٣٩

1.7K 38 1
                                    


أسيرُ في الشوارع كجريمة؛ مطاردًا بظل من العار الدائم، متجنبًا الطرق المزدحمة بالمارة، والأماكن المُسلَّحة بالنظرات. يداي تختبئان في جيوبي، عقلي يختبىء من عقلي، دقّات قلبي تُوتّرها دقّات قلبي، القطار في رأسي بلا محطاتٍ للتوقف، والمصيبة ستحدث، دائمًا، بعد قليل.


                    "أحمد شوقي بشير"


"في إحدى المحلات"

"على لسان ديدا"


_نظراتي بقيت ما بين خالد وبين لميس وعمار..علامات الدهشة والإستغراب واضحه على ملامحي...مسكت خالد من يدهٌ وأنا بقول:-ممكن أفهم في شنو ؟؟..قال لي:-ح تفهمي كل حاجه..تعالي بس...مشينا ناحيتهم وأنا وشي ح يقع مني من شدة ما زهجانة وغضبانة من جوز اللوز القدامي ديل...قعدنا على طاولة...خالد جنبي وعمار قصادي ولميس قصاد خالد...عمار طلب لينا عصير...بعد موال السلام بينهم خلص...خالد بدأ يحكي لعمار الموقف اللي أنا شفتهٌ بعيني وكنت راجياهٌ ينكر عشان أهيج فيهو...بس عمل العكس تماماً وكأنما خالد بيحكي ليهو عن قصة عابرة ولا مشهد في مسلسل...ما كان متفاعل مع الموضوع شديد..حتى نظرات خوف ساي ما لمحتها في عيونهٌ...بعد خالد خلص كلام..عمار بكل هدوء قال:-أنا لميس حكت لي الحصل أول أمس...وصراحة كنت ح أطلب نقعد القعدة بس أنت سبقتني..قولته ليهو بإنفعال:-ده شنو الهدوء والسكينة الأنت فيها دي...أنتو يخوانا طبيعين...لا بجد كلكم طبيعين ؟؟..خالد قال لي:-ديدا روقي ممكن...قولته ليهو بعصبية:-لا ما بروق...أنا دمي محروق من يوم شفتهم...إترددت ألف مرة قبل أحكي ليك..وبعد حكيت ليك ما شفتك إتصرفت أي تصرف ضدهم بالعكس أنت إهتمامك بِها زاد أكتر...خالد قال:-أنا بس عاوز أفهمك وأقول ليك إنهٌ اللحظه اللي شفتيهم فيها..لحظه طبيعية...قولته ليهو:-خالد لا إله إلا الله...أنت واعي لنفسك بتقول في شنو...سامع صوتك ده زي ما أنا سامعاهٌ ؟؟..أنت..عمار قاطعتني بجملة:-لميس أختي يا ديدا...بقيت أعاين ليهو بإستخفاف وإستهتار قولته:-أختك بالرضاعة ؟؟..ده شنو الهبل الأنتو فيهو ده...قال لي بنفس الهدوء:-لا...لميس أختي بحق وحقيقة...أختي بت أبوي♡...


_أنا بقيت زي الزول الكاشحين فيهو موية تلج..وعقلي ما مستوعب ولا حرف من كلام عمار...كيف يعني عمار ولميس أخوان؟؟...عقلي رفض الفكرة تماماً...ورجعت ركزت نظري على خالد وأنا بطلع الكلام بصعوبة:-أٌ...أٌخت...أٌختهٌ كيف يعني؟؟...ده كلام شنو يا خالد ؟؟...عاينت للميس اللي كانت بتبكي وعمار خاتي يدهٌ بفوق ليدها وبربت عليها بلطف...قال لي:-أنا ح أحكي ليك القصة كلها...القصة أكبر من توقعاتك وبعيدة كل البُعد عن تصوراتك وخيالك....يا ستي القصة بدت لما يحيى والد لميس أو خلينا نقول اللي هي مسجلة بإسمه تِعب فجأة وقرر ينزل السودان للعلاج.....الخ "عمار كان بيحكي قصة لميس بحذافيرها..وأنا ريأكشناتي في كل مرة بتختلف"...بعد خلص أنا لقيت دموعي مالية وشي...يعني لو خلوني مع نفسي عمري كلهٌ ح أفضل شايفة لميس خاينة وعمار خسيس... !!

عكس التيارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن