عيونُها المُتحمِسة اِنقادَت تَتَفحصُ تَضارِيسَ جَسده، جَسدٌ رِياضِيُّ تَغزوهُ الرُّسومات، كَتفٌ يَحمِلُ وَشماً كَبيرةً مُزخرفاً، اِمتَدَ لِيحتَلَ جُزءً مِن صَدرِهِ العَضلِي أَيضاً، آخَرٌ عَلَى شَكلِ عَنكَبوتٍ تَموضَعَ عِندَ خَاصِرَتِه، خَربَشاتٌ جَميلة مُنتَشِرة عَلى طُولِ فَخذِه، وَيبدو أَنَّها كِتاباتٌ بِلُغَةٍ لَم تَتَعرفها، فَلا تَبدو عَشوائِية البَتة، وَشمٌ غَزَى أَكبَرَ مِساحَةٍ مِن جَسده، فَغطَى ظَهره عَلى شَكلِ شَبكَةِ عَنكَبوتٍ.
كُتلَةٌ عَضَليةٌ مُتَناسِقة، وَجهٌ وَسيمٌ، وَمَهاراتٌ قِتالِيةٌ قاضِية، لِيوناردو اِيسا، بَطَلٌ عَلى الصَّعيدِ الوَطنيّ، لَم يَلتَحِق بِأَي مُبارَياتٍ عالِمية، رُغمَ تَأَهُلِه لِلمُشارَكة بِإِحداها، كَان نِزالَها الأَول لِهذا البَطَل.
تَجلِسُ فِي المَقاعِدِ الأِمامِية، عُيونُها تَطَّلَعُ لِلإثارة، تَتَشوقُ لِلعُنف الذِي يَدورُ فِي مِثلِ هَذِهِ الحَلبات.
أُعلِنَ عَن بِدايَةِ النِّزال فِي تَصنِيفِ الوزنِ الخَفيفِ الثَّقيل، شَجَعت أَندريه والِس صاحِبُ اللَّونِ الأَسود، مُلاكِمٌ مُندَفِع، يَتَخِذُ الهُجومَ كِاِستِراتِجية، بَينَما خَصمُهُ صاحِبُ الوشومِ الجَذابة، حامِلِ اللَّونِ الأَزرَق، اِختَبأ خَلفَ الدِّفاعِ وَالحَركاتِ الاِستِفزازِية، التِي تُثيرُ غَضبَ الخَصم.
أُعلِنَت الجَولَةُ الأُولَى بِالتَّعادُل، لَم أَكُن مِن مُفضِلي الاِستراتِيجِيةِ الدِّفاعِية، فَفَضلتُ المُلاكِمَ والِس، لِاِتِخاذِه الهُجوم.النَّظيرُ الأَسودُ غاضِب، بَينما الأَزرِقُ يَصُدُّ بَعضَ اللَّكماتِ بِخِفَةٍ، وَيتَفادَى الأُخرَيات بِسرعَةٍ شَديدةٍ، وَعِندَ اِعلانِ بِدايَةِ الجَولَةِ الثَّالِثَ قُلِبَت المَوازِين، فَقَد تَبدَلت الاِستراتِجِيات، وَأصبَحَ اِيسا يُهاجِمُ بِلكَماتٍ حامِية، وأندريه يُعافِرُ لِلنَجاةِ مِن تِلكَ اللَّكمات السَّريعة، وَالدِّفاعِ عَن مَراكِزِ النِّقاط الأَعلى.
خِلالَ مُشاهَدَةِ لِلجَولةِ الخامِسة، حَيثُ قَد أُنهِكَ حامِلُ اللَّون الأَسود، تَذَكَرتُ كَلماتِ مُدَرِبي، المُلاكَمة لَيست رِياضَةً تَقتَصِرُ عَلى العُنفِ المُطلَق، إنَّما تَحتاجُ مِن المُلاكِم الحِكمة، وَسُرعَةَ البَديهة، كَما الصَّبر، فِكُلُ قَرارٍ مُتَسَرِعَاً تَتَخِذُهُ فِي لَحظَةِ اِنفِعالٍ بَينَ حِبالِ الحلَبةِ؛ قَد يَضَعُكَ فِي مَوقِفٍ خَطِر.
اِعتَدَلتُ عَن تَشجِيعِ أندريه والِس، أَشَجِعُ لِيوناردو اِيسا، مُستَمتِعَةٍ بِنِزالٍ شَيقٍ، فَرُغَمَ تَعَبِ والِس وَتأَخُرِهِ بِالكَثيرِ مِنَ النِّقاط، إِلّا أَنَّهُ كانَ أَقوى مِن أَن يَستَسلِم، فَاِستَمَر بِاِنتِهازِ الفُرصِ وَكَسبِ بِعضِ التَّقييمات.عُدتُ إِلى مِنزِلي مَسلوبَةَ الفِكرِ وَالأَنفاس، فَقَد وَجدتُ مُلاكِماً يَرتَقِي لِيَكونَ لاعِبي المُفَضَل، سارَعتُ لِمحادَثَةِ مُدَرِبي عَن اِيسا، أَزُّفُ لَهُ كَونَهُ بَطَلِي الجَديد، أُرَحِبُ بِسُخرِيَتِهِ مِن هَذا الإعلان؛ حَيثُ أَنَّ مُلاكِمي المُفَضَل يَتغَيَّرُ كَتغَيُّرِ الفُصولِ.
____________________
أَسعد الله أوقاتكم وأيامكم أعزائي الرائعين.
تمَّ تعديل الفصل، بعد ثلاث سنين تقريباً من النشر🪰.
لا أملكُ الكثير لقوله، إلا أنني فخورة بهذا العمل سواء كانَ قبل التعديل أو بعده.
أتمنى من الأشخاص المارين بالفصل أن يدعموه بتصويت وتعليق
دمتم سالمين ♡
أنت تقرأ
شغف الملاكمة
Romanceأثناء إعجاب لوري ثورس بالملاكمة، وغرقها في حضور المباريات، تتعرف على ليوناردو ايسا، الملاكم البريطاني ذو الأسلوب المميز. فــ كيف لعلاقة المشهور مع معجبته الشغوفة بالتطور؟ ~ملاكمها المفضل~ □ مكتملة. □ الرواية نظيفة خالية من العلاقات المغايرة، والألفا...