18

4.6K 189 26
                                    

#ليتني_مِتُّ_قبل_هذا
الفصل الثامـن عشـر

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

"يحيـي..أنا عارف إن أي كلام هقوله دلوقتي ملوش لزمه و عارف كمان إن مهما قلت لا يمكن هتسامحني، أنا بس عايزك متزعلش من أبوك لإنه ملوش دخل في اللي حصل وكان رافض الموضوع من الأول خالص بس أنا اللي ضغطت عليه بالعيال عشان يوافق، قدورة كمان ملوش ذنب تقاطعه بسببي، إنت عارف إنه طول عمره مبيحبش يزعل حد وإذا كان وافق فوافق عشان أنا طلبت منه ده، يمكن بعد كلامي ده هتكرهني بزياده بس أنا حبيت أكتب لك اللي في قلبي، أنا ندمان صدقني، ندمان إني جنيت على حقك و ظلمتك و قلبتلك حياتك، عشان كده أنا همشي من اسكندريه خاالص و هروح اي مكان تاني لا حد فيه يعرفني ولا اعرف حد، اخر طلب هطلبه منك انك تطمن ابوك اني عايش و كويس و بلغهم كمان محدش يحاول يدور عليا، أنا كده هبقا مرتاح و إنتوا كمان مرتاحين.. سامحني يا أخويا"

إنهالت دمعات يحيـي وهو يقرأ ذلك المكتوب الذي تركه له أخاه ليطوي بعدها الورقه بين قبضة يده بإهمال و يلقي بها إلي سلة القمامه الموجودة بجواره ثم نهض واقفاً و قام بتبديل ثيابه و خرج من الغرفه ليجد غزل في طريقها إليه فإبتسمت وقالت: صباح الخير يا يحيـي.

أومأ بلطف محاولاً إخفاء ضيقه ثم قال: صباح النور يا غزل، إيه اللي مصحيكي بدري كده؟

_قولت ألحق أعملك تفطر قبل ما تنزل.

إبتسم ثم نظر إليها مطولاً ليردف قائلاً: أنا آسف يا غزل، إمبارح مزاجي كان زفت و مقعدتش معاكي ولا اتكلمنا خالص، إعذريني.

كلماته البسيطه تلك جعلتها تتيقن أنها لم تتعجل في قرارها ولم تخطئ حينما وافقت على الإرتباط به.

برز صوتها الهادئ قائلة: متتأسفش عن أي حاجة يا يحيى أنا فاهمه و مقدره كل حاجه.. بس إزاي قابلته و فين؟!

تنهد مطولاً ثم أمسك بيدها وهو يتجه نحو الأريكه و يجلس عليها و جلست هي أيضاً فقال: إمبارح يا ستي كنت سهران أنا و قاسم في المكان بتاعنا البي بنسهر فيه عادةً، إتفاجئت بيه هناك بيرقص وسط شوية بنات زباله ملمومين حواليه و بيقلبوا اللي في جيبه وهو سكران، روحت كلمته و لقيته بيهرتل بكلام أهبل كده و عرفت انه معندوش مكان يبات فيه، تقريبا كل الفترة دي بينام يا اما في النايت كلاب يا اما عند واحده من اللي كانوا معاه.

كانت غزل تحملق بهِ بدهشه و ذهول بينما إستطرد هو قائلاً: من غير ما أفكر لقيتني جايبه علي هنا، مع إني مكنتش عايز ولا حابب أشوفه ولا أتكلم معاه بعد اللي قاله.

تسائلت علي إستحياء: قـاللك إيه؟!

نظر إليها و كإنما ينظر إلي الفراغ من حوله ثم قال: قال كل حـاجة يا غزل، كل اللي كان في قلبه ظهر فجأه، سليمان من زمان وهو بيبص للي حواليه و مش راضي باللي بين إيديه،كان مستكتر عليا إني متجوز و مخلف و معايا فلوس مع إن ده رزقي الي ربنا قسمهولي، مش عارف ان هو كمان رزقه بيوصله ٢٤ قيراط زيه زيي، بيعلق كله علي شماعة إنه إتحرم من الخلفه.

ليتني مِتُّ قبل هذاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن