الفصل الاول

5.9K 135 31
                                    

الفصل الاول

في احد المستشفيات الخاصه تحديده في غرفه العنايه المشدده كان يجلس عبدلله علي الكرسي بجوار الفراش الذي ينام عليه اخيه محمود بعد ان تغلب عليه المرض واصبح طريح الفراش يخرج انفاسا الاخيره بجهد وتعب شديد ويقف في الخارخ ابنه الوحيد الذي قلبه لا يتحمل رؤيته في تلك الحاله خصوصه بعد ان اخبرهم الطبيب ان الحاله ميئوس منها ...قامه محمود بنزع قناع الاكسجين من علي وجه وتحدث بتعب وصوت مجهد :
- خلي بالك منه يا عبدلله ...خليك في ضهره و اوعي تتخلي عنه ابدا ...عثمان ملوش غيرك في الدنيا من بعدي

امسك عبدلله يد اخيه وتحدث بصدق و وعد :
- متقلقش يا محمود ابنك امان في رقبتي ...اوعدك اني هفضل جنبه لحد ما يكبر ويبقي احسن واحد في الدنيا

هتف محمود بصوت ضعيف بالكاد سمعه عبدلله :
- نادي يا عبدلله ..عايزه اشوفو

خرج عبدلله من الغرفه سريعا واقنع ابن اخيه بالدخول ...جلس عثمان علي الكرسي الذي كان يجلس عليه عمه وامسك بكف يدي وقامه بتقبيلها و دموعه ترفض التوقف منذ ان دخل الي الغرفه ...كلمه واحد قالها محمود وهي اخر ما سمعه عثمان منه قبل وفاته :
- خلي بالك من نفسك يابني

فاق عثمان من شرودو وعلي اخر ذكرى جمعته بوالده قبل وفاته والتي كانت منذ احد عشر عاما كان في العشرين من عمره ..الان اصبح عثمان محمود التركي شاب في الواحد والثلاثيين من عمره والذي تولي مسئوليه الشركه من بعد تخرجه من الكليه وكان عمه عبدلله بجواره في كل شئ ويعلمه كل شئ وكل تفصيله تجعله ناجح حتي اصبح من انجح رجال الاعمال ولكن ما يعيبه شئ واحد وهي غروره وعجرفته وتكبره فهو يراه انه من اوصل الشركه لما هي عليه الان بدون مساعده احد ...تولي المسئوليه في سن صغير جعلت منه انسان متكبر مغرور عكس المتوقع ، يراه ان الجميع خدم له وانه فوق الجميع وبسبب ذلك لم يكن له صديق حقيقي كل من كان يتقرب منه يكون الهدف ان يكونو بالقرب منه ويطلق عليهم اصدقاء لعثمان التركي  وذلك ما لم يعجب عمه ابدا فهو وعد اخيه ان يجعله انسان جيد ناجح ولكن ليس مغرور بذلك الشكل ...خرج من مكتبه بعد ان انهي عمله وتوجه ناحيه سيارته الخاصه وخلفه سياره اخر لحراسه و اتجه الي المنزل لرؤيه عمه ...وصل الي المنزل وارتجل من سيارته و دخل الي فيلا عائله محمود التركي التي يعيش فيها عثمان هو وعمه وزوجته واولاده ...اتجه الي المكتب حيث يوجد عبدلله في انتظاره وجده يجلس علي الكرسي خلف المكتب يراجع بعض الاوراق ...جلس علي الكرسي المجاور لمكتب حمحم ليلفت انتباه عبدلله :
- حضرتك كنت عايزني يا عمي

انتبه اليه عبدلله وترك ما في يده و نزع نظاره القرايه الخاصه به وهتف بحزم :
- اه يا عثمان ...ممكن افهم بقي ايه الي عملتو في الشركه النهارده ده يعني ايه ترفض تلات موظفين دفعه واحده من غير سبب

لم تتغير وضعيه عثمان وهتف بثبات وهدوء :
- واضح يا عمي ان الي وصلك المعلومات وصلها ناقصه ومبلغش حضرتك اني رفضهم علشان شوفتهم واقفين بيتكلمو عليا واسمعهم بيقولو ان واحد مغرور و ان الشركه قبلي كانت احسن الاغبيه

المغرور ( مكتمله ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن