.
.
.
.
.
تتابعت الخطوات المتعجله داخل رواق المشفي متجهه إلى اخر الرواق حيث يجلس غيث امام باب احدى الغرف، يسند رأسه على يديه المتشابكتين، و يبدو الارهاق جلياً على ملامح وجهه الوسيمه،،، للان لا يكاد يصدق كل ما حدث،،،، لقد اراد العودة لرؤية اخوته، الاطمئنان على العمل مساعدة شقيقه، و يقدم زوجته لهم،، فقط...... هذا كل ما اراده،، لماذا عاد و تشابك مرة اخرى مع مًريِّمً؟! كيف طاوعه قلبه على إيذاءها؟! لا يمكنه نسيانه مشهدها و هى ساقطه بين دماءها بلا حول ولا قوة،،،،، لا يدرى كيف تدارك الوضع سريعا ليحملها إلى المشفي بأقصي سرعه، حيث استلمها الاطباء،، و تركوه فى قلقه و تخبطه،، حتى مضت ساعتين و خرجوا ليطلعوه على نتائج الفحوصات و الاشعه،، و طمئنته ان اعضاء الدماغ الداخليه لم تتضرر لكن الجرح فى رأسها كان غائر و استلزم، العديد من الغرز،، بالاضافه إلى بعض الرضوض و الكدمات التى اصابة كتفها و ذراعها اثر ارتطامها بالارضيه الصلبه،،، ستشعر ببعض الالم و الدوار، و الصداع الحاد بعض الشيئ لكنها ستتعافى بشكل جيد بعض مدة.......
.
.
.
تنفس غيث الصعداء و جلس اخيراً ليرتاح و يزيح القلق الذي كان يجثو على صدره،، و اخرج الهاتف الذى لم يصمت منذ ساعتين، ليرد على آسيا التى بدأت بالصراخ و التذمر كونه ترك زفافهم المفاجأ هذا و غادر،،،،
اجابها بكلمات مقتضبه، بأن تخبر العائله كون مريم اصيبت و موجوده في المستشفي، و اغلق الهاتف،،، مرت اقل من ساعه و ها هم يقتربون منه بخطواتهم الراكضه....
.
.
. اندفع مصطفي ليقف امام وجه شقيقه ليسأله بإتهام : ماذا فعلت لمريم؟!!!.،،، بادله غيث الاجابه بابتسامه مستهزءه بينما اندفع يوسف ليبعد مصطفي و يصحح الموقف قائلا لغيث: انه يعني ماذا حدث لتصحب مريم للمشفي؟ كيف اصيبت؟!،،، صمت غيث و لم يعلم كيف يجيب......، و فى هذه اللحظه خرج الطبيب من غرفة مريم بعد قيامه بفحص شامل،، فاندفع كرم و مصطفي ليسألانه: ايها الطبيب ماذا حدث؟ كيف هى مريم الان؟!
هدأ الطبيب من روعهما قائلا بعمليه: لا تقلقا،، لقد كانت السقطه عنيفه بعض الشيئ لكن حالتها جيده و لا يوجد امر خطير،، ستستيقظ بعد قليل و يمكنكم نقلها إلى المنزل،، و لكن يرجى الاعتناء بطعامها و ادويتها جيداً.......
اومأ الاشقاء للطبيب الذى غادر بدوره و اتجهوا هم للغرفه يتبعهم فى الخلف غيث،،،،، اقتربوا من سرير مريم الشبه واعيه، و امسك كرم و مصطفي، كل منهم بيدها و حاولوا محادثتها و التهوين عليها حتى تستعيدها وعيها كاملا بينما قطب غيث فى ضيق من قربهم منها الغير مقبول له، لكنه كتم ضيقه هذا.......
.
.
.
بعد نصف ساعه،،، كانت مريم قد استعادت وعيها بشكل كامل لكن المسكن لم يقضي بشكل كامل على ألم رأسها،، لذا اكتفت بالاستماع لحديث الاشقاء الثلاث، بينما تجنبت النظر لغيث الذى فعل نفس الشيئ،،،،،
.
.
ساعدتها الممرضه فى تعديل ثيابها،، بينما اقترب مصطفي محاولا حملها لمساعدتها، لكن يد غيث منعته و اقترب هو ليحملها بدون سابق إنذار، بينما تجهمت ملامح وجه مريم و تجاهلته حتى وصلوا إلى السياره فمددها على الكرسي الخلفي، و اتجه هو إلى كرسي السائق و قاد سيارته بينما ركب اشقائه فى سيارة يوسف التى جاءوا بها.....
