحظة...نسيت شجن نسيت عدم سفري و انتظار اهلي لي و خوفي من حقيقة رفض حبيبتي لي...حذفت كل شيء من عقلي و استمتعت بجمال المنظر أمامي و بروعة صوت الإمام و هو يتلو القران الكريم...

أثناء مشاهدتي لهم وقعت عيناي على ذلك الشاب...بقيت مركزا عليه و على ملامحه الخاشعة حتى انتهوا من الصلاة...توجهت إليه مباشرة و أنا أشعر بالمصلين ينظرون إلي و يتحدثون فيما بينهم و كأنهم يتناقلون خبر إسلامي بينهم...من كان حاضرا ذلك اليوم يخبر من كان غائبا... ذلك ماشعرت به فقط فانا لم افهم شيئا من كلامهم...

وقفت أمام ذلك الشاب فابتسم لي مباشرة...رددت له الابتسامة ثم قلت..

علي:السلام عليكم

.........:و عليكم السلام..كيف حالك؟

علي:الحمد لله و انت؟

........:بخير....مرحبا بك مرة اخرى هنا

علي:شكرا لك

..........:قل بارك الله فيك أحسن

علي:سأحاول تعلمها لأقولها المرة المقبلة ان شاء الله

صراع إمرأتانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن