ذكريات (الفصل الاول)

6.3K 147 9
                                    

غيث نصار👆🏻
****
.
.
.
.

تسير بخطوات سريعه اشبه بالركض خارج قاعة محاضراتها،، تشعر انها تحلق فوق السماء،، ضربات قلبها كالطبول،، تظن ان الجميع قد سمعها، لكن أذنيها صماء، لا تسمع اى شيئ غير صوته، عقلها فارغ لا يملأه سوااه،، واخيرا قد عااد بعد ثلاثة اعوام، واخيرا، غيثها هنا،،،،

اصبحت واخيرا خارج البوابه بانتظار السائق،، وهى تزفر كل ثانيه بنفاذ صبر،، لم يصل بعد لكن هنالك الكثير من الاشياء التى عليها تحضيرها،، مثلا وجبته المفضله، تحليته المحببه،، ايضا غرفته، شحب وجهها فور تذكرها لغرفته، والتى تحتلها هى منذ ان رحل، هو يعلم انها مهمله وفوضويه،، لكنها اكيدة من هوسه بالنظام والنظافه،، عليها الاسراع لترتيبها وتنظيمها وايضا عليها تجهيز نفسها،، يا ألهى هل ستستطيع انهاء كل شيئ قبل ان يصل،، تشعر انها ستبكى،، اللعنه عليك يا كرم!! ، ألم يستطيع اخبارها بوقت ابكر،، لقد راسلها قبل نصف ساعه بينما كانت فى منتصف محاضراتها، ليخبرها ان غيث قادم، وطائرته ستحط فى تمام السادسه،، طالعت ساعة يدها،،، انها ال١٢ ظهرا،، لا تزال تملك ست ساعات،،،

بينما هى منغمسه فى افكارها شعرت بتلك الضربه على ظهرها،، والتى تعلم جيدا من صاحبتها، انها بالتأكيد صديقتها ومن غيرها حياة، التى بادرت بالقول وهى تجاهد لالتقاط انفاسها التى انقطعت اثر ملاحقتها لصديقتها: اللعنه! ما بكى يا فتاة؟! هل حدث شيئ ما؟! لم تركت المحاضرة واندفعتِ راكضه هكذا؟! هل حدث شيئ؟!
قالت اسئلتها تباعاً فى نفس واحد،، لتتذكر مريمنا، الان فقط كيف لم تحترم الاستاذ وركضت إلى الخارج غير منتبه له وغير مباليه لنداءه،،، يا ألهى!!! اظن أنى سأرسب فى مادته!!!

اردفت مجيبه صديقتها: لقد راسلنى كرم، لقد اخبرنى أنه قادم،، غيث،، زوجى إنه قادم!!

زوجى!!! اجل، زوجى! لقد نطقتها اخيراً، لقد ظنت انها لن تقولها ابدا، لكنها فعلت الان، لم يكن زواجهما عادي، بل كان مشروط،، غاصت فى ذكرياتها متذكرة الماضي الذي لم تنساه ابداا،،،،،

اول خطوة لها فى بيت آل نصار،، كانت لا تزال فى السادسه من عمرها ،، لكنها فجأة اصبحت فى الستين، لقد خسرت والديها دفعه واحده،، حادث سيارة مأساوى،، انقلبت سيارتهم من حافه الجرف أثناء ذهابهم إلى (طربزون) لقضاء عطلتهم الصيفيه،، لقد كانت الاخيره،،، كان ثلاثتهم فى السياره لكنها الوحيدة التى نجت،،،

انقذتها شرطه النجده لقد فقدت القدرة على النطق بسبب الصدمه،، بقيت تحت رعايه الدوله لمدة ثلاثه اسابيع حتى جاء هوو، عمها الطيب محمد نصار، شقيق والدها الاكبر، اول ما فعله هو التربيت على رأسها قائلا ستعيشين معى الان، سأكون كوالدك لن تشعرى بغيابه ابدا ،، لم يكن هذا ما تنتظره لكنها اطمئنت نوعا ما،،،،

ذنبها العشق 💔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن