٢٠

1.4K 47 1
                                    

             "شفافية الأحداث"

"على لسان لميس"

_طلعت من شغلي على المكان اللي إتفقنا نتلاقى فيهو أنا وخالد...التوتر والخوف والتردد والتراجع كلها حاجات كانت جواي..بس ضميري كان أقوى منهم ومُسيطر علي شديد...إتلاقينا في كافيه على النيل...وصلت قبلهُ...قعدت في أقرب طاولة وسرحت بعيد...أنا عمري ما ح أعيش عيشة طبيعية ولا ح أكون أسرة ولا يكون عندي بيت وراجل...ح أفضل كده زي ما أنا...بِلا هوية...كنت بفكر كيف أثبت نسبي لأبوي الحقيقي وإذا الموضوع ده بحتاج لفحص وإجراءات دقيقة ولا لا...فكرت في عمار لما يِعرف موقفهُ ح يكون شنو!..هدى فرح إيناس...كل الناس دي لما تعرف ح تتقبلني كيف...مدى تقبلهم للموضوع ح يكون كيف...وهل التعامل معاي تاني ح يبقى بحذر...أبسط مثال..لو أتقالت لي جُملة "يا بت الحلال"...ح أتحسس وأحس القدامي عاوز يحرجني وخلاص...جُمل كتيرة وقفت عندها ولقيت إنو ما ينفع تتقال لي تاني...ما حسيت بخالد إلا هو بصفر...عاينت ناحيتهُ وأنا مبتسمة إبتسامة باردة وعادية....كان بعاين لي بنظرات جميلة ولطيفة...قال لي:-أسف...إتأخرت عليك...قولته ليهو:-لا أبداً...قال لي:-أتمنى المقابلة دي تكون بخصوص موضوعنا...ما تفهمي إني مُستعجل...لالا أنا مُستعجل شديد يا لميس...قلت لنفسي "هو كيف فرحان بي كده...كيف قادر يكون لطيف بالشكل المُطمئن ده"....قال لي:-سكتي يعني!!..قولته ليهو:-لأنو لما أحكي ليك قصتي...غالباً ح تعمل حاجه من إتنين...يا تقوم وتخليني..يا تفضل ساكت ومصدوم....ربع يدينهُ وقال لي:-قولي قولي...سامعك أنا....أخدت نفس وبديت حكايتي الغريبة:-زي ما عارف نحنا أربعة بنات وأمي إسمها بتول...زمان شديد كانوا ساكنين في"...." حكيت ليهو عن أبوي "يحيى"ووضعه وكل حاجه حفظتني ليها أمي...كل كذبة قالتها أنا قلتها لخالد...لما وصلت لموضوع طلاقهم وإتدرجت لحدي ما جينا الخرطوم وأمي أشتغلت وبقت لينا أم وأب..وصولاً لسماعي بخبر وصول أبوي من برة السودان ورقادهُ في المستشفى...زيارتي ليهو أول مرة وشكوكي إتجاه طلاقهم...مكالمتي مع أختي والتفاصيل دي كلها...كلامي مع عمار والسبب الجمعني بيهو...لحدي ما وصلت لعلاقة كمال الدين بأسرتي..لما جيت أحكي يوم المستشفى والصدمة اللي إتصدمتها...تلقائياً بقيت أحكي وأبكي...لما نطقت جُملة "طلعت ما بت أبوي..طلعت بت زنا"..زدت في البكى...شرحت ليهو حالتي الكنت فيها وسوء ادبي مع أمي والتغيير الحصل في علاقتنا...كلامي معاهو وطلبهُ الغريب ليدي...واصلت بأخر نفس:-أنا..أنا كان ممكن أواصل كِذب عادي ونتزوج وتكون على عماك...بس عمري ما فكرت بأنانية ولا عمري أذيت زول...أنا لو في حاجه ربنا ميزني بيها فهي إني مستحيل ألعب بمشاعر زول أو أتصرف بأنانية عشان مصلحتي...ضميري ما ريحني يا خالد...أنا طول فترتنا مع بعض..كل يوم ببكي وكل يوم بجيني ألف تفكير...كل يوم بتضايق من نفسي جداً...فكرت مليون مرة وإترددت ألف مرة قبل أجي وأحكي ليك...بس دي حقيقتي وما أنا عليه...بدون كذب ولف ودوران وتحوير مواضيع...يمكن تشوف كلامي زي الخيال...بس دي الحقيقة وما قدرت أسكت أكتر من كده...سامحني لو طيلة الفترة الفاتت عشمتك فيني...بس صدقني كل كلمة كنت بتقولها لي ياخالد أثرت فيني ودخلت قلبي...ولو كنت أنانية بجد كنت ح أواصل في كذبتي..بس أنت ما تستاهل مني كده...خالد كان ساكت ومتفاجيء و مصدوم وشكله ما أستوعب ولا حرف من كلامي...قمت بكل هدوء وأنا دموعي سابقة خطواتي ركبت عربيتي ودورتها وبقيت سايقة بأقصى سُرعه وكأني بهرب من المكان وكأني كنت مُحتشمة وإتعريت قدام خالد...أنا أبداً ما ح ألومه ولا ح أظهر في حياته تاني...هو ما يستاهلني....خالد كتير علي...كتير شديد...!

عكس التيارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن