نهاية و بدايه(الفصل الثامن)

4.1K 196 34
                                    

.
.
.
.
.
بعد مرور شهر،،،
الساعه 6:30 صباحا
شاطئ إسطنبول
_انطلق يمارس رياضته الصباحيه المفضله و هى الركض،، لقد اشتاق لتفاصيل اسطنبول الجميله بعد غيابه عنها لحوالى اربع سنوات،، اخيراً قد عاد،،، منذ عامين و هو يحاول الهروب من واقعه، لكنه قرر اخيراً التوقف عن الهرب و العودة لبلاده لمواجهة الواقع،،،،،
.
.
توقف بعد ان انهكه التعب ليتجه إلى احد المقاعد الموجود على شاطئ بحر اسطنبول و يفتح زجاجة ماء ليروى بها ظمأه،،، التفت حوله، رغم ان الوقت لايزال مبكراً و الطقس بارد تزامناً مع نهايه شهر نوفمبر، لكن هنالك الكثير من الاشخاص الموجودون امام الشاطئ،،، اتكئ على مسند المقعد،، و هو يتأمل الشاطئ،، قبل ان تمتد امامه كعكه السمسم المحببه و المشهوره للاتراك،، التفت لصاحب اليد الممتده له، ليجدها فتاة جميلة وجهها البيضاوى و خدودها المنتفخه و الحمراء من شده البرد، و شفاهها الورديه منفرجه بابتسامة صغيره خجولة،، بينما التف حول رأسها حجاب اسود و ترتدى معطف 🧥طويل باللون البيج الفاتح،،، ظل يحدق بها لفتره قبل ان تنفرج شفتيها قائله: إنها لذيذه.... رأيتك شارد و لم تنتبه للبائع لذا اشتريت لك واحده لتجربها،،،،،،،
تناولها منها و ابتسامه صغيره ترتسم على شفتيه: شكراً لك، لم اكون فى الواقع...... قضم قطعه صغيره ثم التفت إليها.. انا مراد... مراد الكردى...
بدلته الابتسامه لتجيبه: و أنا مريم..
التفتا مجددا للامام ليتأملا البحر بأمواجه المتقلبه تاره هادئه و فى الاخري هائجه،، ليتكلم مراد بصوت هادئ: انا احسد البحر كثيراً....
_لماذا؟! سألته مريم بنفس النبره...
_البحر بداخله العديد من الصخور و الاحجار و الكائنات المختلفه بهمومها المختلفه،، و درر مكنونه،،، لكنه يستطيع تحملها جميعا و يخبأها بداخله. يظهر لنا بشكله الجميل هذا،،، على عكسنا نحن البشر... فى اول مشكله نظهر قبحنا و نلوم واقعنا و نستسلم...

اومأت مريم مؤيده لكلامه قبل ان تعقب: لكن نحن البشر لسنا قادرين على البوح بكل مكنوناتنا و نضطر احيانا للتحمل فوق طاقتنا،،، و نجبر على رفض الاستسلام،، لاننا فقط لا نستطيع الاستسلام..... أما البحر فقد خلقه الله بسعته الواسعه،، و تحمله القوى،،، و مع هذا منحه القدرة على التذمر و الشكوى،، فتراه عندما يغضب يهيج و يموج،،، حتى إذا ما هدأ عاد صافياً من جديد..
ابتسم مراد باستهزاء ثم اردف: حسنا ربما هذا صحيح... لكن البحر قوى بمفرده لا يحتاج مساعده من احد،، لكن نحن البشر ضعفاء، إذا اصبحنا وحيدين نسقط،، و اذا سقطنا نحتاج لمن يرفعنا،، و إن لم نجد من يرفعنا سنظل كما نحن، فى القاع...
_انت مخطئ، نحن لسنا بحاجه احد،، فقط.... نحن نرفض النهوض... و نحب دائما التمسك بالماضى.. و نرفض فكرة المضي بغير وجوده معنا... نحن لا نستطيع تجاهل الماضي.. حتى مع معرفتنا انه يؤذينا نحن نتمسك به.
_ربما لاننا اعتدنا الاذيه او لاننا يائسين للغايه من المستقبل لهذا نفضل الماضي بكل قساوته و ألامه...
_اجل....... ساد الصمت من جديد بينهم و شرد كل منهم بحديث الاخر... قبل ان تطلق مريم ضحكه صغيره قائله: افترض ان مشكلتنا واحده😂
واجهها مراد: و هل يوجد مشكله اكبر من الحب؟!!
_اذا سأسألك سؤال... هل الحب يقوي او يضعف؟!
_من واقع تجربتى الخاصه.... و التى كانت من طرف واحد، كان ضعف و قوة،،، ضعف امامها و عدم قدرتى على الاستسلام فى حبها..... و قوة لاننى ظننت اننى استطيع مواجهة العالم كله لاجلها.......
_و بعدما خسرت؟! هل بقيت نفس وجهة نظرك كما هى؟!
_كلا.. بعدما نستيقظ من فورة العشق.. نكره ضعفنا ذاك.... نكره اننا اضعنا الوقت فى الحزن و الغضب و كل تلك المشاعر السلبيه... للاسف يا صديقه.. نحن ننسي ان العمر قصير و لا يجب تضييعه فى الاستسلام..... و ها انا قد استفقت، متأخراً اجل، لكن ليس قبل فوات الاوان......
تمعنت مريم فى كلامه قبل ان تبتسم بانكسار: آمل ان استطيع الاستيقاظ انا ايضاً قبل فوات الاوان،،،،، حملت حقيبتها و نهضت قائله.. سعيده بلقائك.. لقد كنت بحاجه للحديث مع شخص غريب.... اشعر اننى اقوى الان.... لكن يا سيد مراد... انت قولت العمر قصير لذا انا سأحاول. ان اعيش هذا العمر بسعادة...كل منا يبحث عن مصدر للسعادة، و انا سعادتى فى هذا الحب... حتى و إن لم يكن حبي كاملاً سأجلس يوماً مع نفسي و انا راضيه.. راضيه كونى لم استسلم و لن املك اى ندم.... قد لا يكون هذا الشخص يستحق او ربما القدر يخفي لنا ما هو افضل.... لا اعام حتى متى سيأتى الافضل.. لكن الله عادل و لا يظلم... لابد ان لى نصيب من السعادة ايضاً..... انت ايضاً أتمنى ان تحصل على سعادتك قريباً...

ذنبها العشق 💔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن