المغرور ( مكتمله )

الفصل الثالث عشر

الفصل الثالث عشر 

كانت تقف تقطع الطماطم والخيار من أجل السلطة كما كلفتها جدتها و ايضا كانت تراقب الأرز من أجل الغداء ولم تلاحظ الأعين التي تراقبها وتراقب جميع تصرفاتها طوال اليومان السابقان، تشعر أنها تتعرف عليها من جديد وتريد معرفة كل شئ عنها حتى تقرر وتعطي ابنها الإجابة التي ينتظرها

لاحظت سلمى شرودها وأنها تمسك السكين لتقطيع البطاطس ولكنها لا تحرك ساكنا فضربتها بمرافقها ضربة بسيطة حتى تلفت انتباها ونجحت في ذلك فهتفت بقلق :

- أنتِ كويسة يا شروق مالك سرحانه كده لي 

حركت رأسها نفيا وهي تقول بنبرة هامسة:

- مفيش مصدعه بس شوية، وكمان في موضوع شاغل بالي كدة 

- موضوع اي قلقتيني، فارس كويس هو وسليم 

أومأت لها إيجابا ومن ثم هتف بنبرة لا تصل إلى آيات:

- اه كويسين الحمد لله، هو بس الموضوع يخص سليم 

فهمت سلمى ما ترمي إليه بحديثها وعلى ما يبدو أنه تحدث معها في الأمر لهذا وجهت حديثها الي ايات حتى تخرجها من المطبخ :

- آيات روحي ادي لجدك الدواه علشان معاده جي يلا 

تركت ما كانت تفعله وغسلت يديها وخرجت حتى تعطي جدها الدواء، بمجرد خروجها تحدثت سلمى بجدية ولكن بصوت منخفض حتى لا يستمع إليهم أحد :

- لو قصدك علي موضوعه هو و آيات فانتِ أم يا شروق واكيد عايز الاحسن لابنك وليكِ حق انك ترفضى، بس رفضك ميكونش سبب في جرح لبنتي بكلمة واحدة ياشروق 

- وأنتِ عارفة كويس اوي انا بعتبر آيات زي بنتي واكتر، أنا بس اتفاجأت من طلبة، أنا بس بفكر في الموضوع واكيد الي فيه الخير يقدمه ربنا 

صمتت سلمى تستمع الي حديثها ورغم أن اطمئنان قلبها الاه لايزال هناك بعض الخوف بداخلها فهي تعلم جيدا أن الأمر حساس للغاية بالنسبة لابنتها :

- ربنا يسهل يا شروق، ومهما كان قرارك ده مش هيغير حاجة هتفضلي طول عمرك اختي الكبيرة اللي بتعلم منها

- طيب تصدقي بقي علشان اختى الكبيرة دى بقى أنا مش موافقة، وخدي بقي كملي الاكل يا هانم 

صاحت بغيظ في وجهها والقت عليها الطبق والسكين حتى تكمل تقطيع، التقطت سلمى الطبق وهي تضحك علي تصرفها ورد فعلها كلما تذكرها أنها اكبر منها سن

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

كان يجلس في مكتبة ينهي الأعمال التي لديه عقل شارد فهو طوال اليومان السابقان لم يراها ولو صدفة منذ لقائهم حتى لم تأتي الي المنزل الأمر الذي جعله يقلق عليها بشدة خوفا من أن يكون حدث لها مكروه، فاق من حالته على رنين هاتفه الذي كان يرن برقم يزيد فأجابه عليه سريعا باشتياق حقيقي :