*******إدوارد يحكي*******واقف أمام مسجد المدينة أنظر إليه بحب...بشوق... باحترام... أنظر إليه بقلب يرتعش بين ضلوعي رعشة هيام و رغبة في التغيير... و جسمي كله يرتجف لرعشته... خطوات قليلة تفصلني عنه و طريق قصير بيني و بينه ينتظرني لأقطعه.. فأكون بعد ذلك داخل ارض مباركة طاهرة....
لطالما كان هذا البناء أمامي...في كندا أو في بقية دول العالم التي زرتها...مررت به مئات المرات...رأيته و سمعت عنه حياتي كلها لكنني لم أره يوما بالمكانة التي هو بها الآن...لم أنظر له يوما بالقداسة التي تغرق بها عيناي في هاته اللحظة...
ارتعشت بطريقة واضحة عندما عم صوت الآذان فجأة المكان...اقشعر بدني لما تحمله كلماته من هدوء و سكينة و قوة...كلمات سمعتها هي الأخرى آلاف المرات لكنها لم تؤثر بي يوما بالطريقة التي تفعلها الآن خاصة بعد أن أصبحت على دراية بما تعنيه كل كلمة...
هذا التغيير الذي طرئ على روحي و عقلي و أفكاري اتجاه الإسلام جعلني أسأل نفسي دائما لما لم يحدث معي هذا من قبل؟لما الآن بالذات و في هذا البلد؟ و الجواب دائما كان أنني ربما احتجت يدا لتطلعني على الحقيقة و لتخبرني بما كان مخفيا عن عيوني فكانت تلك اليد يد ليسا التي جمعني بها هذا البلد...
فمنذ أن خضت معها نقاشنا الاول عن الاسلام قبل ثلاثة أشهر من الان أصبح الشوق يحكمني دوما اتجاه هذا الدين...رافقني ظمأ دائم لأعرف تفاصيله و لأغرق في حقيقته الجميلة التي أخفاها عنا الاعلام دوما...فما تركت بعدها جلسة مع ليسا الا و سألت فيها عن الإسلام...و ماتركت لحظة واحدة تمر و أنا معها دون أن أكتشف المزيد عنه...سألت عن أخلاقه فعلمت أنها كاملة...أوليس هو الذي ينهى عن المنكر و يأمر بالمعروف...و هو الذي يكرم الصادق و يذل الكاذب..هو الدين الذي رفع مكانة الأمانة و عظم الكرم...اوليس هو الذي صان المرأة و أعطاها حقوقها كاملة فحولها من رضيع يدفن إلا أم تحت قدميها الجنة و زوجة تكمل نصف دين زوجها و ابنة مؤنسة غالية...هو من جعل حب الوطن من الايمان و هو من منح الحرية لجميع البشر فما بقي وجود للعبيد و لا فرق بين غني و فقير الا بالتقوى...هو الدين الذي اوصى بالايمان بجميع الكتب و الرسل...هو الدين الذي جمع الأُسر بصلة الرحم و رفع مكانة الوالدين فلا وجود به للاستقرار بعيدا عن الأهل فقط لانك اصبحت بالغا...الاسلام هو الدين الذي لم يبقي نقصا و زين كل شيء بالكمال و هو الذي لم يترك سؤالا واحدا يدور في الاذهان الا و أجاب عنه في كتابه الكريم...أجاب عنه في القرآن...ذلك الكتاب العظيم الذي كله نور و هدى و راحة...ذلك الكتاب الذي يحمل بين تفاصيله أسرار الكون و قصصا كبيرة في كل آية....حروفه شفاء للبشر...شفاء للصدور...نور للعقول...كلماته هدوء و طمأنينة إذا ماتلاها العبد انشرح صدره و انمسح همه...هو الدواء لكل داء...
أذكر عندما قرأت منه ليسا للمرة الاولى أمامي تجمدت كل أطرافي...بقيت واقفا حيث كنت لم أقوى على الحراك و جوارحي كلها مصغية لما تقول....لم أفهم الكلمات لكنني بكيت...لم أفهم المعنى لكنني ارتحت...اقشعر بدني لعظمة ماسمعت رغم انني لم على اكن دراية بالمقصود بما يقرأ أمامي..علمت بعدها أنها كانت سورة الفاتحة...فاتحة القران و فاتحتي أنا نحو الطريق الصحيح...أمضيت بعدها أسبوعين أتعلمها و أفهم معانيها و لم يرتح لي بال حتى أتقنتها فأصبحت بعدها كلما ضاق صدري قرئتها فلا يبقى في قلبي الم و لا هم...و مضيت بعدها إلى باق السور حيث كان لكل واحدة منهن تأثيرها الخاص على روحي حتى أنني غيرت الأغاني و أصبحت دائم الاستماع لتلك الكلمات السماوية حتى علقت بعض الآيات في ذهني رغم عدم إجادتي للفصحى...صحيح أنني لم أحفظ كل السور كما فعلت مع الفاتحة لكنني علمت بعض قصصهم و في من نزلوا و معانيهم و كان ماعلمته كافيا لأدرك أن الإسلام هو دين الحق لا محال و أن القرآن هو عالم آخر يستحق ترك الدنيا للغوص في خباياه...
![](https://img.wattpad.com/cover/228252087-288-k433478.jpg)
أنت تقرأ
صراع إمرأتان
Romanceيقولو ناس زمان همك يجيك من دمك و انا نقول قادر الرحمة لي تلقاها في الغريب ماتلقاهاش في لقريب... لكرونيك تحكي على زوج بنات تجمعهم الصدفة في وقت تكون فيه ظروفهم حطمتهم و تعبتهم..زعما يلقاو الخير في بعضاهم؟و زعما يكون كاين حب في حياتهم؟