..
.
.
.
.
.
_اللعنه!!!!! صرخت بها آسيا و هى تحطم المرأه بالكرسي الذي قذفته باتجاهها،، بينما جلست سيرين على السرير خلفها و هى تنفخ في اصابعها بلا مبالة..........
سقطت آسيا ارضا بإرهاق و هى ترتجف من الغضب و الغيظ،،، لقد تركها غيث!! فى وسط احتفالهم،، لم يبالى بشكلها امام الجميع او موقفها،، فقط تركها، و هى تنادى خلفه بإسمه كالبلهاء... تركها لاجل مـريـﮯمـ؟!،،، عند هذه النقطة واجهشت بالبكاء كالرضيعه غير مبالية بسيرين التى كانت تضحك بسخريه،،، قبل ان تنهض بكسل و تجلس بجانبها و هى ترسم على وجهها علامات الحزن المزيفه و اردفت بمواساه مصطنعه: اوه آسيا... عزيزتى المسكينه.... ما ذنبك لتعانى من كل هذا الالم؟!، لكن لا يجب ان تسكتى عن حقك،، يجب ان تتصرفي و تجدى حلا فورى، لكن ماذا يمكن ان تفعلى؟!.... صمتت سيرين بخبث و هى تنتظر تفاعل آسيا معها،،، و التى بدورها كفكفت دموعها، و رفعت رأسها بإنتباه لكلام سيرين، التى تابعت بعد صمت: إن صمتي الأن، سيضيع حقك فى اهتمام و تقدير زوجك،، و سيكرر هذا مرة اخرى،، ستصبحين اضحوكة المجتمع، كزوجه بائسه و مهجورة،، و قد ينتهي الامر بطلاقك مرة اخرى،، و حينها المجتمع سيلومك مرة اخرى،،، لهذا، يجب عليكي اختيار اهون الامور،، إما إيجاد حل لاستعادة زوجك و تملكه مرة اخرى؟!!..... أو.... تقلبين عليه الطاولة و تفضحين زواجه السري من ابنة عمه القاصر و استغلالها،، و المطالبة بتعويض، و كسب تعاطف و تأييد الجميع...
.
.
التفتت سيرين لتقابل آسيا و تتأمل تفاعلها مع كلامها قبل ان تضغط عليها اكثر: ماذا قررتى إنقاذ زواجك،، او كشف كل الاوراق؟!
.
.
اردفت آسيا بعد صمت طويل: غيث حبيبي الاول و الوحيد،،، اريده ان يندم لكن لا اريد خسارته....
.
.
ارتسم التجهم على وجه سيرين لتنهض قائله بجمود: إذا اجمعى حاجياتك و اذاهبي إلى منزل والديك،... دعيه يعلم حجم غضبك منه....
.
.
.
.
.
.
.
. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
. دلف غيـﮯث إلى جناحه القديم و الذي اصبح الان جناح مـريـﮯمـ ، و هو يحملها بين يديه،، سار بها ناحية السرير، ليضعها عليه برفق، و يقوم بتعديل الوسادات خلف رأسها حتى ترتاح عليها، و يضع الغطاء فوقها......
.
بينما هى تتجاهله تمام، و ترسم على وجهها علامات الجمود،، تعلم أنها اخطأت عندما صفعته،، لكن لم تكن فى وعيها، و قد فاض بها الكيل حينها، و ارادت ان تفرغ غضبها بأحدهم، و كان هو،،،،،، لكن..... ظنت انه سيتفهمها... سيمتص غضبها..... و يحاول مواساتها قليلاً... كما كان يفعل.... هه،،، ضخكت بسخريه،،،كم انا حمقاء!!! لقد نسيت ان غيـﮯثيـﮯ قد اصبح من الماضي و الشخص الذى امامها الان شخص اخر.... لكن قلبها اللعين يحبه... تسللت دموعها و هى مغمضة العينين، لتتابع حديثها الداخلى،، قلبي اللعين مازال يحبه، بكل حالاته،، رغم هجره، و قهره،و جفاءه.... مازالت تحبه...
أنت تقرأ
ذنبها العشق 💔
Romanceفى كل قصه حب طرف ثالث، وهذه القصه قصتى أنا، الطرف الثالث بين العشاق 💔💔 . . . _عندما رأيتك مرساي ثقبت انت سفينتي،،، فما انا إلا فى بحر عشقك غارقة، و ما انت ب غرقي مبالٍ...............