فِي ظِلِّ الكَثيرِ مِن الأَحاسيس، كانَ لِقاؤه فِي مَكاني، أَمراً وَضعني على حواف الشَّك، فَهل ما أَحملُهُ مِن أحاسيسٍ لَه، تَخطَت إعجاباً بِرياضيِّ مُحترف، فَباتت إعجاباً بِرَجُلٍ يَمتَلكُ حياةً مُزدوجة؟
غُصتُ فِي أَفكاري أَثناءَ اِرتدائِي لِملابسي، وَسرتُ خَلفَ خيالي، حتى وصلتُ لِتساؤلٍ أَخرسني، ما اِحتماليةُ نَجاحِ عَلاقتنا، إن بَدأت؟ فَأنا لا أَزالٌ أَبدو كَمعجبة مَهووسة، اٍختَلَطت عليها مَشاعِرها، وَلا تَعلم الفَرق بَين الإعجاب بِمشهور ما، وَالحب.
هُو لَم يَطلب صَداقتي، وَلم يُلمح إِلى بِدءِ عَلاقَةٍ غَيرِ رَسمية بَيننا، فَحتى الأَلقاب لَم يَتِمَ إسقاطُها، هو لا يَرني سِوى شابةَ تَحجِزُ المَقاعِدَ الذَهبية لِمبارياته، وَتفنى حُنجرتها بِالصراخ بِاسمه، كَم أَبدو ضَئيلة أَمامه!
وَبالطَّبع إن فَرَّ إعترافٌ مِن فَمي فَسيظنهُ إعترافاً بَريئة لا يَحملُ سِوى إعجابٍ خالِصٍ بِرياضيٍّ صاعد.
ما الذي يُميزني عَن غيري؟ شَخصٌ مِثله بِالتَّأكيد اِستَمعَ لِمِئاتِ الاعتِرافات حتى اِعتادَها، كَيف يُمكنني اقناعَه بِما لديّ! فَهل زيارتهُ لِعملي جَعلتني أَظنُّ أَنَّني مُختلفة؟
صَعدتُ الحافِلة، بِتعَجل كَي أَعودَ لِلإختلاء بِأفكاري.
هَل رُبما يَمتَلِك زَوجة؟ خَطيبة؟ خَليلة!
الشَمسُ قَد غابَت، كما كادت أَن تَغيبَ عني مَحطتي، وَبِخطواتٌ مُتعَجلة، تَرجلتُ. أَتأَملُ الهَيكل الخارِجي لِوجهتي، حَيث كُنتُ قَد زُرتُه عَشراتَ المَرات، حَتى حَفظتُ أَركانه.
على المَقاعِدِ الأماميةَ جَلست، أَنتَظِرُ بِتَطلعٍ ظُهوره.
آلةُ تَصويرِي مُستَعِدَةٌ لِإلتِقاطِ طَلتَهِ وَتخليدِها، مُعلَقةُ على عَنقي كانَت خوفاً مِن اِنتشالِها مِن بَين يَدي، بَعدَ أَن دَفعتُ الآلافَ للحصول عَليها، فِي مُزايدةٍ طَويلةٍ فِي مَزادِ بِرلين، التي خُضتَها بِلغةٍ لَم أَفهم مِنها الكَثير.أَنامِلِي عانَقت هاتِفي لِلحظات، أُجيبُ على رسائِلِ بَعضِ العُملاء، لِتمضية الوقتِ دون طلته.
الهُتاف جَعلني أُنهي رِسالتي عَلى عَجل، أَرسلها دون التَّأكد مِن صَحةِ إملائِها.
اِبتِسامةُ عَلّت ثَغري حين لاحظت نَظراتهُ نحوي، اِبتسامتهُ علّت هو الآخر عَلى إثرِ خاصتي، بينما يَزرع خطواته حَيثُ الحلبة.
أُعلِنَ عَن الخَصم إِلّا أَنَّني لم أستطيع الاهتمام لِإطلالته فقد اِنشغلتُ بِتصوير خاصتي، وَبكشفِ نظراتِه المُختلسة ناحيتي.بعدَ العَديدِ مِن الجولات، والكثيرِ مِن اللَّكمات والركلات، أُعلِنت النتيجة، عَبست بعضُ الوجوه، وتَهلَّلت أخرى، التَّصفيقُ وَالصفير صَدح، الهتاف عَلا، بَينما تعابيرُ وَجهِ ليوناردو تَجهمت، فَقد هُزم.
غادَر عَددٌ مِن مُشجعي ليوناردو بِسخط، أَما أنا فَهتفتُ بِاسمه من جَديد، أدى ليو طقوسه، هَمسَ لخصمه الفائِز، يَجعلُ منهما يُقهقهان، أدَيتُ أنا الأخرى طقوسي، وَهتفتُ بِاسمه، كنتُ من أولِ مَن يَفعلون، وَاِتبعني القَليلون.
تَألمَ قَلبي لِخسارتِه، فَبطلي لا يَليقُ بِه سِوى النَّصر، إِلّا أَنَّني لا أَستطيعُ تَغيير النتيجة.عُيونُهُ المُتعبة اِبتسمت لِي اِبتِسامَةً لَم تَصل لِثغره، اِبتِسامةً تُفصٍحُ عَن اِمتِنانِه، وَلم يَكن بيدي سِوى هَزِّ رأسي بِلا بَأَس.
مَرَّ ليوناردو من جانبي، وَبدى لي مُرهقاً لِغاية، وَقبلَ أَن يَختفي جَسده خَلفَ الأبواب، صَرختُ أَجذِبُ اِنتِباهه:
"لا تَزالُ مُلاكمي المُفضل"تَوقفَت خُطواتَه، وَاِلتَفتَ لي بِمعالمِ وَجهٍ مُشرقة، وَرُغمَ الكَدمات التي زَينت سحنته، إلّا أَنَّهُ بَدى فٍي أَوسَمِ إطلالته، ضَواحِكُهُ بانت، تَجعلُ مِن خاصَتي تَقتدَي بِها، فَتظهرُ بِتَوسع هِي الأخرى.
اِختفى مُفضلي، تارِكاً خلفهُ قلباً يَنبضُ بِصخبٍ إثرَ طلتِهِ الباهرة، وَسربٌ من الفراشِ يَحومُ داخلي، جاعلاً مني أُدرِكَ صِدقَ أحاسيسي.
_____________________
أسعدَ الله أيامكم وأوقاتكم أعزائي الرائعين.لا تنسوا الدعاء لأهلنا في المدينة المحاصرة، وفي لبنان، وليحفظ الرب أهلنا في جميع البلدان العربية، وليكون،الرب في عون كل مظلوم.
أتمنى من الأشخاص المارين بالفصل أن يدعموه بتصويت وتعليق.
دمتم سالمين ♡
أنت تقرأ
شغف الملاكمة
Romanceأثناء إعجاب لوري ثورس بالملاكمة، وغرقها في حضور المباريات، تتعرف على ليوناردو ايسا، الملاكم البريطاني ذو الأسلوب المميز. فــ كيف لعلاقة المشهور مع معجبته الشغوفة بالتطور؟ ~ملاكمها المفضل~ □ مكتملة. □ الرواية نظيفة خالية من العلاقات المغايرة، والألفا...