#ليتني_مِتُّ_قبل_هذا
الفصل الخامسكان مقيّداً بأغلالً من شوك لم يستطع حلّها أو نزعها و لكن قدماه كانتا محررتان ليفيق من غفلته و يهرول سريعاً إلي الخارج ليجد إمرأةً جميله تقف بعيداً علي مدد بصره ليركض بإتجاهها فإذ بها تعود للخلف ليعود و يركض نحوها مرة أخري ليجدها وكلما إقترب منها إبتعدت أكثر ليتيقن أنها سراب و أنه لن يتمكن من اللحاق بها فوقف مستنداً بيديه إلي ركبتيه يحاول إلتقاط أنفاسه اللاهثه ليستمع إلي صوتٍ يصدح بعيداً ليعتدل قائماً فوجدها تشير له بالإقتراب منها وهي تناديه بإسمٍ لم يستطع تمييزه ليعود و يهرول نحوها مرةً أخري ليسقط في قاع بئرٍ مظلم فـ طفق يصرخ مستغيثاً وهو ينظر للأعلي ينتظر مرور أحدهم ليراها تقف علي حافة البئر و هي تنظر إليه ببكاء و تمدّ يدها نحوها تريد مساعدته قبل أن تختفي و تعود مجدداً وهي تلقي إليه بـ حبل أمسك هو به و سحبته للأعلي حتي وصل إلي قمة البئر لترتفع ضحكاته فرحاً بالنجاه قبل أن تنقشع عنه مجدداً و تتحول إلي صرخات مستجديه وهو يراها تترك طرف الحبل من بين يديها ليهوي هو إلي قاع البئر من جديد فـ ظلّ يصرخ و يناديها مستغيثاً بينما عَلَت ضحكاتها الساخرة لتتركه و تبتعد مختفيه عن أنظاره.
إنتفض يحيـي من نومهِ بفزع وهو يلهث كإنه كان يركض بـنومهِ ليزفر براحه عندما تبين له أنه كان مجرد كابوساً ليس إلّا لينظر حوله فوجد أن الصباح قد أتي فقطب حاجبيه متعجباً و نهض من الفراش وهو ينادي مصعب فخرجت والدته من المطبخ تقول بإبتسامه: صباح الخير يا حبيبي، مِصعب زمانه جاي.
تسائل بضيق: هو راح الشغل من غيري ليه النهارده؟
أجابته بلطف: لا يا حبيبي النهارده مفيش شغل، و مِصعب راح يقابل المعلم بتاعه عشان يقبّضه، كان عايز يصحيك تروح معاه بس أنا قولتله بلاش خليه نايم الساعتين دول ده شقيان طول الاسبوع.
إبتسم قائلاً: ماشي ياما منتحرمش منك.
_ولا منك يا محمد يبني، يلا بقا عشان تفطر.
أومأ موافقاً بينما إنصرفت هي وعاد هو إلي غرفته شارداً بتفاصيل ذلك المنام الذي رآه قبل قليل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع صباح يومٍ جديد إستيقظت غَزَل بنشاط ونهضت لتستعد للذهاب لعملها لأول يوم و كلها حماس و شغف فإرتدت من ثيابها أحسنها و إنتقت الألوان الهادئه حرصاً منها علي ملائمة الجو و المكان الذي ستذهب إليه ثم خرجت لتجد والدها ينتظرها قائلاً:صباح الخيريا غزال.
إبتسمت بإتساع و قالت:صباح النور يا بابا يا عسل إنت،إيه رأيك؟!
قالت الأخيرة وهي تستدير حول نفسها ليبتسم قائلاً:بسم الله ماشاء الله عليكي يا غزل،إمسكي خلي ده معاكي.

أنت تقرأ
ليتني مِتُّ قبل هذا
Romanceعندما يكون الندم في وقت لا يسمن فيه ولا يغني من جوع فماذا تفعل سوي أن تتمتم باكياً أن يا ليتني مت قبل هذا